ترمب يُطالب بتخفيضات الفائدة وهجوم غير مسبوق على باول وسط أزمة الرسوم والتضخم
في مشهد يعكس تصاعد التوتر بين السياسة النقدية وصنّاع القرار السياسي، فجّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب مفاجأة جديدة بمطالبته الفيدرالي بتخفيض الفائدة بشكل غير مسبوق، مطالبًا بخفض حاد يصل إلى 2.5 نقطة مئوية دفعة واحدة—أي ما يعادل عشرة تخفيضات متتالية وفق وتيرة الفيدرالي المعتادة. يأتي هذا الهجوم في خضم أزمة الرسوم الجمركية الجديدة وضبابية مشهد التضخم، ما يفتح الباب لمواجهة صاخبة بين البيت الأبيض والبنك المركزي.
ترمب vs. باول: تصعيد علني وضغوط سياسية مباشرة
شنّ ترمب هجومًا لاذعًا على جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأميركي، عبر منصته "تروث سوشيال"، واصفًا إياه بأنه "أحد أغبى وأخطر الأشخاص في الحكومة".
اتهم ترمب الفيدرالي بتكبيد الاقتصاد الأميركي "مئات المليارات من الدولارات" بسبب سياسته "البطيئة"، مطالبًا بتخفيض الفائدة فورًا بـ2.5 نقطة مئوية.
ترمب يُقارن بأوروبا:
أشار إلى أن البنك المركزي الأوروبي قام بـ10 تخفيضات للفائدة، بينما "يتقاعس" الفيدرالي الأميركي، معتبرًا أن ذلك سيُخفف أعباء الديون عن الحكومة الأميركية ويوفر مليارات الدولارات.
ملاحظة: البنك المركزي الأوروبي قام فعليًا بـ8 تخفيضات فقط خلال العام الماضي، وليس 10 كما يدعي ترمب.
الفيدرالي يرد بالواقعية والبيانات
جاء رد باول هادئًا وحاسمًا:
"ما يهمنا هو اقتصاد قوي وسوق عمل متين واستقرار الأسعار. سياستنا الحالية مناسبة تمامًا لتحقيق هذه الأهداف".
شدد باول على استقلالية الفيدرالي، مؤكدًا أن قراراته تعتمد على البيانات الاقتصادية، وليس على الضغوط أو التصريحات السياسية.
الفيدرالي أبقى الفائدة بين 4.25% و4.5% في آخر اجتماع.
التوقعات تشير فقط إلى خفضين محدودين (نصف نقطة مئوية) في 2025، مقابل مطالب ترمب بتخفيضات حادة وسريعة.
الرسوم الجمركية: "الطبقة الجديدة" من عدم اليقين التضخمي
أوضح الفيدرالي أن جزءًا كبيرًا من الغموض الحالي في التضخم يعود إلى الرسوم الجمركية الضخمة التي فرضتها إدارة ترمب مؤخرًا:
ارتفاع أسعار السلع قد يتسارع مع بدء تطبيق الرسوم الجديدة، خصوصًا بعد تصريف المخزون القديم.
الشركات ستحاول تمرير التكاليف للمستهلك النهائي، لكن مدى التأثير والزمن اللازم لذلك لا يزال غير معروف.
باول: التريث حتى تتضح الصورة
يرى الفيدرالي أن التحرك يجب أن يستند إلى البيانات لا إلى الضغوط السياسية أو توقعات قصيرة الأجل. التوجه الحالي هو للانتظار والمراقبة مع استعداد للتحرك إذا لزم الأمر.
سيناريوهات المواجهة: مطالب ترمب أم واقعية الفيدرالي؟
سيناريو ترمب: خفض حاد وسريع للفائدة لتحفيز الاقتصاد ومنافسة السياسات الأوروبية وتخفيف عبء الديون الحكومية.
سيناريو الفيدرالي: استمرار السياسة الحالية مع خفض محدود إذا ظهرت بوادر ضعف اقتصادي أو تراجع ملموس في التضخم.
الخلاصة
تتسارع المواجهة بين البيت الأبيض والفيدرالي مع كل محطة نقدية جديدة. ضغوط سياسية واتهامات علنية من جهة، مقابل التزام واقعي بالبيانات الاقتصادية من جهة أخرى. بينما تترقب الأسواق أي إشارة من صانعي السياسة النقدية، تبقى المؤسسة النقدية هي الممسكة فعليًا بعجلة القرار… حتى إشعار آخر.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet