إيرادات الرسوم الجمركية في عهد ترمب تُحطم الأرقام القياسية
هل نشهد بداية عصر جديد للتمويل الحكومي؟
بعد سنوات من الاستقرار النسبي في إيرادات الرسوم الجمركية، فاجأت السياسة التجارية الأميركية الأسواق بتحول دراماتيكي منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. في ولايته الأولى ثم الثانية، تجاوزت إيرادات الرسوم الجمركية مستويات تاريخية، لتصبح مصدرًا أساسيًا في تمويل الخزينة الأميركية ومحورًا لجدل اقتصادي وسياسي مستمر.
طفرة الرسوم الجمركية بالأرقام:
بقيت إيرادات الرسوم الجمركية الأميركية شبه ثابتة لأكثر من عقدين، قبل أن تبدأ بالارتفاع الحاد مع سياسة ترمب التصعيدية في 2018.
1995 – 2017: الإيرادات الشهرية أقل من 5 مليارات دولار.
منذ 2018: الإيرادات الشهرية تجاوزت أحيانًا 20 مليار دولار.
يونيو 2025: قفزت الإيرادات إلى 26.7 مليار دولار في شهر واحد، مع تدفقات يومية تخطت 19.9 مليار دولار في يوم واحد.
يونيو 2025: شهر تاريخي في سجل الإيرادات
بحسب بيانات وزارة الخزانة الأميركية:
تجاوزت إيرادات "الرسوم والضرائب الانتقائية" 26.7 مليار دولار حتى 24 يونيو.
مستويات مايو (22 مليار دولار)، وأبريل (17.4 مليار)، ومارس (9.6 مليار) تبدو متواضعة مقارنة بهذا الارتفاع.
منذ بداية السنة المالية، دخل أكثر من 121 مليار دولار إلى الخزينة من الرسوم وحدها.
ويعود السبب الرئيسي إلى تثبيت الرسوم عند مستويات مرتفعة منذ أبريل، وتطبيق رسوم شاملة بنسبة 10% على معظم الشركاء التجاريين.
الرسوم الجمركية: دعم الميزانية وتقليص العجز
وفق تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس (CBO):
استمرار الرسوم الحالية قد يقلص العجز الأولي في الميزانية الأميركية بنحو 2.8 تريليون دولار خلال العقد القادم.
التقديرات الحكومية الداخلية ربما تكون أعلى، وفق رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض.
ورغم أن الرسوم باتت تشكل الآن 4-5% من إجمالي الإيرادات الحكومية (مقابل 2% تاريخيًا)، إلا أن تأثيرها يبقى محدودًا عند مقارنتها بحجم الإنفاق الشهري الذي بلغ في مايو 371 مليار دولار.
ما وراء الأرقام... هل تدوم الطفرة؟
يهدد ترمب بإطلاق موجة جديدة من الرسوم تحت عنوان "يوم التحرير 2.0" في 9 يوليو، مع احتمالية تمديد الموعد لبعض الدول المتفاوضة.
بعض تفاصيل البيانات لا تزال تنتظر مراجعات إضافية، نظرًا لدمج وزارة الخزانة بين الرسوم الجمركية والضرائب الانتقائية في نفس التصنيف.
غالبية هذه الإيرادات ما زالت تأتي من الرسوم الجمركية بشكل رئيسي.
يحذر اقتصاديون من أن الطفرة الحالية، رغم حجمها القياسي، تظل جزءًا صغيرًا من الديناميكيات المالية الكبرى، وقد تقود إلى تغييرات أعمق في النظام التجاري العالمي إذا استمرت لسنوات طويلة.
الخلاصة
نجحت الرسوم الجمركية في توفير مصدر دخل سريع للحكومة الأميركية، وساهمت في تقليص جزء من العجز، لكنها في الوقت نفسه فرضت تحديات كبيرة على الشركات، المستهلكين، وسلاسل الإمداد العالمية. ومع تصاعد التوتر التجاري وتغير قواعد اللعبة الاقتصادية، يبقى ملف الرسوم الجمركية أحد أعمدة السياسة المالية الأميركية، وقضية ساخنة في واشنطن والأسواق العالمية على السواء.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet