تعيش أسواق النفط العالمية حالة ترقب حاد، مع اقتراب موعد الحسم في ملف المواجهة الأميركية-الإيرانية. قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتوقع خلال الأسبوعين المقبلين حول توجيه ضربة عسكرية لإيران بات هو الحدث الفاصل الذي يحدد وجهة الأسعار العالمية، وسط تقلبات كبيرة وتراكم رهانات المضاربين على أي تطور سياسي أو عسكري قد يقلب موازين السوق. وبينما تحاول تصريحات البيت الأبيض تهدئة التصعيد الفوري، يبقى المشهد الجيوسياسي في المنطقة مفتوحًا على جميع السيناريوهات.
النفط يلتقط أنفاسه بعد موجة صعود حادة
ارتفعت عقود خام غرب تكساس تسليم أغسطس بنسبة 0.5% لتقترب من 74 دولارًا للبرميل، بعد أن سجلت مستويات قريبة من 76 دولارًا في ذروة التوترات.
جاء هذا التراجع بعد تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، التي أكدت أن ترمب سيحسم قراره خلال أسبوعين، ما خفف من الضغوط المباشرة على السوق.
روبرت ياغر، مدير عقود الطاقة في Mizhuo Securities USA، يرى أن "تأجيل الحسم قلل من احتمالات تصعيد وشيك، وساهم في تهدئة فورية للأسعار، لكن الخطر لم يزُل بعد".
تقلبات حادة وارتفاع علاوات المخاطر
رغم الهدوء النسبي، تبقى الأسعار مرتفعة مقارنة بمستويات ما قبل تصعيد إسرائيل-إيران، مع قفزات واضحة في مؤشرات التقلب وزيادة المراكز الشرائية في أسواق الخيارات المالية.
علاوات الأسعار للعقود القريبة ارتفعت بقوة، ما يعكس ارتفاع الطلب على التحوط من المخاطر قصيرة الأجل.
يقدّر المحللون أن المخاطر الجيوسياسية الحالية تضيف نحو 8 دولارات للبرميل، مع احتمالات لارتفاع أكبر إذا تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا.
مضيق هرمز: العقدة الأكبر في معادلة الطاقة
حذّر وائل السوان، الرئيس التنفيذي لشركة Shell، من "أثر هائل" على تجارة الطاقة العالمية إذا أدى التصعيد إلى إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره 20% من الإمدادات النفطية حول العالم.
السوان أكد خلال قمة الطاقة في طوكيو أن شركته لديها خطط طوارئ لأي تطور خطير، لكنه أشار إلى أن طهران لا تبدو حتى اللحظة راغبة في عرقلة الملاحة.
مايكل سومرز، رئيس معهد البترول الأميركي، شدد على أهمية مراقبة تطورات هرمز "عن كثب"، خاصة مع هشاشة الوضع الإيراني الداخلي وارتباطه بالقرار الأميركي.
المشهد السياسي: قرار معلق وضغوط متزايدة
اختتم ترمب اجتماعًا مطولًا مع كبار مستشاريه دون الإفصاح عن المسار النهائي، مكتفيًا بتصريح: "قد أفعلها… وقد لا أفعلها".
تقارير "وول ستريت جورنال" أشارت إلى موافقة مبدئية من ترمب على خطة عسكرية، لكنه أجّل التنفيذ بانتظار رد طهران الرسمي على مطالبه الأخيرة.
هذا الغموض يضيف طبقة جديدة من عدم اليقين إلى أسواق الطاقة، ويجعل أي تصريح أو تسريب إعلامي عنصرًا محركًا للأسعار في كل جلسة تداول.
الخلاصة
تقف أسواق النفط عند مفترق حاسم بين انفجار الأسعار لمستويات تاريخية أو انفراج مرحلي يخفف الضغوط على السوق العالمية. قرار ترمب خلال الأسبوعين المقبلين قد يعيد رسم خريطة المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، خصوصًا إذا اقترن بتصعيد فعلي أو تهديد لمضيق هرمز. وحتى ذلك الحين، ستظل علاوات المخاطر، موجات المضاربة، وقلق المتعاملين حاضرة بقوة في كل حركة سعرية… بانتظار "قرار اللحظة الأخيرة" من البيت الأبيض.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet