🔥 ترامب يقترب من صفقة كبرى مع الصين... وواشنطن ترفع الرسوم عن منتجات فيتنامية في اختراق تجاري مزدوج
أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (Donald Trump) أسبوعًا حافلًا من القمم الدبلوماسية في آسيا بإشارات قوية إلى انفراجة مرتقبة في العلاقات التجارية مع الصين، إلى جانب اتفاق جديد مع فيتنام لتخفيف الرسوم الجمركية وتعزيز التبادل التجاري.
التحركات تأتي في وقت حساس، بينما يسعى ترامب إلى تثبيت صورة “صفقات القوة” التي تستند إلى الرسوم أولًا والمفاوضة لاحقًا، وهي المقاربة التي ميّزت سياساته الاقتصادية منذ عودته إلى البيت الأبيض.
⚙️ اتفاق مبدئي بين واشنطن وبكين
خلال القمة الخامسة للمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة (U.S.) والصين (China) في كوالالمبور، توصّل الجانبان إلى تفاهم أولي “ناجح” مهّد الطريق لاجتماع مرتقب بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ (Xi Jinping) الأسبوع القادم في كوريا الجنوبية.
قاد الجانب الأمريكي وزير الخزانة سكوت بيسنت (Scott Bessent) والممثل التجاري جيميسون غرير (Jamieson Greer)، بينما مثّل الصين نائب رئيس الوزراء هي ليفنغ (He Lifeng) والمفاوض البارز لي تشينغ غانغ (Li Chenggang).
وأكد بيسنت في تصريح لشبكة NBC أن الاتفاق يتضمن تأجيل تطبيق الرسوم الأمريكية بنسبة 100% على السلع الصينية، مقابل تعليق الصين لتوسيع قيودها على صادرات المعادن النادرة والمغناطيسات.
كما أشار إلى أن الزعيمين سيناقشان ملفات شراء فول الصويا والمنتجات الزراعية الأمريكية، وأزمة الفنتانيل التي كانت أحد أسباب فرض رسوم سابقة بنسبة 20% على السلع الصينية.
🔮 نظرة مُركّب: من الواضح أن إدارة ترامب اختارت “صفقة مؤقتة بدل تصعيد دائم” لاحتواء التوتر قبل الانتخابات النصفية المقبلة، خصوصًا أن الرسوم المزدوجة هددت استقرار سلاسل الإمداد العالمية.
🇨🇳 بكين تتحدث عن “تفاهم بنّاء”
من جهته، وصف المفاوض الصيني لي تشينغ غانغ الاجتماعات بأنها “مكثفة وصريحة وبناءة”، مؤكدًا أن الطرفين سيعرضان الاتفاق على الجهات الداخلية لاعتماده رسميًا.
أما نائب رئيس الوزراء هي ليفنغ فقال إن الصين “تأمل أن يلتقي الطرفان في منتصف الطريق”، في إشارة إلى استعداد بكين لتقديم تنازلات محدودة بشرط التزام واشنطن بخفض الرسوم تدريجيًا.
وتتضمن المباحثات أيضًا ملفات الأتربة النادرة، والرسوم على السفن الصينية الداخلة إلى الموانئ الأمريكية، وملف تطبيق تيك توك (TikTok)، بالإضافة إلى تمديد الهدنة التجارية الموقعة في مايو الماضي والمقررة أن تنتهي في 10 نوفمبر.
🔮 نظرة مُركّب: رغم الأجواء الإيجابية، يبقى الاتفاق هشًا، فالعلاقة بين القوتين تمر بمرحلة “هدنة تقنية” أكثر منها سلام اقتصادي، خاصة مع تصاعد القيود التكنولوجية الأمريكية.
🇻🇳 صفقة موازية بين واشنطن وهانوي
في سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة وفيتنام (Vietnam) عن التوصل إلى إطار اتفاق تجاري جديد من شأنه أن يخفف جزئيًا الرسوم المفروضة على بعض السلع الفيتنامية.
