مشروع "الفاتورة الكبيرة الجميلة" لترمب بالأرقام.. بين وعود البيت الأبيض وتحذيرات الخبراء
وسط عودة الرئيس دونالد ترمب إلى واجهة المشهد السياسي، يثير مشروع قانون "الفاتورة الكبيرة الجميلة" نقاشًا واسعًا حول مستقبل المالية الأمريكية. فالقانون، الذي يعد بإعادة هيكلة النظامين الضريبي والصحي وزيادة الإنفاق الدفاعي، يأتي بتكلفة فلكية تُهدّد بتوسيع فجوة العجز الفيدرالي لعشر سنوات قادمة. الجدل يحتدم بين إدارة ترمب التي تتحدث عن مكاسب وفوائض تاريخية، وبين تقديرات مستقلة تحذّر من قفزة خطيرة في الدين العام.
فجوة صارخة بين الإيرادات والتكاليف
الفجوة الكبيرة بين نفقات المشروع وإيراداته، مع تكدس أكبر للديون نتيجة طموحات الإصلاح الضريبي والإنفاق الإضافي.
التكاليف المتوقعة:
تخفيضات ضريبية وبنود أخرى: 3.754 تريليون دولار
زيادة الإنفاق الدفاعي: 148 مليار دولار
بنود إنفاق إضافية: 175 مليار دولار
فائدة متراكمة على الدين الوطني: 551 مليار دولار
الإيرادات/الوفورات:
تغييرات في الرعاية الصحية (خفض Medicaid): 1.086 تريليون دولار
تقليص برامج الغذاء: 238 مليار دولار
تقليص برامج التعليم: 349 مليار دولار
العجز الجديد:
عجز إضافي متوقع: حوالي 2.967 تريليون دولار
تضارب التقديرات وانقسام في الرؤى
غالبية النماذج الاقتصادية، من مكتب الميزانية في الكونغرس إلى مؤسسات بحثية مستقلة، تجمع على أن المشروع سيضيف أكثر من 3 تريليونات دولار إلى العجز الفيدرالي خلال عشر سنوات.
في المقابل، تصر إدارة ترمب على أن القانون سيحقق فوائض مالية، وتستند في ذلك إلى توقعات بنمو اقتصادي يتجاوز 3% سنويًا — رقم يصفه معظم المحللين بالمبالغ فيه، مقابل متوسط واقعي لا يتخطى 1.8%.
نقطة الخلاف الكبرى: إيرادات الرسوم الجمركية
يعتمد البيت الأبيض على تحقيق 2.8 تريليون دولار من الرسوم الجمركية الجديدة، في حين تحذّر معظم النماذج من أن هذه الرسوم ستُبطئ النمو وترفع التضخم بنحو 0.4% في 2025 و2026.
مواجهة ساخنة تحت قبة الكونغرس
خلال جلسة استماع ساخنة، واجه وزير الخزانة سكوت بيسنت ضغوطًا شديدة لإثبات مصداقية أرقام الإدارة. النواب من كلا الحزبين طالبوا بمراجعة تقديرات مستقلة، بينما رد بيسنت بحذر: "الأمر لم يُحسم بعد".
في الوقت ذاته، تواصل الإدارة الترويج لقدرتها على خفض العجز بنحو 8 تريليونات دولار في عشر سنوات — وهو تقدير يصفه خبراء الاقتصاد بأنه "غير قابل للتوفيق" مع الواقع المالي.
إلى أين يتجه الاقتصاد الأمريكي؟
لا تزال التوقعات شديدة التباين بسبب اختلاف الافتراضات حول أثر الضرائب، الرسوم الجمركية، وتخفيضات الإنفاق. الأهم أن كثيرًا من هذه الرسوم محل تفاوض مستمر وقد تتغير مع تغيّر الإدارة أو الأحكام القضائية، ما يجعل مستقبل العجز المالي الأمريكي في مهب رياح السياسة والاقتصاد العالمي.
الخلاصة
"الفاتورة الكبيرة الجميلة" لترمب تحمل وعودًا بانفراجة مالية وتغيير تاريخي، لكن التقديرات المستقلة تضع إشارات استفهام كبيرة حول مخاطر تفاقم الدين العام والعجز. يبقى الجدل مفتوحًا: هل نحن مقبلون على عصر فوائض مالية… أم موجة جديدة من الأعباء على كاهل الأجيال القادمة؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet