سياسات ترمب الجمركية تُثمر أرقامًا قياسية في أبريل
ترمب يتباهى بـ17 مليار دولار في شهر واحد، لكن الأرقام تُخبر قصة مختلفة
بينما تتباهى إدارة ترمب بتحقيق قفزة هائلة في إيرادات الرسوم الجمركية خلال أبريل، تُظهر الأرقام أن هذه العوائد – رغم ضخامتها – لا تكاد تُغيّر شيئًا في ميزانية الولايات المتحدة، بل تمثل "نقطة في بحر" العجز الفيدرالي المتفاقم.
17 مليار دولار في أبريل: القفزة بدأت... لكن إلى أين؟
وفقًا لوزارة الخزانة الأميركية، بلغت عائدات الرسوم الجمركية (المصنّفة ضمن "الضرائب الجمركية وبعض الرسوم الانتقائية") أكثر من 17.4 مليار دولار في أبريل، وهو ضعف ما تم جمعه في مارس (9.6 مليار دولار)، وأعلى بكثير من أي مستوى تم تسجيله خلال ولاية ترمب الأولى.
ترمب قال على Truth Social:
"المليارات تتدفق... ونحن فقط في مرحلة الانتقال!".
يُظهر الرسم قفزة حادة في الإيرادات الجمركية بعد إعلان ترمب "يوم التحرير" في أبريل 2025، مع مقارنة طفيفة بزيادة سابقة في نوفمبر 2018 خلال ولايته الأولى.
ولكن... الرسوم لا تزال بعيدة عن إحداث تأثير مالي حقيقي
رغم القفزة، تظل الرسوم الجمركية جزءًا ضئيلًا من إيرادات الحكومة، ولا تُقارن بحجم الإنفاق الفيدرالي أو حتى الفوائد على الدين.
الرسم يقارن بين الإيرادات الشهرية للرسوم الجمركية (الخط الأخضر أسفل الرسم) والإيرادات الشهرية الحكومية الكاملة (الخط الأزرق)، ويُظهر الهوة الهائلة بينهما.
إجمالي الإيرادات الشهرية: أكثر من 400 مليار دولار
الرسوم الجمركية: أقل من 20 مليار دولار
أي أن الرسوم لا تمثل حتى 5% من الإيرادات الشهرية الفيدرالية.
والإنفاق الفيدرالي يُغرق الجميع
تُعد النقطة الأهم أن الرسوم لا تُقارن أبدًا بحجم الإنفاق الشهري للحكومة الأميركية، والذي تجاوز في مارس فقط 528 مليار دولار – أي أكثر من 31 ضعف إيرادات الرسوم في أبريل.
الرسم يُظهر المقارنة بين الرسوم (أخضر)، الإيرادات العامة (أزرق)، والمصروفات الشهرية للحكومة (أحمر)، ويوضح أن الرسوم تبقى ضئيلة حتى أمام الفوائد الشهرية على الدين العام.
تأثير محدود رغم وعود ترمب بـ"خفض الضرائب"
ترمب وعد باستخدام عائدات الرسوم لخفض الضرائب، بل ألمح إلى إمكانية إلغاء ضريبة الدخل بالكامل في حال استمرار "تدفق الأموال"، وصرّح:
"سنجني الكثير من المال من الرسوم... وسنمنح إعفاءات ضريبية ضخمة".
لكن الواقع الاقتصادي يُفنّد هذه الطروحات:
حتى مع أفضل السيناريوهات، تُمثّل الرسوم في أبريل أقل من ربع ما تدفعه أميركا شهريًا فقط على فوائد الديون.
مشروع قانون ضريبي في الكونغرس قد يُضيف 5.8 تريليون دولار من العجز الجديد في السنوات المقبلة، ما يجعل الرسوم غير مؤثرة في ميزان العجز.
وماذا بعد أبريل؟ الركود الجمركي يلوح في الأفق
رغم القفزة في الإيرادات، تشير مؤشرات مبكرة إلى أن حجم الشحنات بدأ بالتراجع:
ميناء لوس أنجلوس يتوقع انخفاضًا بأكثر من الثلث في حجم البضائع.
شركات كثيرة تسعى لتأجيل الاستيراد أو إعادة توجيه سلاسل الإمداد.
كما أن بعض الإيرادات تُعتبر مبالغًا فيها بحسب وزارة الخزانة، حيث تم دمج ضرائب جمركية مع رسوم انتقائية من وزارة الأمن الداخلي ضمن تصنيف واحد.
الخلاصة:
قصة الرسوم الجمركية في أبريل 2025 هي مثال كلاسيكي على الفرق بين الرقم الكبير والتأثير الحقيقي.
نعم، 17 مليار دولار في شهر واحد رقم لافت، لكنه لا يغيّر شيئًا عندما يكون الإنفاق الشهري أكثر من نصف تريليون دولار، والعجز السنوي في طريقه إلى مستويات تاريخية.
الرسوم قد تصنع العناوين الصحفية... لكنها لا تسد العجز.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet