ترمب يحاول التوازن... ولكن هل تفلح التخفيضات الضريبية بإنقاذ الأسواق؟
مع تصاعد المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأميركي، خرج الرئيس دونالد ترمب بمبادرة جديدة، واعدًا بخفض ضرائب الدخل على الأميركيين ذوي الدخل المتوسط والمنخفض، بتمويل جزئي من عائدات الرسوم الجمركية.
في "مركب"، نرصد أبعاد هذه الخطة، فرص نجاحها، والمخاطر الاقتصادية المحتملة خلف العناوين العريضة.
تخفيف ضرائب الدخل... مقابل ارتفاع الأسعار؟
في منشور عبر شبكة "تروث سوشال"، صرّح ترمب:
"عندما تدخل الرسوم الجمركية حيز التنفيذ، ستنخفض ضرائب الدخل للعديد من الأشخاص بشكل كبير، وربما يتم إلغاؤها تمامًا، مع التركيز على من يقل دخلهم عن 200 ألف دولار سنويًا."
لكن خبراء الاقتصاد يشككون في إمكانية تمويل التخفيضات الضريبية بالكامل عبر عائدات الرسوم، خاصة مع تقديرات بارتفاع الأسعار الذي قد يمتص أي فوائد ضريبية متوقعة.
الرأي العام الأميركي: القلق يتزايد
استطلاع حديث أجرته CBS News كشف أن:
69% من الأميركيين يعتقدون أن إدارة ترمب لا تركّز بما يكفي على خفض الأسعار.
نسبة الرضا عن أدائه الاقتصادي تراجعت إلى 42% مقارنةً بـ51% في مارس.
هذا التراجع في الثقة يأتي في لحظة حساسة، مع استمرار ارتفاع الأسعار نتيجة الرسوم المفروضة على واردات بقيمة 3 تريليونات دولار.
خطة ترمب الأوسع: تخفيضات ضريبية متعددة
بجانب تخفيض ضرائب الدخل، يسعى ترمب أيضًا إلى:
تمديد التخفيضات الضريبية لعام 2017 بعد انتهائها المقرر في نهاية 2025.
إعفاء إكراميات العاملين من الضرائب.
إعفاء جزء من ضرائب الضمان الاجتماعي.
خفض ضريبة الشركات من 21% إلى 15%.
ولكن... معظم الاقتصاديين يشيرون إلى أن الإيرادات المتوقعة من الرسوم الجمركية قد لا تكون كافية لتمويل هذه التخفيضات بالكامل.
موقف إدارة ترمب: تفاوض مكثف رغم التوتر
قال وزير الخزانة سكوت بيسنت عبر قناة ABC:
"نحن نعمل على اتفاقيات تجارية ثنائية مع 17 شريكًا رئيسيًا."
المفاوضات مستمرة خصوصًا مع الدول الآسيوية.
الرسوم الجمركية البالغة 145% على الصين يُفترض أن تُجبر بكين على العودة للمفاوضات.
لكن الصين نفت رسميًا وجود محادثات جارية، مما يزيد من حالة الغموض.
فجوة بين الوعود والعائدات المحتملة
اتفق الكونغرس مبدئيًا على مشروع قانون يسمح بتخفيضات ضريبية تصل إلى 5.3 تريليون دولار خلال عشر سنوات.
مستشار ترمب التجاري بيتر نافارو يروج لفكرة أن الرسوم ستمول هذا المبلغ.
مع ذلك، تشير أغلب التقديرات الاقتصادية إلى أن العائدات الفعلية من الرسوم ستكون أقل بكثير من المطلوب.
المخاطر: ارتفاع الأسعار قد يلتهم أثر التخفيضات الضريبية، بينما استمرار الغموض التجاري يُبقي الأسواق في حالة قلق دائم.
الخلاصة: معركة اقتصادية مفتوحة بلا ضمانات
محاولة ترمب لموازنة كلفة الرسوم عبر تخفيض الضرائب تبدو مقامرة محفوفة بالتحديات:
ارتفاع الأسعار قد يمحو الأثر الإيجابي لخفض الضرائب.
فجوة التمويل تهدد استدامة الخطة المالية.
غياب اتفاقات تجارية رسمية يُطيل أمد عدم اليقين الاقتصادي.
حتى الآن، يظل الرهان الحقيقي على قدرة الإدارة الأميركية في إبرام صفقات تجارية ناجحة قبل تفاقم الغضب الشعبي.
📩 لا تفوّت تحليلات "مركب"
اشترك الآن لتصلك الأخبار، التحليلات، وأبرز الفرص الاستثمارية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet