فاتورة ترمب العملاقة بالأرقام: ثلاث تغييرات ستعيد رسم مشهد الاقتصاد الأميركي
خلال أسابيع من الجدل العنيف والمداولات الطويلة في الكونغرس، ولدت "فاتورة ترمب الكبرى" كأكبر تحوّل تشريعي في السياسة الاقتصادية الأميركية منذ عقود. فقد تم تمريرها في مجلس الشيوخ بأصوات متقاربة، بترجيح من نائب الرئيس JD Vance، ثم لحقتها موافقة مجلس النواب بفارق ضئيل. وها هي الأسواق، وقطاعات الاقتصاد كافة، تستعد لزلزال سيطاول النظام الضريبي، وقطاع الطاقة، وأساسيات الرعاية الصحية لعقود مقبلة.
التوزيع المالي لفاتورة ترمب العملاقة: أين تذهب التريليونات؟
توزيع الإنفاق الضخم للفـاتورة: تخفيضات ضريبية بقيمة 4.6 تريليون دولار، وإنفاق جديد على العجز 4.1 تريليون دولار، مقابل تخفيضات هائلة في مخصصات "ميديكيد" بـ1.1 تريليون، وتقليصات أُخرى تشمل التعليم، الدعم الغذائي، وفوائد الدين العام.
المحور الأول: تغييرات جذرية في النظام الضريبي
تمديد الإعفاءات:
أُقرّ جعل الإعفاءات الضريبية المؤقتة لعام 2017 دائمة، ليستمر معدل 37% لأغنى الأميركيين.إعفاءات إضافية:
إعفاء كامل للضرائب على الإكراميات والعمل الإضافي وفوائد قروض السيارات.
زيادة الخصومات لكبار السن وإلغاء الضرائب على الضمان الاجتماعي.حوافز للأعمال:
إعادة تفعيل خصومات الاستثمار والتشييد والبحث والتطوير، وتثبيت خصم "الشركات العابرة" (S-Corp) عند 20%.
رفع حد الخصم على الضرائب المحلية والولائية إلى 40 ألف دولار سنويًا، مع تعزيز "MAGA accounts".رؤية المؤيدين:
اعتبر مايك كراپو، رئيس لجنة المالية بمجلس الشيوخ، أن التعديلات تعزز اليقين الاستثماري وتدفع عجلة النمو لسنوات.
المحور الثاني: انقلاب في سياسات الطاقة—وداعًا للحوافز الخضراء ودعمٌ متجدد للفحم
إنهاء حوافز الطاقة النظيفة:
كل الاعتمادات التي أقرت في عهد بايدن للطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية ستنتهي قبل أوانها. دعم السيارات الكهربائية ينتهي فعليًا في سبتمبر.تغييرات في ضريبة الطاقة:
تخفيض ضريبة الطاقة المتجددة وتثبيت دعم الفحم واعتباره "معدنًا استراتيجيًا" للإنتاج الحكومي.رسالة الرئيس:
صرّح ترمب: "نحن نعيد الاعتبار للفحم"، منتقدًا مشاريع الطاقة الشمسية.انتقادات القطاع:
إيلون ماسك (TSLA) وصف الفاتورة بـ"الجنونية والمدمرة"، متوعدًا بمعاقبة السياسيين المؤيدين.
المحور الثالث: إصلاحات قاسية للرعاية الصحية... على حساب الأكثر هشاشة
تخفيضات في "ميديكيد":
تخفيض بقيمة 900 مليار دولار خلال سنوات قادمة، وتأثير مباشر على المستشفيات الريفية.رد فعل النواب:
السيناتور سوزان كولينز رفضت الفاتورة بسبب "الضرر على الرعاية الصحية للأسر الفقيرة".تقديرات التأثير:
مكتب الميزانية بالكونغرس يقدر أن 11.8 مليون أميركي سيفقدون التغطية الصحية بحلول 2034 مع تطبيق الشروط الجديدة على "ميديكيد".
الخلاصة
فاتورة ترمب العملاقة أعادت رسم قواعد اللعبة الاقتصادية في الولايات المتحدة: يقين ضريبي أكبر للشركات، تراجع كبير لدعم الطاقة النظيفة، وضغوط متصاعدة على الفئات الأقل حظًا في ملف الرعاية الصحية. بينما تُعزز السياسة المالية الجديدة وعود النمو وتحفيز الاستثمار، تثير أيضًا هواجس تصاعد الديون وضعف الحماية الاجتماعية، ليبقى الجدل مفتوحًا حول تداعيات أكبر حزمة اقتصادية شهدتها أميركا في عصرها الحديث.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet