تتجه الأنظار اليوم إلى قاعة الكونغرس الأميركي حيث يدلي جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، بشهادته النصف سنوية وسط واحدة من أكثر اللحظات حساسية في السياسة النقدية الأميركية. بين ضغوط البيت الأبيض، والانقسام الداخلي في صفوف الفيدرالي، وتصاعد المخاوف من الرسوم الجمركية واضطرابات أسعار النفط، يجد باول نفسه في قلب صراع سياسي واقتصادي قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة لأسواق المال الأميركية.
ضغوط ترمب تتصاعد: هجوم علني ودعوات لخفض عنيف للفائدة
رفع الرئيس دونالد ترمب من حدة هجماته ضد جيروم باول والفيدرالي، مطالبًا بخفض حاد في أسعار الفائدة إلى مستويات تتراوح بين 1% و2% بدلًا من المستويات الحالية (4.25%-4.5%).
وصف ترمب باول بأنه "عنيد" و"غير كفوء"، وكتب عبر منصته:
"لا أعلم لماذا لا يتجاوز مجلس الإدارة هذا الشخص الغبي تمامًا! سندفع ثمن هذا التخبط لسنوات قادمة."
وفي منشور آخر صباح اليوم، شدد ترمب على ضرورة أن يبرر باول أمام الكونغرس رفضه خفض الفائدة، داعيًا النواب للتعامل معه بصرامة.
ولم يقف ترمب وحده في هذا الموقف؛ بل برزت أصوات داخل الفيدرالي—مثل ميشيل بومان وكريس والر—تدعو لخفض الفائدة في اجتماع يوليو، مستشهدة بتباطؤ التضخم خلال الأشهر الأخيرة.
انقسام الفيدرالي: بين خفض الفائدة الفوري ونهج "الانتظار والترقب"
معسكر الخفض:
ميشيل بومان: أكدت في تصريحاتها الأخيرة أن التضخم تراجع أو جاء دون التوقعات مؤخرًا، وأن آثار الرسوم الجمركية ستكون "محدودة"، محذرة من مخاطر تراجع التوظيف.
كريس والر: يدعم خفضًا مبكرًا للفائدة.
معسكر الحذر:
"مخطط النقاط" للفيدرالي أظهر انقسامًا واضحًا:
8 مسؤولين يتوقعون خفضين للفائدة في 2025
7 مسؤولين يرون أن الفائدة لن تنخفض هذا العام (ارتفاعًا من 4 فقط سابقًا)
جيروم باول كرر الأسبوع الماضي سياسة الانتظار والترقب، مشيرًا إلى أن آثار الرسوم الجمركية بدأت تظهر وقد تتضح أكثر في الأشهر المقبلة:
"بدأنا نلاحظ بعض التأثيرات، ونتوقع رؤية المزيد منها… لذا فإن القرار الصائب حاليًا هو الثبات على السياسة النقدية."
الحرب التجارية وتداعيات الشرق الأوسط: تأثير مباشر على التضخم
ستُسلط الأضواء خلال جلسة الكونغرس على تأثير ضربات ترمب لإيران، ومخاطر إغلاق مضيق هرمز الذي ينقل نحو 20% من تجارة النفط العالمية. يحذر مراقبو السوق من أن أي ارتفاع كبير ومستدام في أسعار النفط قد يدفع التضخم الأميركي نحو 5% مجددًا (وفق تقديرات JPMorgan)، ما يقوي موقف الصقور في الفيدرالي لإبقاء الفائدة مرتفعة.
في المقابل، يرى فريق آخر أن أي تصعيد جديد قد يفرض خفضًا سريعًا للفائدة لدعم الاقتصاد في وجه الصدمات الخارجية.
ترمب يواصل الضغوط… ويلمح لعزل باول
في تصريحات الجمعة، جدد ترمب دعوته لخفض الفائدة سريعًا:
"إذا كان باول قلقًا بشأن التضخم أو أي أمر آخر، فكل ما عليه فعله هو خفض الفائدة… نستفيد الآن من تكلفة الدين، ونرفعها لاحقًا إذا اقتضى الأمر."
كما لمّح مجددًا إلى احتمال إقالة باول قبل انتهاء ولايته في مايو 2026، قائلاً:
"ربما… فقط ربما، أغير رأيي بشأن إقالته؟ على كل حال، ولايته قاربت على الانتهاء!"
التباين في التوقعات
المتفائلون: يراهنون على خفض قريب للفائدة يعزز النمو ويعيد الزخم للأسهم والسندات.
الحذرون: يحذرون من أن إبقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول ضروري للسيطرة على التضخم، خصوصًا مع استمرار مخاطر النفط والرسوم الجمركية.
السيناريو المتفائل
توافق داخل الفيدرالي على خفض الفائدة بعد مزيد من تباطؤ التضخم.
عودة الاستقرار للأسواق مع تراجع التوترات الجيوسياسية.
الخلاصة
تشهد السياسة النقدية الأميركية واحدة من أعنف مراحل التجاذب بين البيت الأبيض والفيدرالي، مع انقسام داخلي وتحديات جيوسياسية معقدة. جلسة باول أمام الكونغرس اليوم ستكون اختبارًا جديدًا لاستقلالية الفيدرالي وقدرته على مواجهة العواصف السياسية والاقتصادية… فهل يصمد باول، أم يُجبر على تغيير المسار في أقرب وقت؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet
تحديث: المشهد العام: باول تحت الضغط... وترامب يصعّد
في شهادته أمام الكونغرس، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن البنك "في موقع جيد للانتظار" بشأن خفض أسعار الفائدة، مؤكدًا أن القرار سيُتخذ بناءً على البيانات وليس الضغوط السياسية.
لكن تلك التصريحات جاءت في ظل تصاعد ضغط الرئيس ترامب، الذي يطالب بخفض الفائدة فورًا لمواجهة تداعيات الرسوم الجمركية، وسط انقسام داخل صفوف الفيدرالي نفسه.
📉 التضخم والاقتصاد: ما الذي يقلق باول؟
باول أوضح أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب قد تؤدي إلى:
رفع الأسعار (مما يزيد التضخم مؤقتًا).
تقليص النشاط الاقتصادي.
لكنه لم يجزم بتأثيرها النهائي، مؤكدًا أن "المسار الاقتصادي غير مؤكد بدرجة كبيرة".
يرى أن البيانات من يونيو ويوليو ستكون حاسمة، ما يشير إلى إمكانية اتخاذ قرار في سبتمبر.
🗣️ خلاف داخلي داخل الفيدرالي
بعض الأعضاء البارزين، مثل ميشيل بومان وكريس والر، يدعمون خفض الفائدة في اجتماع يوليو.
يرون أن التضخم منخفض بشكل مفاجئ.
وهناك مؤشرات على ضعف في سوق العمل والإنفاق.
لكن آخرين (مثل رئيسة فرع كليفلاند، بيث هاماك) يعارضون، معتبرين أن "الاقتصاد لا يبرر خفضًا فوريًا".
🔹 النتيجة:
في "خريطة النقاط" الأخيرة:
8 أعضاء توقعوا خفضين في 2025.
7 أعضاء توقعوا عدم حدوث أي خفض (ارتفاعًا من 4 في الجولة السابقة).
🧨 ترامب يصعّد لهجته ضد باول
وصف ترامب باول بأنه "أحمق ومتعنت"، وقال إن مجلس الاحتياطي "يقوّض الاقتصاد".
دعا إلى خفض الفائدة من 4.25-4.5٪ إلى 1-2٪.
لمح إلى إمكانية عزله من منصبه قبل نهاية ولايته في مايو 2026، بل ألمح إلى تعيين نفسه مكانه!
"ربما، فقط ربما، عليّ أن أغيّر رأيي بشأن طرده؟"
⚠️ التوتر الجيوسياسي يزيد المشهد تعقيدًا
بعد غارات على مواقع نووية إيرانية، أثيرت تساؤلات حول الأثر الاقتصادي المحتمل.
بعض المحللين، مثل JPMorgan، حذروا من:
احتمال ارتفاع النفط إلى 120 دولارًا للبرميل.
عودة التضخم إلى حدود 5٪.
هذا قد يدفع الفيدرالي لتثبيت الفائدة لفترة أطول، رغم الضغوط.