في مشهد غير معتاد لرؤساء شركات وادي السيليكون، مثُل الرئيس التنفيذي لشركة Google (GOOGL)، سوندار بيتشاي، أمام المحكمة الفيدرالية في واشنطن للدفاع عن محرك البحث Google Search، الذي يُعتبر حجر الأساس لإمبراطورية الشركة الرقمية.
وزارة العدل الأميركية تصرّ على التفكيك... وبيتشاي يصف المطالب بأنها تهديد مباشر لمستقبل الابتكار.
القضاء يفتح ملف الاحتكار: كيف تُعالج الهيمنة؟
بعد أن حكم القاضي الفيدرالي أميت ميهتا في أغسطس 2023 بأن Google انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار من خلال ممارساتها في سوق البحث، تدخل القضية الآن ما يُعرف بـ"مرحلة العلاج"، وهي الفترة التي تُحدَّد فيها التدابير التصحيحية.
وزارة العدل تطالب بتغييرات جذرية تشمل:
فصل محرك البحث عن متصفح Chrome.
إنهاء التوزيع الافتراضي لـ Google Search على الأجهزة.
مشاركة بيانات البحث المتراكمة منذ أكثر من 20 عامًا مع منافسين.
بيتشاي يُحذّر: "ابتكارنا في خطر"
رد بيتشاي بقوة على المطالب، قائلًا إن تفكيك Chrome من Google سيُفقد الشركة ميزة تنافسية حيوية لأنها تستثمر منذ أكثر من 30 عامًا في تحسين التكامل بين منتجاتها.
وأضاف أن مشاركة بيانات البحث مع جهات "قد تكون أجنبية" قد يُعرّض الأمن القومي الأميركي للخطر:
"سيكون من المستحيل الاستمرار في تقديم خدمات مبتكرة للمستخدمين في ظل هذه الإجراءات".
وزارة العدل: البيانات هي جوهر الهيمنة
وفقًا للحكومة، فإن Google لم تهيمن فقط عبر العقود والانتشار، بل بنت عبر هذه السيطرة قاعدة بيانات ضخمة مكّنتها من التفوق في الذكاء الاصطناعي، تحديدًا في تطوير نماذج مثل Gemini AI.
وتطالب وزارة العدل بمنع Google من استخدام هذه البيانات لتعزيز مكانتها، وإنهاء اتفاقياتها مع Apple، Samsung، وMozilla، التي تجعل Google محرك البحث الافتراضي في معظم الأجهزة.
وتشير الوثائق إلى أن Google دفعت 26 مليار دولار في 2021 للحصول على هذه الامتيازات – 20 مليارًا منها لـ Apple وحدها.
Google: "لسنا محتكرين، بل الأفضل"
Google ترفض الاتهامات وتؤكد أن نجاحها ليس نتاج احتكار، بل لأن منتجاتها ببساطة "أفضل من البدائل".
وقال بيتشاي إن الاتفاقيات مع مصنعي الهواتف تمت في إطار تنافسي، وإن المستخدمين يمكنهم دائمًا تغيير محرك البحث الافتراضي.
وفي دفاعها عن Chrome، قالت Google إن التكامل مع Gmail وSearch وCloud يساعدها في اكتشاف التهديدات الأمنية، وأي تفكيك قد يُضعف الأمان السيبراني للمستخدمين.
Google وGemini: هل تتأثر طموحات الذكاء الاصطناعي؟
التحديات القضائية تأتي في لحظة مفصلية لتوسع Google في الذكاء الاصطناعي، خاصة مع رهانها على Gemini كنموذج منافس لـ ChatGPT.
تسعى Google لتوسيع نطاق Gemini ليشمل الشراكات مع Apple ومنتجات أندرويد، لكن حكم المحكمة قد يُقيّد قدرتها على دمج هذا النموذج في محرك البحث أو المتصفح.
معركة قد تستمر لسنوات
من المتوقع أن تستمر جلسات المحكمة حتى 9 مايو، على أن يُصدر القاضي قراره لاحقًا.
لكن، بغض النظر عن النتيجة، من المرجّح أن تقوم Google باستئناف الحكم، وقد تفعل وزارة العدل الشيء نفسه.
وهذا يعني أن معركة الهيمنة الرقمية لم تنتهِ... بل بدأت للتو.
الخلاصة
قد تكون هذه القضية واحدة من أخطر التهديدات القانونية التي تواجه Google منذ تأسيسها.
إذا فُرض عليها التخلي عن Chrome أو مشاركة بياناتها، فإن ذلك قد يعيد تشكيل خريطة الإنترنت العالمي.
وفي قلب المعركة: توازن هش بين الابتكار التكنولوجي، والخصوصية، والمنافسة العادلة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet