🔥 تقرير التضخم المنتظر يرفع الترقب في وول ستريت… المستثمرون يراهنون على خفض الفائدة رغم مخاطر الأسعار
تعيش وول ستريت حالة ترقّب حذر قبل صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) يوم الجمعة، وهو أول تقرير اقتصادي مهم منذ بدء الإغلاق الحكومي مطلع الشهر، حيث تراهن الأسواق على أن نتائج التضخم — حتى لو جاءت “ساخنة” — لن تثني الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Federal Reserve) عن خفض الفائدة الأسبوع المقبل.
بحسب وحدة التداول في جي بي مورغان (JPMorgan)، فإن احتمال ارتفاع مؤشر S&P 500 بعد صدور البيانات يبلغ نحو 65%، في ظل تفاؤل المتعاملين بأن اجتماع الفيدرالي في 29 أكتوبر سيُنتج قرار خفض جديد للفائدة.
⚙️ سيناريوهات اليوم المنتظر لتقرير التضخم
يتوقع الاقتصاديون ارتفاع التضخم الأساسي (Core CPI) بنسبة 0.3% على أساس شهري، و 3.1% على أساس سنوي، أعلى من مستهدف الفيدرالي البالغ 2%.
الفريق بقيادة أندرو تايلر (Andrew Tyler) في جي بي مورغان رسم ثلاثة مسارات محتملة:
• إذا جاءت القراءة ضمن التوقعات أو أقل، فقد يرتفع المؤشر بما يصل إلى 1.5%.
• أما إذا تجاوز التضخم الشهري 0.4%، فقد تتراجع الأسهم بما يصل إلى 2.3%.ورغم ذلك، تشير المذكرة إلى أن الأسواق ستكون “أقل تقلبًا من المعتاد”، لأن السرد السائد هو “خفض الفائدة قادم مهما حدث”.
💡 نظرة مُركّب: حتى تضخم فوق التوقعات لن يُغيّر الاتجاه الكلي للسوق ما دام الفيدرالي مصممًا على التيسير النقدي.
📊 التضخم بين السياسة والإغلاق الحكومي
التقرير المرتقب سيكون أحد الإشارات القليلة المتاحة عن صحة الاقتصاد الأمريكي في ظل الإغلاق الحكومي المستمر منذ 23 يومًا، وهو ثاني أطول إغلاق في التاريخ بعد إغلاق 2018 في عهد ترامب.
وزارة العمل الأمريكية استدعت عددًا محدودًا من الموظفين لإصدار بيانات التضخم كي تتمكن إدارة الضمان الاجتماعي من حساب زيادات معاشات العام القادم.
وترى ستيفاني لينك (Stephanie Link) من هايتاور أدفايزرز (Hightower Advisors) أن أي تذبذب بعد صدور التقرير سيمثل “فرصة شراء”، خاصة أن موسم الأرباح قوي وأن الربع الرابع تاريخيًا هو الأقوى للأسهم.
💡 نظرة مُركّب: بيانات التضخم تُصبح حدثًا سياسيًا بقدر ما هي اقتصادي، إذ يُراد منها إرسال إشارة استقرار في ظل تعطّل أجهزة الدولة.
🏛️ رهان الأسواق على خفض مزدوج للفائدة
المحللون في وول ستريت يُجمعون على أن الفيدرالي يتجه نحو خفضين للفائدة قبل نهاية 2025، أحدهما شبه محسوم الأسبوع المقبل، بينما قد يتوقف القرار الثاني على بيانات التضخم القادمة في ديسمبر.
يقول سمير سمّانة (Sameer Samana) من ويلز فارجو (Wells Fargo) إن “قراءة تضخم أعلى من المتوقع قد تؤخر الخفض الثاني في ديسمبر، لكنها لن توقف خفض أكتوبر”، معتبرًا أن تباطؤ سوق العمل يمنح الفيدرالي مبررًا للتيسير الآن.
💡 نظرة مُركّب: سوق العمل الهادئ يُغطي على حرارة الأسعار، ما يمنح الفيدرالي مساحة خفض دون خوف من فقد السيطرة.
📉 الأسهم الأمريكية: تفاؤل مشوب بالإرهاق
رغم ارتفاع S&P 500 بأكثر من 35% منذ قاع أبريل، فإن الزخم بدأ يتراجع مع تضارب نتائج الشركات وارتفاع التقييمات.
يرى المحللون في State Street أن تقرير التضخم قد يعيد خلط الأوراق بين الأسهم الكبرى والقطاعات الدورية، لأن “تضخمًا أعلى من المتوقع قد يُبطئ اتساع السوق (market broadening)” ويعيد التركيز إلى الشركات عالية الجودة الأقل تأثرًا بالفائدة.
💡 نظرة مُركّب: وول ستريت في منطقة دقيقة، الأسواق تتطلع إلى التيسير، لكن المبالغة في التفاؤل قد تُشعل تقلبات إذا خيّب التضخم التوقعات.
🔮 النظرة المستقبلية
الأسواق ستتعامل مع بيانات التضخم كاختبار ثقة بين المستثمرين والفيدرالي. طالما بقيت التوقعات بخفض الفائدة في أكتوبر قائمة، ستظل أي بيانات “ساخنة” مؤقتة التأثير.
لكن القراءة فوق 0.4% قد تفتح الباب لتصحيح قصير الأجل، خصوصًا إذا تزايدت الشكوك حول خفض ديسمبر.
💡 نظرة مُركّب: الطريق إلى التيسير النقدي ما زال ممهدًا، لكن أي مفاجأة تضخمية قد تجعل الربع الرابع أكثر اضطرابًا مما تأمله وول ستريت.
💡 خلاصة مُركّب:
الرهان الأكبر اليوم ليس على رقم التضخم بل على نوايا الفيدرالي. الأسواق تتعامل بثقة مفرطة مع فكرة الخفض، رغم أن السياسة النقدية لا تُدار بالآمال بل بالبيانات.
الفصل الأخير من 2025 سيكون اختبارًا للتوازن بين الرغبة في دعم النمو ومخاطر فقدان السيطرة على الأسعار.
🔍 للمستثمر الذكي فقط في مُركَّب+
نحن لا ننتظر ما ستقوله البيانات، نحن نقرأ ما بين السطور، حيث يتكوّن الاتجاه الفعلي قبل أن يراه الآخرون.
📊 لأن من يفهم ديناميكيات السياسة النقدية يفهم أين تتجه الأسواق قبل أن تتحرك.
🎯 اشترك الآن في مُركَّب+ لتتعلم كيف تترجم أرقام التضخم إلى قرارات استثمارية واعية، وتستبق دورة الفائدة بخطوة ذكية.




