هل سيتحوّل فطور الأميركيين إلى رفاهية؟
رسوم ترمب الجديدة على البرازيل تهدد أسعار القهوة والعصير واللحوم
قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات البرازيلية، يضع مائدة الفطور الأميركية في مهب رياح التصعيد التجاري. القهوة، عصير البرتقال، اللحم البقري وحتى طائرات Embraer، كلها مرشحة لارتفاع حاد في الأسعار، وسط أجواء سياسية معقدة تتجاوز الحسابات الاقتصادية البحتة. فهل يصبح كوب القهوة الصباحي رفاهية جديدة للأميركيين؟
القهوة وعصير البرتقال: صدمة على مائدة الأميركيين
البرازيل شريان رئيسي لفطور أميركا:
القهوة: تستورد الولايات المتحدة نحو 30% من قهوتها من البرازيل، مقابل 20% من كولومبيا و10% من فيتنام. ومع تراجع المخزونات العالمية بسبب التغيرات المناخية، فإن الرسوم الجمركية ستدفع الأسعار نحو ارتفاع تاريخي.
عصير البرتقال: تمثل البرازيل المصدر الأساسي لنحو 60% من واردات عصير البرتقال الأميركي، حيث تستورد أميركا 3 مليارات ليتر سنويًا، حسب اتحاد مصدري العصائر البرازيلية.
تحذيرات المنتجين:
مدير مجلس مصدري القهوة البرازيليين "ماركوس ماتوس" أكد أن الرسوم سترفع التكاليف النهائية على المستهلك الأميركي، مع غياب البدائل السريعة. أما اتحاد مصدري العصير، فأشار إلى أن هذه الرسوم "لا تعزز الإنتاج الأميركي، بل تضر بالسوق بالكامل وتزيد كلفة الفطور على الجميع".
ضغط على واشنطن وبرازيليا:
الجمعيات الزراعية البرازيلية كثفت ضغوطها على حكومتي البلدين لإبقاء باب التفاوض مفتوحًا حتى اللحظة الأخيرة، خشية من تفاقم الضرر على المنتجين والمستهلكين.
اللحوم والطائرات: الصناعة في عين العاصفة
اللحم البقري:
رئيس اتحاد صناعات اللحوم البرازيلية "روبرتو بيروزا" أشار إلى أن الصادرات البرازيلية ساعدت أميركا سابقًا في خفض أسعار اللحوم، وأن الرسوم الجديدة ستضر بالمنتجين في البلدين، وليس في البرازيل وحدها.
Embraer تواجه المجهول:
شركة Embraer، التي تعتمد في 60% من إيراداتها على السوق الأميركي، بدأت دراسة آثار الرسوم الجديدة وتسعى لإعادة الإعفاءات الجمركية بالتفاوض مع الجهات الأميركية.
الحسابات السياسية تتفوق على الاقتصاد
الرسوم ليست مجرد قرار اقتصادي بل تحمل رسائل سياسية، خاصة مع محاكمة حليف ترمب الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو، وقضية منصات التواصل الاجتماعي الأميركية في البرازيل. الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا هدّد بالرد بالمثل، لكنه شدد على أهمية الحلول الدبلوماسية وإيجاد بدائل تجارية.
فائض تجاري أميركي:
حققت الولايات المتحدة فائضًا تجاريًا تجاوز 410 مليارات دولار مع البرازيل خلال 15 عامًا، ما يُظهر أن الأزمة الحالية تعكس صراعًا سياسيًا أكثر منه نزاعًا اقتصاديًا صرفًا.
الإيثانول والسكر: مفاوضات ومقايضات على الطاولة
وزارة الزراعة البرازيلية أكدت وجود مساحة للمناورة عبر صفقات مقايضة:
واشنطن ترغب بدخول أوسع لسوق الإيثانول البرازيلية
البرازيل تطالب برفع القيود عن صادرات السكر
قضايا صناعية أخرى مطروحة بقوة على طاولة التفاوض
الخلاصة
رسوم ترمب الجمركية على البرازيل تهدد منظومة الإمداد الغذائي والصناعي بين البلدين في لحظة سياسية حساسة. القهوة والعصير واللحوم والطائرات، كلها مرشحة لتغيّرات جذرية في الأسعار، بينما يبقى الباب مفتوحًا لمساومات اللحظة الأخيرة. بين التصعيد الدبلوماسي وضغط المنتجين والمستهلكين، الجميع يدرك أن كلفة القطيعة مرتفعة على الاقتصادين – وربما على مائدة فطور الأميركيين قبل غيرهم.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet