ترامب فشل سابقا مع الغسالات، لماذا لا تنجح الجمارك؟
أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلًا واسعًا عندما فرض رسومًا جمركية على الواردات في ولايته الأولى، وأبرزها تلك المفروضة على غسالات الملابس المستوردة. في عام 2018، قرر ترامب فرض رسوم تتراوح بين 20% و50% على الغسالات المستوردة بناءً على طلب شركة ويرلبول (Whirlpool) للحد من المنافسة مع الشركات الكورية إل جي (LG) وسامسونج (Samsung).
رغم إعلان ويرلبول حينها أن هذه الرسوم "انتصار للعمال والمستهلكين الأمريكيين"، إلا أن الواقع كان أكثر تعقيدًا.
تأثير الرسوم على الأسعار:
زيادة ملحوظة في التكلفة: خلال فترة تطبيق الرسوم من فبراير 2018 حتى فبراير 2023، ارتفعت أسعار معدات الغسيل بنسبة 34%، مقارنة بزيادة 21% فقط في معدل التضخم العام.
تأثير مشترك: رغم أن الرسوم كانت مفروضة على الغسالات فقط، ارتفعت أسعار المجففات أيضًا بنسبة مماثلة، لأنهما يُباعان غالبًا كطقم مشترك.
انخفاض الواردات وخلق وظائف:
تراجع الواردات: انخفضت واردات الغسالات بنسبة 33% في العام الأول للرسوم واستمرت أقل من مستويات ما قبل الرسوم حتى عام 2022.
زيادة الإنتاج المحلي: افتتحت سامسونج مصنعًا في ولاية ساوث كارولينا، وبدأت إل جي الإنتاج في مصنع بولاية تينيسي، مما ساهم في خلق حوالي 2,000 وظيفة جديدة.
بعد انتهاء الرسوم:
انخفاض الأسعار: مع انتهاء الرسوم في يناير 2023، انخفضت أسعار معدات الغسيل بنسبة 11% خلال العام التالي.
عودة الواردات: ارتفعت واردات الغسالات لتتجاوز مستويات ما قبل الرسوم.
التكاليف الحقيقية:
رغم خلق الوظائف الجديدة، وجد تقرير صدر في 2019 أن تكلفة كل وظيفة جديدة للمستهلكين بلغت حوالي 815,000 دولار سنويًا. بالمقارنة، تكلفة الوظائف المدعومة من الحوافز الحكومية تتراوح عادة بين 50,000 و100,000 دولار لكل وظيفة.
هل كان القرار مفيدًا للاقتصاد؟
وفقًا للاقتصادي فيليكس تينتلنوت من جامعة ديوك، "الرسوم الجمركية ساعدت الأعمال الأمريكية وخلقت وظائف، لكنها كانت مكلفة جدًا للمستهلكين".
بينما ساهمت الرسوم في تعزيز اقتصادات محلية صغيرة، إلا أن أثرها على الاقتصاد العام كان ضئيلًا وغير مستدام على نطاق واسع.
الخلاصة:
قرارات ترامب تُظهر بوضوح أن السياسات التجارية قد تكون فعّالة في تحقيق مكاسب محدودة، لكنها تأتي بتكاليف كبيرة يتحملها المستهلكون. في ظل التضخم الحالي، سيكون من الصعب تمرير مثل هذه الرسوم دون رد فعل سلبي من المواطنين.