هدنة تجارية مرتقبة... اتفاق أميركي-صيني بانتظار توقيع ترمب
تخفيف القيود التقنية ضمن صفقة المعادن النادرة
أمريكا والصين تتوصلان لاتفاق مبدئي ينتظر توقيع ترمب وشي… التوافق على المعادن النادرة وتخفيف القيود التقنية ينهي جولة تفاوض ماراثونية
مقدمة مركب التحليلية
بعد شهور من التصعيد المتبادل والجمود التجاري، دخلت الولايات المتحدة والصين مرحلة جديدة من التفاوض انتهت بالتوصل إلى اتفاق مبدئي قد يشكّل نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم. نتائج جولة لندن الماراثونية تضع الكرة الآن في ملعب الزعيمين ترمب وشي جين بينغ، في ظل ترقب عالمي لما إذا كان هذا الاتفاق سيكون بداية مرحلة تعاون أم هدنة مؤقتة على طريق نزاع طويل.
توافق تاريخي… بانتظار توقيع القادة
على مدار أكثر من 20 ساعة من النقاشات المكثفة في لندن، نجح المفاوضون في وضع إطار عمل لإحياء تدفق السلع الحساسة بين البلدين.
الاتفاق المبدئي، الذي أُعلن فجر الأربعاء، ينتظر الآن مصادقة الرئيسين ليصبح نافذًا فعليًا.
وزير التجارة الأمريكي هوارد لَتنِك أشار إلى التحول في الأجواء بقوله: "كان علينا أولاً التخلص من السلبية"، مع التأكيد على الاستعداد المشترك "للمضي قدمًا نحو تجارة إيجابية ومتنامية".
معالم الاتفاق: المعادن النادرة مقابل التقنية
تعهد صيني بتسريع شحنات المعادن النادرة الحيوية لصناعة السيارات والدفاع الأمريكية.
تخفيف أمريكي لبعض القيود على صادرات التكنولوجيا، مع استثناء التقنيات ذات الحساسية الأمنية العالية.
مع ذلك، بقيت قضايا رئيسية كالفائض التجاري واتهامات الإغراق والتلاعب بسلاسل التوريد دون حلول واضحة.
الأسواق تستقبل الاتفاق بحذر
رد فعل الأسواق جاء محدودًا: العقود الأمريكية انخفضت قليلًا، بينما ارتفع مؤشر الأسهم الصيني 0.9% — أكبر مكاسب منذ منتصف مايو.
استمرار الحذر يعكس قناعة المستثمرين بأن الاتفاق المبدئي لا يلغي جذور التوتر، بل يؤجلها إلى جولات قادمة.
اختبار الثقة… والملفات العالقة
الاتفاق الحالي يبقى رهينة توقيع ترمب وشي جين بينغ، مع إمكانية الانهيار إذا لم يوافق أحدهما على الصيغة النهائية.
نقاط التوافق شملت فقط المعادن النادرة والتكنولوجيا.
نقاط التأزم لا تزال قائمة حول الطاقة الإنتاجية الزائدة، ممارسات التجارة غير العادلة، وتدفق الفنتانيل الذي يعتبره البيت الأبيض أولوية ويبرر فرض رسوم جديدة.
اتفاق جنيف… خلفية مهمة
الاتفاق جاء بعد محاولة لكسر الجمود إثر اتهامات متبادلة بخرق اتفاق جنيف، الذي نص على خفض الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا.
التصعيد حول ضوابط التكنولوجيا والمعادن النادرة صار الورقة الأقوى في النزاع التجاري الحديث، ما يرفع حساسية أي تعثر في التنفيذ.
الخلاصة
الاتفاق المبدئي بين أمريكا والصين يعكس رغبة متبادلة في تجنّب الانزلاق لمواجهة تجارية شاملة، لكنه يبقى أقرب إلى هدنة هشة في نزاع طويل حول الهيمنة التكنولوجية وتدفق المعادن الحيوية. الأسواق العالمية سترحب بأي إشارة تهدئة، لكن اختبار الثقة الحقيقي يبدأ الآن بانتظار توقيع الزعيمين وتنفيذ البنود الحساسة على أرض الواقع. القادم يحمل فرصًا وتحديات… والرهان الأكبر: هل ينجح هذا الاتفاق في تغيير مسار التصعيد، أم يبقى مجرد استراحة مؤقتة قبل جولات أصعب؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet