هل تنجح الشركات في تفادي تأثير الرسوم؟ أم فات الأوان؟
وسط تصاعد التوترات التجارية بعد قرارات الرئيس دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية شاملة، تتحرّك الشركات الأميركية سريعًا للتكيّف مع الوضع الجديد، مستخدمة أدوات لوجستية ومالية لتخفيف الأثر... لكن النتيجة بدأت تنعكس مباشرة على المستهلك الأميركي.
المستودعات المعفاة من الرسوم... الملاذ الأخير قبل الانفجار
وفق تقرير من رويترز، بدأت الشركات المستوردة في الولايات المتحدة بتحويل مخزونها إلى المناطق الجمركية الحرة – أكثر من 1700 مستودع عبر البلاد تسمح بتخزين السلع دون دفع الرسوم حتى موعد البيع أو التوزيع.
بعض المستودعات، خاصة في ميناء لوس أنجلوس، وصلت إلى طاقتها القصوى.
الميناء ذاته سجّل انخفاضًا بنسبة 30% في الشحنات خلال بداية مايو، مع تأثّر مباشر من البضائع الصينية المشمولة بالرسوم.
تراجع تاريخي في شحنات آيفون... وآثار الرسوم تتضح
سجلت شحنات أجهزة iPhone إلى الولايات المتحدة في أبريل أدنى مستوى منذ عام 2011.
هذا الانخفاض الحاد يُظهر كيف بدأت رسوم ترمب تُهدد سلاسل الإمداد لعمالقة التكنولوجيا مثل Apple (AAPL).
موجة ارتفاع في الأسعار... المستهلك يدفع الثمن
شركات كبرى بدأت برفع أسعار منتجاتها لمواجهة الرسوم:
Subaru: رفعت أسعار سياراتها بين 750 و2055 دولارًا.
Walmart: أعلنت زيادات أسعار تشمل آلاف السلع.
Birkenstock: تخطط لزيادة أسعار أحذيتها بالربع الثالث.
Microsoft: رفعت أسعار Xbox وملحقاته.
Ford: زادت أسعار بعض السيارات بين 600 و2000 دولار.
تحذيرات من آثار هيكلية على الاقتصاد
جيمي دايمون (JPM): "الأسواق تقلل من شأن تأثير الرسوم على التضخم والنمو".
جين فريزر (Citi): "الشركات بدأت بتجميد استثماراتها".
رافائيل بوستيك (الفيدرالي - أتلانتا): "الاستراتيجيات البديلة انتهت... الزيادات في الأسعار قادمة".
بيل جورج (Medtronic): "نحن في انتظار نهاية هذه الحماقة للعودة إلى الاستثمار".
قرارات تصدير كبرى... وأثر الرسوم يتجاوز الداخل
جنرال موتورز (GM) أوقفت تصدير سياراتها إلى الصين.
هذه الخطوة تأتي كرد فعل مباشر على تصاعد الرسوم، خصوصًا مع احتمال فرض رسوم صينية انتقامية بنسبة 125%.
من يدفع الثمن فعليًا؟ الإجابة من البيانات
تشير الدراسات الاقتصادية منذ رسوم ترمب في 2018 إلى اليوم، إلى أن المستهلك الأميركي هو من يتحمّل التكلفة الأكبر وليس الشركات الصينية أو الأجنبية كما تدّعي الإدارة.
الشركات الأميركية تمرر التكاليف مباشرة إلى السعر النهائي.
الزيادات طالت السلع الأساسية والإلكترونيات وحتى الأحذية.
الخلاصة
السباق المحموم إلى المستودعات الجمركية قد يُبطئ صدمة الرسوم... لكنه لا يُوقفها. بدأت آثار قرارات ترمب تظهر بوضوح على سلاسل الإمداد، هوامش الشركات، وأسعار السلع اليومية.
والنتيجة؟ تضخم متسارع، قلق في سوق العمل، وتراجع في ثقة المستهلك والاستثمار. وبينما ينتظر الرؤساء التنفيذيون وضوحًا في السياسات، يبدو أن ثمن الرسوم بدأ يُدفع فعلًا... من جيب المواطن الأميركي.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet