الثورة الصامتة في الرقائق: ثلاث شركات قد تصنع ثروتك في العقد القادم
تراجعات الرقائق فتحت أبوابًا استثمارية.. فمن يملك مفاتيح الثورة التقنية القادمة؟
في خضم التصعيد الجمركي الذي تشهده الأسواق العالمية تحت قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وما تبعه من اضطرابات في التجارة العالمية وسلاسل التوريد، لم تسلم أسهم شركات أشباه الموصلات من موجات التصحيح.
لكن خلف هذا التراجع الظاهري، برزت فرص استثمارية واعدة، خاصة في شركات تملك مفاتيح المستقبل التكنولوجي، وتُشكّل العمود الفقري لسلاسل تصنيع الرقائق في العالم.
سنسلّط الضوء على ثلاث شركات فريدة:
TSMC (TSM)،
ASML (ASML)،
Arm Holdings (ARM)،
والتي تقف جميعها في قلب الثورة الرقمية، وتُمثّل رهانًا طويل الأجل للباحثين عن النمو الحقيقي في عالم الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة.
TSMC: العملاق الذي يُصنّع المستقبل
تُعد شركة TSMC التايوانية أكبر وأهم شركة لتصنيع الشرائح في العالم، وهي الشريك الأساسي لكبرى شركات الرقائق مثل Nvidia وAMD وApple وQualcomm، ما يجعلها المحور الرئيسي في إنتاج وحدات المعالجة الرسومية ومعالجات الهواتف الذكية.
في الربع الأخير، شكّلت الحوسبة عالية الأداء (HPC) نحو 59% من الإيرادات، بينما جاءت 28% من الهواتف الذكية.
أكثر من نصف الإيرادات جاءت من شرائحها الأحدث ذات تقنية 3 و5 نانومتر.
الشركة تستعد لإطلاق إنتاج شرائح 2 نانومتر في النصف الثاني من عام 2025.
ورغم التوتر الجيوسياسي في تايوان، تواصل TSMC توسيع نطاقها من خلال بناء مصانع في الولايات المتحدة وأوروبا والصين. ويُتوقع نمو الإيرادات والأرباح بنسبة تفوق 21% و22% سنويًا حتى عام 2027، بينما يُتداول السهم عند 15 مرة الأرباح المتوقعة — وهو تقييم جذّاب لشركة بهذا الحجم والدور.
ASML: الحصن التقني الذي لا يُخترق
إذا كانت TSMC هي المصنع، فإن ASML الهولندية هي التي تزوّده بـ"الماكينة السحرية".
ASML هي الشركة الوحيدة في العالم التي تمتلك تقنية EUV (الأشعة فوق البنفسجية القصوى)، وهي التقنية الوحيدة التي تتيح إنتاج الشرائح المتناهية الصغر.
تُستخدم أنظمتها من قبل TSMC، سامسونغ، إنتل لإنتاج شرائح 2 نانومتر.
بدأت مؤخرًا بيع أنظمة High-NA EUV لتوسيع قدرة التصنيع أكثر.
القدرة التسعيرية للشركة استثنائية:
نظام EUV التقليدي يُباع بـ 180 مليون دولار.
أما الجيل الجديد High-NA فيصل إلى 380 مليون دولار.
ورغم تباطؤ النمو هذا العام بفعل قيود التصدير إلى الصين، يتوقع المحللون نمو الإيرادات بـ 12% والأرباح بـ 19% سنويًا حتى 2027. السهم يُتداول عند 25 مرة الأرباح، وهو سعر معقول بالنظر إلى احتكارها التقني.
Arm: تصاميم ذكية تُغيّر قواعد اللعبة
Arm Holdings البريطانية لا تصنّع رقائق، بل تُصممها... وتصاميمها تُستخدم في 99% من هواتف العالم. بفضل كفاءتها العالية في استهلاك الطاقة، أصبحت تصاميم Arm هي الخيار الأول للأجهزة المحمولة والسيارات وحتى مراكز البيانات.
تصميمها الجديد Armv9 مهيّأ للذكاء الاصطناعي.
أعلنت مؤخرًا نيتها الدخول إلى عالم تصنيع الرقائق بنفسها، عبر الاستعانة بـ TSMC كمصنّع، ما يُخفف من تكاليف التراخيص ويزيد الربحية.
يتوقع المحللون نمو الإيرادات بنسبة 23%، بينما يُتوقع أن تنمو الأرباح بمعدل 81% سنويًا حتى عام 2027. ورغم أن السهم يُتداول عند تقييم مرتفع (55 مرة الأرباح)، إلا أن الشركة تستفيد من موقع شبه احتكاري في تصميم المعالجات الموفرة للطاقة.
الخلاصة
في زمن الحرب التجارية والرسوم الجمركية، تبحث الأسواق عن اليقين في عالم متقلّب.
ورغم التراجعات، تبقى شركات مثل TSMC، ASML، وArm هي الركائز الأساسية لمستقبل التكنولوجيا العالمية — كل منها يحتل موقعًا استراتيجيًا لا يمكن استبداله في منظومة تصنيع أشباه الموصلات.
وبينما تُعيد الأسواق تسعير الأصول تحت ضغوط السياسة، فإن هذه الشركات الثلاث تُقدّم فرصة نادرة لبناء الثروة على المدى الطويل، في قلب التحوّل الرقمي العالمي.
اشترك الآن لتصلك تحليلاتنا الاستثمارية المتخصصة وأبرز الاتجاهات الواعدة في الأسواق العالمية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet