سهم إنفيديا: هل ما زال الوقت مناسبًا للشراء؟
في الوقت الذي يتساءل فيه كثير من المستثمرين ما إذا كان الوقت قد حان لشراء سهم إنفيديا أو ربما جني الأرباح من استثمارهم الحالي، كشفت الشركة مؤخرًا عن نتائجها المالية الفصلية التي أظهرت تطورات حاسمة تستحق التأمل. في هذا المقال، نسلّط الضوء على أبرز ما جاء في إعلان الشركة، وماذا تعنيه هذه الأرقام لمستثمري سهم إنفيديا، كما نناقش ما إذا كان السهم لا يزال يستحق التوصية بالشراء.
من الذكاء التوليدي إلى الذكاء الوكيلي: فرصة إنفيديا الكبرى
من أبرز التطورات الاستراتيجية التي تراهن عليها إنفيديا هو التحول من "الذكاء الاصطناعي التوليدي" (Generative AI) إلى ما يُعرف بـ"الذكاء الوكيلي" (Agentic AI)، وهو نوع أكثر تقدمًا من الذكاء الصناعي يتمتع بالقدرة على الإدراك والتخطيط والتنفيذ. هذا التحول ليس مجرد اتجاه تقني، بل هو نقلة نوعية ستغيّر طريقة عمل الشركات والدول والصناعات كافة، وهو ما يُترجم إلى طلب أعلى على القدرات الحوسبية – مجال تخصص إنفيديا الأساسي.
تخيّل وكلاء ذكاء اصطناعي بإمكانهم التعامل مع خدمة العملاء، اتخاذ قرارات معقدة، والعمل بكفاءة تفوق البشر، دون الحاجة إلى تدريب دائم أو تكلفة متكررة. على سبيل المثال، يمكن تدريب هذه الأنظمة مرة واحدة على بيانات الشركة، وتحديثها بسهولة مع أي تغييرات مستقبلية، ما يجعلها أكثر كفاءة من الموظفين البشريين. تجربة أمازون الناجحة في هذا المجال تُعد نموذجًا يُحتذى، وتفتح المجال أمام مصدر دخل بمليارات الدولارات في هذا القطاع.
طفرة في الإيرادات… ونمو في كل الاتجاهات
كشفت إنفيديا عن نتائج قوية جدًا للربع الأول، حيث ارتفعت إيرادات قطاع الشبكات بنسبة 64% مقارنة بالربع السابق لتصل إلى 5 مليارات دولار. وتم شحن وحدات من أسرع محوّل بيانات في العالم “NVLink” بقيمة تجاوزت مليار دولار خلال هذا الربع وحده.
أما منتج الشركة الآخر في هذا المجال “Spectrum X” – وهو حل قائم على الإيثرنت – فقد سجّل إيرادات سنوية تفوق 8 مليارات دولار، مع انضمام عمالقة مثل Google Cloud وMeta إلى قائمة العملاء. هذا يعزز فكرة أن إنفيديا لم تعد مجرد شركة رقاقات (GPUs)، بل أصبحت توفّر حلولًا متكاملة لمراكز البيانات التي تُبنى خصيصًا للذكاء الاصطناعي.
هل السهم ما زال رخيصًا؟
رغم هذه النتائج المبهرة، يتم تداول سهم إنفيديا حاليًا عند مضاعف ربحية متوقعة (Forward P/E) يبلغ 28.7 فقط – وهو رقم يُعد منخفضًا نسبيًا لشركة تنمو بهذا الزخم. فالإيرادات الفصلية نمت بنسبة 70%، وهو معدل نمو نادر في سوق اليوم. هامش الربح التشغيلي يتجاوز 60%، بينما التدفقات النقدية التشغيلية قفزت بشكل هائل، وبلغت قيمة إعادة شراء الأسهم 14 مليار دولار. كل هذا في وقت لا تزال فيه صناعة الذكاء الاصطناعي في مراحلها المبكرة، ومن المتوقع أن تستمر في النمو لعقد قادم على الأقل.
قطاع الألعاب يعود للواجهة
رغم أن قطاع الذكاء الاصطناعي يُعد القاطرة الأساسية لنمو إنفيديا، فإن أعمال الألعاب تعود بقوة أيضًا. سجلت الشركة إيرادات قياسية في هذا المجال وصلت إلى 3.8 مليارات دولار، بنمو 48% عن الربع السابق و42% عن نفس الفترة من العام الماضي. وقد أطلقت الشركة مؤخرًا بطاقات الرسومات RTX 5060 و5060Ti المعتمدة على معمارية Blackwell، إضافة إلى حواسيب محمولة تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتشغّل أدوات مثل Microsoft Copilot.
بفضل هذا الزخم، تجاوز عدد مستخدمي GeForce النشطين حول العالم 100 مليون، مما يعزّز مكانة إنفيديا كقوة مهيمنة في سوق الألعاب، ويرفع من سقف توقعات المطورين والمستخدمين على حد سواء.
رأينا في مركب
إنفيديا لم تعد مجرد شركة رقاقات رسومية، بل أصبحت لاعبًا شاملاً في منظومة الذكاء الاصطناعي، تقدم حلولًا حوسبية متكاملة، وتخدم قطاعات متعددة من الألعاب إلى مراكز البيانات. النمو في جميع الاتجاهات – من الشبكات إلى الذكاء الاصطناعي إلى الألعاب – يضع الشركة في موقع فريد.
ومع تقييم أقل من 30 مرة للأرباح المتوقعة، نعتقد أن السهم لا يزال يحمل قيمة جذابة نسبيًا، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار إمكانات النمو الهائلة.
📌 الخلاصة لمستثمري مركب:
إذا كنت تبحث عن سهم عالي الجودة في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي، فإن إنفيديا تستحق أن تكون ضمن قائمتك القصيرة. نتائج الشركة القوية والتوسع المتنوع يجعل من السهم فرصة مغرية، خاصة عند التقييم الحالي.