المهلة تمتد… والمخاوف مستمرة: ترمب لا يُسقط الرسوم بل يُعيد جدولتها
في تحول مفاجئ في مسار الحرب التجارية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الأحد عن تأجيل تنفيذ الرسوم الجمركية على الواردات الأوروبية حتى 9 يوليو 2025، بعد مكالمة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. هذا التمديد يمنح الطرفين فرصة أخيرة لتفادي تصعيد قد يهزّ الاقتصاد العالمي.
لكن رغم الهدوء الظاهري، تبقى لغة التهديد حاضرة... ومؤشرات الخطر قائمة.
من التصعيد إلى التهدئة خلال 48 ساعة
يوم الجمعة، هدّد ترمب بشكل مباشر بفرض تعرفة جمركية بنسبة 50% على كافة السلع الأوروبية اعتبارًا من 1 يونيو، مصحوبة بتحذيرات لشركات عملاقة مثل Apple وSamsung.
لكن مساء الأحد، هدأت اللهجة. كتب ترمب عبر Truth Social:
"تلقيت اتصالًا من رئيسة المفوضية الأوروبية تطلب تمديد مهلة التعرفة. وافقت على ذلك – حتى 9 يوليو – من دواعي سروري أن أستجيب."
فون دير لاين أكدت في بيان رسمي أن "أوروبا مستعدة للتحرك بسرعة وحسم"، معربة عن أملها في التوصل إلى اتفاق متوازن.
النتيجة؟ الأسواق تنفست الصعداء... مؤقتًا.
Apple وسوق الهواتف الذكية في مرمى النار
تهديدات ترمب لم تكن رمزية فقط، بل شملت أسماء كبرى:
Apple (AAPL): تعهد ترمب بفرض تعرفة 25% على أجهزة iPhone ما لم تُصنع داخل الولايات المتحدة.
Samsung: أشار إلى احتمال فرض رسوم مشابهة على منتجاتها مع نهاية يونيو.
سهم Apple تراجع بنسبة 3% عقب التهديد، ما أثار شكوكًا قانونية حول قدرة البيت الأبيض على استهداف شركات معينة بهذه الطريقة.
لماذا تراجع ترمب مؤقتًا؟
عدة عوامل تقف خلف هذا التراجع:
ضغوط اقتصادية: تصاعد عوائد السندات الأميركية، وتزايد القلق من اتساع العجز المالي نتيجة الحوافز الضريبية الجديدة.
قلق الأسواق: تراجع جماعي في المؤشرات الأميركية بعد تهديدات الجمعة، خصوصًا Nasdaq.
ضغوط أوروبية: مسؤولون في بروكسل أطلقوا إشارات واضحة برفضهم لأي تنازل غير متوازن.
وزير المالية الأميركي سكوت بيسّنت أكد أن الإدارة ستُعلن قريبًا عن اتفاقات تجارية "كبيرة"، في محاولة لطمأنة المستثمرين.
القطاعات الأوروبية الأكثر عرضة للخطر
بحسب فايننشال تايمز، فإن الرسوم التي هدد بها ترمب كانت ستستهدف قطاعات بالغة الحساسية:
الأدوية: صادرات بـ80 مليار يورو سنويًا قد تتعرض لتعقيدات جمركية كبيرة.
الطيران: القطاع مهدد بفقدان امتيازات قائمة منذ عام 1979.
السيارات الأوروبية: Audi، Porsche، Mercedes-Benz، وVolvo في دائرة الاستهداف.
➤ الاتحاد الأوروبي صدّر 757,654 سيارة جديدة إلى أميركا في 2024، بقيمة 38.9 مليار يورو.الأغذية والمشروبات: الشمبانيا الفرنسية والجبن الإيطالي مهددان بالتحول إلى "أدوات سياسية"، رغم صغر حجم القطاع.
أوروبا تُلوّح بالمواجهة... لكن تدعو للتهدئة
في موقف واضح، قال وزير المالية الألماني لارس كلينغبايل:
"لا نحتاج إلى مزيد من الاستفزازات، بل إلى مفاوضات جدية."
وأضاف أن فرض الرسوم لا يضر أوروبا فقط، بل يُهدد الاقتصاد الأميركي أيضًا، محذرًا من خسائر متبادلة في حال انهيار الحوار.
الخلاصة:
قرار ترمب بتمديد المهلة حتى 9 يوليو لا يلغي الخطر، بل يؤجله. وبينما تُكثّف الأطراف تحركاتها التفاوضية، يبقى الخوف الأكبر أن يتحوّل هذا التمديد إلى مجرد هدنة مؤقتة قبل الانفجار.
وإذا لم تُترجم الأقوال إلى اتفاق فعلي، فإن الأسواق – ومعها الشركات الكبرى – قد تجد نفسها أمام جولة جديدة من الفوضى التجارية.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet