كيف غيّرت صفقة أوبن إي أي مع جوجل موازين سباق الذكاء الاصطناعي؟
لماذا لم يعد الذكاء الاصطناعي لعبة "الرابح يأخذ كل شيء"؟
في عالم يشهد تسارعًا غير مسبوق في تطور الذكاء الاصطناعي، لم تعد المنافسة تقتصر على ابتكار خوارزميات أو نماذج جديدة فقط، بل انتقلت المعركة إلى جبهة البنية التحتية والطاقة الحوسبية. الإعلان عن صفقة التعاون بين OpenAI وGoogle قلب موازين اللعبة، ورسّخ مفهوم التحالفات البراغماتية حتى بين الخصوم، لتوفير القدرة الحوسبية التي باتت وقود الذكاء الاصطناعي في عصرنا الحديث.
تفاصيل الصفقة: الأعداء يتحالفون تحت ضغط "قوة الحوسبة"
في مايو 2025، وبعد أشهر من مفاوضات سرية، أبرمت OpenAI صفقة ضخمة مع Google تتيح لها الاستفادة من البنية السحابية العملاقة لـ Google Cloud، بعدما كانت تعتمد سابقًا على Microsoft (MSFT) فقط. أهمية الصفقة تكمن في حجم الطلب الهائل على طاقة مراكز البيانات، وخاصة مع تصاعد استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة مثل ChatGPT، والذي يمثل التهديد الأكبر لهيمنة Google على سوق البحث.
Google Cloud تحولت إلى منصة "محايدة" تقدم خدماتها حتى لمنافسي Google الكبار، مثل Apple وAnthropic.
Google وسعت مؤخراً إتاحة رقائقها المتخصصة (TPUs)، ما عزز من مكانتها كمزود للطاقة الحوسبية العملاقة.
التقديرات العالمية للطلب على قدرة مراكز البيانات – سيناريو استمرار الزخم
الارتفاع المتسارع في الطلب العالمي على الطاقة الحوسبية لمراكز البيانات حتى عام 2030، مع قفزة ضخمة متوقعة في أحمال الذكاء الاصطناعي (AI Workload) التي ستتجاوز 150 غيغاواط بحلول 2030. هذا النمو يبرز الحاجة للاستثمارات الهائلة في البنية التحتية ويشرح لجوء أكبر شركات العالم إلى التحالف حتى مع المنافسين لتلبية الطلب المتسارع.
لماذا تلجأ الشركات الكبرى إلى منافسيها؟
شح القدرة الحوسبية: حتى Google، برغم تطويرها لرقائقها، تعاني من محدودية السعة لمواكبة الطلب المتزايد من العملاء، بحسب تصريحات الإدارة المالية.
ضغوط السوق والمنافسة: Alphabet مطالبة بتحقيق عائد واضح على استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي (يتوقع أن تصل 75 مليار دولار في 2025)، وسط منافسة شرسة مع Amazon وMicrosoft، وضغوط تنظيمية متزايدة.
تعقيدات داخلية: هذا النوع من الشراكات يعيد رسم طريقة توزيع الموارد داخليًا بين أقسام Google نفسها (خاصة بين قسم السحابة وقسم المنتجات الاستهلاكية).
عصر جديد: من يملك "الطاقة الحوسبية" يملك المستقبل
Google Cloud تضع نفسها وسيطًا "محايدًا" يُموّن الجميع، حتى الخصوم، في وقت تتحول فيه طاقة مراكز البيانات إلى مورد استراتيجي لا غنى عنه.
انتهى زمن "الرابح يأخذ كل شيء" في الذكاء الاصطناعي، وبدأ عصر التحالفات العابرة للمصالح تحت ضغط احتياجات البنية التحتية.
OpenAI تواصل ريادتها على مستوى التطبيقات النهائية، فيما تراهن Google على مضاعفة عائدات بيع الحوسبة حتى لأقوى منافسيها.
الخلاصة
سباق الذكاء الاصطناعي انتقل من مجرد صراع على الخوارزميات إلى سباق محموم على مصادر الطاقة الحوسبية ومراكز البيانات العملاقة. في عالم يُعيد فيه الكبار صياغة التحالفات يومًا بعد يوم، يصبح الاستثمار في البنية التحتية هو "ذهب العقد القادم". الذكاء الاصطناعي لم يعد لعبة صفرية — بل أصبح اقتصادًا قائمًا بذاته يُغير قواعد المنافسة، ويمنح من يملك طاقة الحوسبة دور صانع الموجة القادمة للتحول الاقتصادي والتقني عالميًا.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet