جولدمان ساكس يخفّض المخاطر بعد موجة الرسوم الجمركية ويستعد لفترة من الضبابية
في خضم تصاعد التوترات التجارية واضطرابات الأسواق عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رسوم جمركية جديدة في أبريل الماضي، قررت غولدمان ساكس (Goldman Sachs) تعديل استراتيجيتها وتقليص انكشافها على المخاطر. تأتي هذه الخطوة في وقت يسود فيه وول ستريت حالة ترقب مشوبة بالحذر، مع زيادة الضبابية بشأن مسار السياسات الاقتصادية الأميركية وتداعياتها على النمو العالمي.
"غولدمان ساكس" يعيد التموضع تحسبًا للعاصفة
تغيير استراتيجي:
أكد جون والدرون، رئيس "غولدمان ساكس" والمرشح الأوفر حظًا لخلافة المدير التنفيذي ديفيد سولومون، أن البنك بدأ منذ الثاني من أبريل—يوم إعلان ترمب عن "يوم التحرير" ورفع الرسوم الجمركية—بتقليص المخاطر في محافظه الاستثمارية.تصريحات والدرون:
"قمنا بتعديل موقفنا من المخاطر منذ الثاني من أبريل – وأعتقد أن ذلك كان قرارًا حكيمًا. نحن نتحمل الكثير من المخاطر نيابة عن عملائنا، ونرغب بالاستمرار في ذلك، لكن في الوقت نفسه، نسعى لتقليص تعرضنا والبقاء قريبين من المنطقة الآمنة."
استعداد للضبابية:
أشار إلى أن البنك يستعد لموجة جديدة من عدم اليقين خلال الأشهر المقبلة، ما يفرض ضرورة الحفاظ على سيولة أكبر وتجنب المخاطر المفرطة.
الأسواق أمام مرحلة تعديل كبرى… والرسوم تدفع الشركات لإعادة الحسابات
تداعيات الرسوم:
أوضح والدرون أن إعلان الرسوم الجمركية الأخير كان "مزعزعًا للغاية"، وأجبر العديد من الشركات على وضع سيناريوهات مبنية على رسوم قد تتراوح بين 10% و15%.تغير في خطط الاستثمار:
توقع أن تشهد الفترة المقبلة تعديلات واضحة في خطط الإنفاق الرأسمالي، وعمليات الدمج والاستحواذ، وإعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح.اقتصاد أميركي متين:
رغم كل ذلك، يرى والدرون أن الاقتصاد الأميركي لا يزال قويًا، مدعومًا بسوق عمل متين وإنفاق استهلاكي نشط، مستبعدًا حدوث ركود في الأفق القريب.
القلق من العجز… وسوق السندات يرفع الصوت
تحذير من العجز المالي:
حذر والدرون من تصاعد قلق المستثمرين حيال العجز المالي الأميركي المتفاقم، مؤكدًا أن "سوق السندات بدأ يُسمِع صوته ونأمل أن يصل صداه إلى أروقة الكونغرس".تراجع التصنيف الائتماني:
كانت وكالة موديز (Moody’s) قد خفضت التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة بدرجة واحدة الشهر الماضي، في ظل تفاقم الدين الأميركي الذي تجاوز 36 تريليون دولار.مستقبل أسعار الفائدة:
شدد والدرون على أن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة هو السؤال الأكبر أمام الأسواق حاليًا، خصوصًا على المدى الطويل، في ظل ارتفاع مدد الاستحقاق في منحنيات أسعار الفائدة بالولايات المتحدة واليابان، وهو ما قد يشكل عائقًا أمام النمو الاقتصادي العالمي.
الخلاصة
تؤكد تحركات "غولدمان ساكس" أن المؤسسات المالية الكبرى باتت أكثر حذرًا وسط موجة الرسوم الجمركية وعدم اليقين السياسي والمالي، مع تزايد التحذيرات من مخاطر العجز وتذبذب سوق السندات. ومع ترقب الأسواق لمسار أسعار الفائدة وتداعيات السياسات التجارية، تظل إدارة المخاطر والسيولة أولوية قصوى لدى كبار المستثمرين في وول ستريت خلال الفترة القادمة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet