التصنيع الأميركي يتراجع للشهر الثاني... والمخاوف تتزايد من آثار الرسوم
وسط تصاعد الضبابية في السياسات التجارية، تلقّى المستثمرون إشارة مقلقة جديدة: قطاع التصنيع الأميركي يعود إلى الانكماش. التقرير الأخير الصادر عن معهد إدارة التوريد (ISM) يعكس حالة التباطؤ الصناعي، في وقت تزداد فيه تداعيات الرسوم الجمركية تأثيرًا على التخطيط الاستثماري وسوق العمل.
مؤشر ISM يهبط إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر
أظهر تقرير أبريل من ISM تراجع مؤشر التصنيع إلى 48.7 نقطة، مقارنة بـ49 نقطة في مارس. وكما هو معروف، تُشير القراءة دون 50 إلى انكماش النشاط في القطاع الصناعي.
ورغم بعض التحسّن الطفيف في:
الطلبات الجديدة: ارتفعت من 45.2 إلى 47.2
مؤشر الأسعار المدفوعة: ظل مرتفعًا عند 69.8
إلا أن مجمل الصورة ما تزال تشير إلى ضعف هيكلي في الطلب والإنتاج.
نشاط التصنيع الأميركي ينكمش مجددًا في أبريل
يوضح الرسم البياني من معهد ISM تراجع مؤشر التصنيع إلى 48.7 نقطة، أدنى من مستوى التوسع البالغ 50، وهو الانخفاض الأكبر منذ خمسة أشهر، ما يعكس استمرار الضغوط الصناعية في ظل بيئة تجارية غير مستقرة.
الاقتصاد يدخل حالة "شلل شبه تام"
علّق تيموثي فيوري، رئيس لجنة المسح لدى ISM، قائلًا:
"في أبريل، انزلق النشاط الصناعي الأميركي نحو مزيد من الانكماش بعد توسّع محدود جدًا في فبراير. الطلب والإنتاج ضعُفا، بينما ارتفع مستوى المدخلات، وهي ظروف غير مواتية للنمو."
من جهته، اعتبر توماس سيمونز، كبير الاقتصاديين في Jefferies، أن نبرة المشاركين في المسح أكثر تشاؤمًا من الأرقام المعلنة:
"العديد من الشركات وصفت الوضع بـ'الشلل شبه التام' في التخطيط، بسبب التقلبات في السياسات الجمركية."
وأضاف:
"المفاجئ أن المؤشر لا يزال فوق الثلاثين... السياق العام يعكس ظروفًا شبيهة بركود اقتصادي حاد."
بيانات S&P تؤكد هشاشة الانتعاش الصناعي
في تقرير منفصل، أظهرت بيانات التصنيع الصادرة عن S&P Global ثبات النشاط عند 50.2 نقطة، أي بالكاد فوق مستوى التوسع، مما يُظهر هشاشة النمو الصناعي.
وصرّح بول غروينوالد، كبير الاقتصاديين في S&P:
"هذه المرحلة تمثّل انتقالًا واضحًا لتأثير السياسات التجارية إلى البيانات الواقعية."
وأشار إلى أن:
"المؤشر الحاسم حاليًا هو سوق العمل... إذا ظهرت تصدعات واضحة، فسننتقل من تباطؤ إلى ركود فعلي."
إشارات مقلقة من سوق العمل
المؤشرات المتوفرة هذا الأسبوع توحي بأن الركود في التوظيف بدأ يتشكّل:
تقرير ADP أظهر إضافة 62,000 وظيفة فقط في أبريل — الأضعف منذ يوليو 2024.
مكتب إحصاءات العمل أشار إلى تراجع الوظائف الشاغرة إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2020.
أما تقديرات بلومبيرغ لتقرير الوظائف المنتظر يوم الجمعة فتتوقع:
إضافة 135,000 وظيفة غير زراعية فقط
ثبات معدل البطالة عند 4.2% (كما كان في مارس، والذي شهد إضافة 228,000 وظيفة)
الخلاصة
في ظل انكماش نشاط التصنيع، وغياب ديناميكية جديدة في التوظيف، واستمرار اضطراب السياسات الجمركية، يبدو أن الاقتصاد الأميركي يتجه تدريجيًا نحو ركود فعلي.
وإذا استمرت حالة "شلل التخطيط" كما أشار الاقتصاديون، فقد نكون أمام منعطف اقتصادي خطير ما لم تُعدّل السياسات التجارية وتُطلق محفزات فاعلة للنمو.
📩 لا تفوّت تحليلات مركب للأسواق الأميركية
اشترك الآن لتصلك أبرز التحديثات مباشرة إلى بريدك!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet