ترمب يُخفف التصعيد مع أوروبا والصين.. الأسواق تلتقط أنفاسها مؤقتًا
في تطور لافت ضمن معركة الرسوم الجمركية العالمية، أعلنت إدارة ترمب عن تأجيل فرض رسوم ضخمة على واردات الاتحاد الأوروبي، بينما بدأت آثار الاتفاق التجاري مع الصين تظهر على المؤشرات الأميركية. هذه التحركات تُرسل إشارات تفاؤل للأسواق، لكنها في الوقت ذاته تفتح الباب لتساؤلات أعمق حول مدى صلابة هذا التهدئة المؤقتة.
هدنة جمركية تُنعش الآمال وتُخفض معدل التعرفة الفعلي
تشير بيانات جديدة من مكتب التحليل الاقتصادي وجامعة ييل إلى أن معدل التعرفة الجمركية الفعلي في الولايات المتحدة – الذي يقيس إيرادات الرسوم كنسبة مئوية من إجمالي الواردات – تراجع بشكل حاد من 24% إلى 17.8% بعد التهدئة الأخيرة مع الصين.
الأثر المباشر لتغيّر السياسات
هذا الانخفاض يُعد خطوة محسوبة من إدارة ترمب لتخفيف الضغوط التضخمية، دون التراجع عن توجه "أميركا أولًا" الذي يشكّل العمود الفقري للسياسات التجارية الحالية.
الاتحاد الأوروبي يتنفس الصعداء... لكن المهلة تنتهي سريعًا
جاء الانفراج بعد مكالمة هاتفية جمعت ترمب برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حيث تم الاتفاق على تأجيل فرض رسوم بنسبة 50% على الواردات الأوروبية من 1 يونيو إلى 9 يوليو.
يقود ماروش شيفشوفيتش الجهود الأوروبية التفاوضية حاليًا، مع التركيز على مجالات حساسة مثل الرقائق، السيارات، الأدوية، والألمنيوم.
وقال ترمب عبر منصته:
"آمل أن يفتح الأوروبيون أسواقهم كما فعلت مع الصين، وسنكون جميعًا رابحين."
لكن المفاوضات لا تزال صعبة، إذ يرفض ترمب المطالب الأوروبية بإلغاء الرسوم بالكامل، مشيرًا إلى أن الحد الأدنى المقبول سيكون 10% على معظم الشركاء التجاريين.
سباق تجاري دولي: الهند واليابان تدخلان على الخط
تسعى دول أخرى لإبرام اتفاقات مماثلة:
الهند: عرضت خفضًا جمركيًا عميقًا لتجنّب رسوم "ردّ الاعتبار" البالغة 26%، مع تمسّكها بحماية قطاعي الحبوب والألبان.
اليابان: اقترحت شراء ما يصل إلى تريليون ين من شرائح Nvidia الأميركية، ضمن خطة استراتيجية لدعم الشركات المحلية المستوردة وتقليص العجز مع الولايات المتحدة.
شركات أميركية تحت الضغط: من Macy’s إلى قطاع الطيران
رغم التفاؤل، لا تزال التداعيات الاقتصادية للرسوم حاضرة:
Macy’s و Capri Holdings خفّضتا توقعاتهما السنوية، بسبب ارتفاع التكاليف وتراجع الطلب.
قطاع التجزئة يعاني من ضعف ثقة المستهلك، وزيادة في تكاليف الشحن، واتجاه متسارع نحو التجارة الإلكترونية.
أما في قطاع الطيران، فقد دعا الرئيس التنفيذي لشركة AerCap إلى توسيع اتفاق الطائرات المعفي من الرسوم الجمركية، الموقع عام 1979، ليشمل الصين ودولًا إضافية.
يرى Aengus Kelly أن الأزمة فرصة لإعادة صياغة اتفاقات تحمي المنافسة العادلة عالميًا.
هل تكفي هذه التنازلات لتجنب التصعيد التجاري؟
يقول كبير الاقتصاديين في Apollo Global إن الأسواق لا تزال "متحفّظة":
حركة الشحن البحري بين الصين وأميركا لم تستعد عافيتها بعد.
الشركات الأميركية تؤجل الاستيراد على أمل التوصل لشروط أفضل.
الاتفاقات المؤقتة لا تُنهي الصراع… بل تؤجله فقط.
الخلاصة
بينما يُمثّل تراجع معدل الرسوم الجمركية لحظة راحة نسبية للأسواق العالمية، إلا أن خلف هذه الهدنات المؤقتة تقبع معضلات أعمق: مفاوضات هشة، خلافات مستمرة، وضغوط تضخمية وتجارية مقلقة. ووسط محاولات ترمب لتقديم هذه التفاهمات كـ"نصر استراتيجي"، يبقى التحدي الأكبر: هل يمكن بناء نظام تجاري عالمي متماسك على أساس صفقات مؤقتة؟
📩 اشترك الآن لتبقى على اطلاع بأحدث التحليلات وأبرز الأسهم الاستثمارية الواعدة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet