شهدت أسهم تسلا (TSLA) واحدة من أكبر موجات الارتفاع في الأسواق المالية خلال الأسابيع التي سبقت انتخابات نوفمبر 2024، حيث قفزت بنسبة 50%، ما أضاف نصف تريليون دولار إلى قيمتها السوقية في شهر واحد فقط. لكن مع تصاعد الأزمات السياسية التي أشعلها إيلون ماسك في أوروبا، إلى جانب التباطؤ الحاد في السوق الصيني، انهارت الأسهم مرة أخرى، عائدة إلى مستويات 2021.
هذا التراجع الكبير دفع المستثمرين للتساؤل:
هل تستحق تسلا قيمتها الحالية؟ أم أن "سحر ماسك" هو العامل الوحيد الذي يبقي تقييمها مرتفعًا؟
كيف يتم تسعير تسلا بناءً على أدائها الفعلي؟
إذا قمنا بإزالة جميع وعود ماسك المستقبلية غير المحققة، وقيمنا تسلا مثل أي شركة سيارات أخرى، كيف ستبدو قيمتها السوقية؟
أرباح تسلا الصافية لعام 2024: 4.2 مليار دولار.
متوسط مضاعف الربحية (P/E) لأكبر 10 شركات سيارات في العالم: 6.9 (بما في ذلك تويوتا، فولكس فاجن، فورد، ومرسيدس).
مضاعف الربحية لشركات السيارات الكهربائية في الصين: يتراوح بين 15 و 20.
تقييم تسلا بناءً على هذا المضاعف (P/E = 20):
4.2 مليار × 20 = 84 مليار دولار
لكن القيمة السوقية الفعلية لتسلا اليوم: 955 مليار دولار! أي أن المستثمرين يدفعون 227 ضعفًا لأرباحها الفعلية – وهو رقم غير منطقي حتى بالنسبة لشركة رائدة في مجال السيارات الكهربائية.
الفرق البالغ 873 مليار دولار يُعرف بـ "تأثير ماسك"، حيث يسعر المستثمرون أحلام ماسك حول السيارات ذاتية القيادة وسيارات الأجرة الروبوتية وكأنها واقع مضمون.
هل يمكن لتسلا تحقيق أرقام تبرر قيمتها السوقية؟
وفقًا للنماذج المالية، لكي تبرر تسلا قيمتها الحالية، يجب أن تنمو أرباحها بمعدل 47% سنويًا لمدة 7 سنوات، بحيث تصل أرباحها إلى 64 مليار دولار سنويًا بحلول 2032.
⚠️ الواقع مختلف تمامًا:
إيرادات تسلا من بيع السيارات الكهربائية نمت بـ 0.2% فقط في 2024، وبعد احتساب التضخم، فهي في الواقع انخفضت.
انخفاض المبيعات في يناير 2025:
- 50% في أوروبا
- 11% في الصين
حتى لو تمكن ماسك من تحقيق اختراق كبير في السيارات ذاتية القيادة، فإن ذلك سيتطلب عشرات المليارات من الدولارات في الاستثمار، ما قد يجبر تسلا على إصدار المزيد من الأسهم أو زيادة الاقتراض، مما يخفض من قيمة السهم الفعلية.
هل ماسك يُضلل المستثمرين أم أن "السحر" لا يزال موجودًا؟
في الوقت الذي يواصل فيه ماسك تقديم وعود كبيرة، لا توجد أي إشارات ملموسة على تحقيق تقدم ملموس في مصانع تكساس، برلين، أو شنغهاي.
التقييم المبالغ فيه لتسلا يعتمد على "تأثير ماسك"، لكن مع تصاعد الضغوط المالية، قد ينتهي التأثير قريبًا.
الخلاصة:
✅ تسلا لا تزال شركة رائدة في مجال السيارات الكهربائية، لكنها لم تحقق قفزات كبيرة في المبيعات أو التقنية تبرر تقييمها.
✅ القيمة السوقية تعتمد بشكل أساسي على وعود ماسك المستقبلية، وليس على الأداء المالي الفعلي.
✅ لكي تبرر الشركة سعرها الحالي، يجب أن تحقق نموًا سنويًا بنسبة 47% في الأرباح – وهو هدف يبدو بعيد المنال في ظل التباطؤ الحالي.
✅ أي تراجع في ثقة المستثمرين بقدرة ماسك على تحقيق وعوده قد يؤدي إلى انهيار، مما قد يضغط على سعر السهم بشكل كبير.
📢 ابقَ على اطلاع بأحدث التحليلات سوق السيارات الكهربائية واشترك بنشرة “مركب” ليصلك كل جديد! 🚀
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet