🔥 الأسهم تنتعش والذهب يتراجع مع عودة الثقة للمستثمرين بعد انحسار المخاوف المصرفية والتجارية
شهدت الأسواق العالمية يوم الثلاثاء ارتفاعًا في الأسهم وتراجعًا في الذهب، إذ عاد التفاؤل إلى المستثمرين بعد انحسار القلق من مخاطر الائتمان في البنوك الأمريكية وظهور بوادر انفراج في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما ساعد على تهدئة الأسواق ودفع المتعاملين للعودة إلى الأصول عالية المخاطر.
📈 الأسواق تلتقط أنفاسها... و”وول ستريت” تعود إلى المسار الصاعد
تعافت الأسهم العالمية بقيادة المؤشرات الأمريكية بعد موجة اضطراب شهدتها الأسبوع الماضي نتيجة مخاوف من قروض متعثّرة في بعض البنوك الإقليمية الأمريكية.
التحسّن المفاجئ في المعنويات جاء أيضًا بدعم من توقعات التوصل إلى اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين، بعدما صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (Donald Trump) أنه يتوقع “اتفاقًا عادلاً” مع نظيره الصيني شي جين بينغ (Xi Jinping) خلال لقائهما المرتقب في كوريا الجنوبية الأسبوع القادم.
الأسواق اعتبرت تلك التصريحات إشارة إلى تهدئة محتملة في النزاع التجاري، خاصة بعد أن أشار ترامب إلى أن الخلاف حول تايوان لن يتحول إلى مواجهة مباشرة.
كما عزز الثقة اتفاقٌ جديد بين الولايات المتحدة وأستراليا لتوريد معادن أرضية نادرة (Rare Earth Materials)، وهو ما أضاف دفعة إيجابية لأسهم القطاع الصناعي والتقني على حد سواء.
💼 الأسهم الآسيوية: نيكّاي إلى قمة تاريخية والين يتراجع
في آسيا، دفعت التوقعات شبه المؤكدة بتولي ساناي تاكايتشي (Sanae Takaichi) رئاسة الوزراء في اليابان مؤشر نيكّاي (Nikkei) إلى مستوى قياسي جديد، في حين تراجع الين الياباني (JPY) بعدما اعتبر المستثمرون أن سياستها الاقتصادية ستكون تحفيزية ومعارضة لرفع أسعار الفائدة.
المؤشر اقترب من حاجز 50,000 نقطة للمرة الأولى، بينما ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الين بنسبة 0.7٪ إلى 151.83 ينًا.
البنك المركزي الياباني (Bank of Japan) يجتمع الأسبوع المقبل، ويمنح المتداولون احتمالًا بنسبة 20٪ فقط لرفع الفائدة، مع استمرار المحافظ كازو أويدا (Kazuo Ueda) في نهج الحذر وعدم تقديم إشارات واضحة حول التوقيت.
🏦 تحذيرات من البنك المركزي الأوروبي وسط ارتياح الأسواق
رغم الارتداد في الأسهم، وجّه كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين (Philip Lane) تحذيرًا من أن البنوك في منطقة اليورو قد تتعرض لضغوط إذا جفّت مصادر التمويل بالدولار الأمريكي.
وقال:
“الوجود الكبير للالتزامات خارج الميزانيات بالدولار الأمريكي والتقلب في التمويل يعني أن التغيرات المفاجئة في المراكز الصافية لا يمكن استبعادها.”
وأشار لين إلى اضطراب الأسواق في أبريل الماضي، حين باع المستثمرون سندات الخزانة الأمريكية والدولار بشكل مفاجئ، مما صعّب على البنوك الأوروبية الاعتماد على أصولها السائلة المقومة بالدولار.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي كريس سيسكلونا (Chris Scicluna) من دايوا كابيتال ماركتس (Daiwa Capital Markets) إن تصريحات لين تعكس قلقًا متزايدًا لدى المستثمرين من تراكم المخاطر في القطاع المالي الأمريكي، خصوصًا مع توسع الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والائتمان الخاص، وما قد يحدث في حال حدوث تصحيح مفاجئ.
🇺🇸 السياسة النقدية الأمريكية: التيسير المرتقب يعيد المستثمرين للأسهم
التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي (Federal Reserve) قد يُقدم على ثلاث خفضات للفائدة خلال الأشهر الستة القادمة ساهمت في ضخ جرعة تفاؤل في الأسواق.
كما قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسِت (Kevin Hassett) إن الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر منذ بداية الشهر قد ينتهي هذا الأسبوع، ما دعم شهية المخاطرة ودفع المستثمرين إلى “الشراء عند الانخفاض” (Buy the Dip).
هذه المعنويات الإيجابية انعكست بوضوح على وول ستريت، حيث ارتفعت المؤشرات الثلاثة الرئيسية بشكل حاد في الجلسة السابقة، مع بلوغ أسهم شركات الرقائق مستويات قياسية جديدة.
أما في أوروبا، فقد صعد مؤشر STOXX 600 بنسبة 0.1٪، ليقترب من أعلى مستوى له في التاريخ، بينما تراجعت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة طفيفة بلغت 0.1٪ بعد الارتفاع الكبير.
📊 أرباح الشركات الأمريكية تدعم المعنويات
يتوقع المحللون الآن أن تنمو أرباح شركات مؤشر S&P 500 بنسبة 9.3٪ على أساس سنوي في الربع الثالث، ارتفاعًا من تقديرات 8.8٪ في بداية أكتوبر، ما يعزز الرؤية بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال متينًا رغم الإغلاق والضغوط الائتمانية.
🥇 الذهب يتراجع بعد قمم تاريخية
انخفضت أسعار الذهب (Gold - GC=F) بنسبة 2٪ إلى 4,262 دولارًا للأونصة بعد أن لامست يوم الإثنين قمة قياسية عند 4,381.21 دولارًا.
التحسن في شهية المخاطرة وعودة الثقة في القطاع المالي أدّيا إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، في وقتٍ تترقب فيه الأسواق اجتماعات البنوك المركزية المقبلة في اليابان وأوروبا لتحديد المسار النقدي القادم.
🔮 النظرة المستقبلية
• التوقعات تشير إلى مرحلة استقرار مؤقت للأسواق إذا تحقق انفراج في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
• الذهب قد يواصل التراجع الفني بعد القمة الأخيرة، لكنه يبقى مدعومًا على المدى الطويل من المخاطر الجيوسياسية.
• الين الياباني قد يظل تحت الضغط طالما بقيت التوقعات بعدم رفع الفائدة من قبل بنك اليابان.
• أما في الولايات المتحدة، فترقب المستثمرين لاجتماع الفيدرالي المقبل سيحدد مسار السوق حتى نهاية العام.
💡 خلاصة مُركّب:
الأسواق تعود إلى الارتفاع بعد أسبوع من القلق الائتماني، مدفوعة بآمال التهدئة التجارية وسياسات نقدية ميسّرة.
الذهب يتراجع بعد موجة صعود قوية، لكن النظرة الاستراتيجية تبقى إيجابية على المدى الطويل.
الحدث الأهم الآن هو توازن السياسة بين خفض الفائدة الأمريكي والتشدد الأوروبي، وهو ما سيحدد وجهة رأس المال العالمي في الأسابيع المقبلة.
🔍 للمستثمر الذكي فقط في مُركّب+
• ركّز على الأسهم الصناعية والتكنولوجية التي تستفيد من تحسن العلاقات الأمريكية–الصينية.
• حافظ على جزء من محفظتك في الذهب كتحوّط ضد اضطرابات محتملة.
• راقب تحركات الين والدولار، فالتقلبات هناك ستكشف اتجاه الأسواق القادمة.
📊 لأن الاستثمار الحقيقي لا يتبع الخوف أو النشوة، بل يراقب بعقلٍ منضبط ويستثمر بوعي.
🎯 اشترك الآن في مُركّب+ لتصل إلى التحليلات التي ترى خلف العناوين وتقرأ الأسواق كما هي… لا كما تبدو.