الاتفاق ينص على الإبقاء على رسوم بنسبة 20% على معظم الواردات الفيتنامية، مع خفضها إلى الصفر على منتجات محددة سيتم الاتفاق عليها لاحقًا.
في المقابل، منحت فيتنام “نفاذًا تفضيليًا” واسعًا للسلع الأمريكية، مع التزامها بتبسيط اللوائح التنظيمية للمركبات والأجهزة الطبية والأدوية الأمريكية.
كما ستنفذ التزاماتها في معاهدات الملكية الفكرية الدولية لضمان بيئة تجارية أكثر شفافية.
🔮 نظرة مُركّب: هذا الاتفاق يمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى توسيع شبكة التجارة الأمريكية في آسيا لتقليل الاعتماد على الصين في سلاسل الإمداد، وهو ما يتماشى مع سياسة “التحالف الاقتصادي البديل” التي يتبناها ترامب.
🛫 الصفقات التجارية الكبرى
ضمن سلسلة من الإعلانات المرافقة، أكدت البيت الأبيض أن الخطوط الجوية الفيتنامية (Vietnam Airlines) وقّعت صفقة بقيمة تفوق 8 مليارات دولار مع شركة بوينغ (Boeing) لشراء 50 طائرة جديدة.
كما أبرمت شركات فيتنامية 20 مذكرة تفاهم مع شركات أمريكية لشراء سلع زراعية أمريكية بقيمة 2.9 مليار دولار.
وبحسب بيانات الجمارك الفيتنامية، بلغ إجمالي التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025 نحو 126.4 مليار دولار، بارتفاع 27% عن العام السابق، مع فائض تجاري لصالح فيتنام تجاوز 99 مليار دولار.
🔮 نظرة مُركّب: من المتوقع أن تسهم هذه الصفقات في موازنة الميزان التجاري تدريجيًا، لكنها أيضًا تضع ضغوطًا على الصناعة الفيتنامية لتبني معايير أمريكية أعلى في التصنيع والجودة.
🔮 النظرة المستقبلية
التحركات المتوازية في آسيا تشير إلى أن ترامب يسعى إلى “صفقة مزدوجة”:
تهدئة مع الصين عبر تمديد الهدنة التجارية، وتوسيع النفوذ الاقتصادي الأمريكي عبر اتفاقات مع شركاء إقليميين مثل فيتنام وماليزيا.
لكن بقاء الرسوم المزدوجة على المعادن النادرة والمنتجات الزراعية يعني أن أي خلل في المفاوضات قد يعيد التوتر خلال الأسابيع المقبلة.
💡 خلاصة مُركّب:
واشنطن تحاول إعادة صياغة ميزانها التجاري في آسيا عبر مزيج من الترغيب والضغط، تمد اليد لبكين لتجنب الانفجار، وتمنح الامتيازات لهانوي لترسيخ بدائل تجارية مستدامة.
الاتفاقان لا يمثلان نهاية الحرب التجارية، بل مرحلة جديدة من إدارة النزاع بدلًا من تصعيده.
توازن ترامب بين “العصا الجمركية” و”صفقات الفرص” قد يكون الورقة الأهم في رسم ملامح الاقتصاد العالمي لعام 2026.
🔍 للمستثمر الذكي في مُركَّب+:
راقب بدقة تحركات الأسواق الآسيوية هذا الأسبوع، خصوصًا اليوان الصيني، والدونغ الفيتنامي، وأسهم شركات المعادن والتكنولوجيا.
أي تقدم في المحادثات الأمريكية–الصينية قد ينعكس صعودًا على أسهم أشباه الموصلات والشحن البحري، بينما تمديد التوتر قد يدفع المستثمرين نحو الذهب والدولار الأمريكي كملاذ آمن.
🎯 في مُركَّب+ نحلل خلف الكواليس لنريك أين تتحرك القوة الفعلية، لا العناوين فقط.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتصل إلى الشركات الأعلى جودة والأكثر توافقاً مع قيمك،
وتتعلم كيف تستثمر بذكاء… لا بعشوائية.



