سهم إنفيديا يحلّق عكس التيار... هل تخدع الأرباح وول ستريت؟
وسط موجة إعجاب غير مسبوقة يعيشها وول ستريت تجاه سهم Nvidia (NVDA)، ومع كل إعلان أرباح جديد، تتزايد التساؤلات حول مدى استحقاق الشركة لهذا التسامح الدائم مع النتائج المالية، خصوصًا في ظل تحديات جوهرية تضرب ثاني أكبر أسواقها عالميًا—الصين. ما الذي يتجاهله المستثمرون بالفعل وسط زحام التصفيق والرهانات المستقبلية؟
نتائج دون التوقعات… و"غفران" غير مسبوق في السوق
أعلنت Nvidia هذا الأسبوع أرباحًا معدلة للسهم عند 0.81 دولار، أي أقل بكثير من تقديرات المحللين (0.93 دولار). لاحقًا، كشفت الشركة عن رقم معدل جديد (0.96 دولار)، بعد استبعاد تأثير حظر رقائق H20 على السوق الصيني والضرائب المرتبطة به. بعبارة أخرى: رقم افتراضي لما كان يمكن تحقيقه "لولا تأثر الصين"—رغم أن الواقع يقول العكس.
الأغرب، أن معظم المحللين تجاهلوا هذا التباين، وواصلوا رفع أسعارهم المستهدفة للسهم، مع التذكير المتكرر بقوة الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي وتوقع تعافي الهوامش الربحية قريبًا. غاب عن المشهد التحليلي أن جزءًا ضخمًا من عائدات Nvidia في الصين تبخر بسبب القيود الأميركية الجديدة.
تباطؤ نمو إيرادات Nvidia في الصين
التباطؤ الحاد في إيرادات Nvidia من السوق الصيني منذ 2025، نتيجة مباشرة لقيود التصدير الأميركية، في وقت تواصل فيه إيرادات الشركة من الولايات المتحدة وبقية العالم الارتفاع، لتتقلص مساهمة الصين في إجمالي العوائد بشكل ملحوظ.
تقييمات السوق… أين الواقعية في الحسابات؟
سؤال محوري يطرح نفسه:
كيف يمكن التغاضي عن اختفاء إيرادات سوق الصين بهذه البساطة؟ وهل من المنطقي افتراض أن القطاعات الأخرى ستعوّض هذا النقص سريعًا؟
الواقع أن ضغوط الأداء ستنتقل الآن إلى باقي خطوط الإنتاج، في بيئة تشهد منافسة شرسة وأسواق عالمية أكثر تقلبًا.
في المقابل، رأينا شركات أخرى (مثل Gap) تنهار أسهمها رغم نتائج جيدة فقط بسبب تحذير بسيط حول الرسوم، بينما تتلقى Nvidia "غفرانًا" استثنائيًا في كل مناسبة.
هل تراهن Nvidia على الروبوتات لتعويض الخسارة؟
حاول الرئيس التنفيذي جينسن هوانغ طمأنة السوق بأن فرص النمو في قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي الجسدي قد تعوّض بعض الخسائر. لكن من الصعب تخيل أن هذه القطاعات ستحدث فرقًا نوعيًا في إيرادات الشركة خلال سنتين فقط، مقارنة بالزخم الهائل الذي كانت توفره السوق الصينية.
الخلاصة:
لسنا بصدد التقليل من قيمة Nvidia ودورها المحوري في ثورة الذكاء الاصطناعي، لكن خسارة السوق الصيني ليست رقمًا عابرًا، بل تحدٍ هيكلي يهدد وتيرة نمو الشركة على المدى المتوسط.
على المستثمرين التوقف عن الانبهار الآلي بسهم Nvidia، والتدقيق في نقاط الضعف الحقيقية وأهمية تنويع مصادر النمو، خصوصًا مع استمرار الغموض حول مدى قدرة القطاعات الجديدة (كالروبوتات) على تعويض هذا الغياب الكبير.
هل يستحق سهم Nvidia كل هذا التسامح في السوق؟ وهل يكفي التفاؤل بالذكاء الاصطناعي لتعويض فقدان ثاني أكبر سوق عالمي؟
الإجابة لن يحددها إلا الواقع المالي في الجولات المقبلة.
📩 اشترك الآن في نشرة “ مركب ” — وابقَ في صدارة المعرفة وتابع كل جديد مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet