هل يتحول النفط إلى الأصل الأكثر أماناً بعد تصاعد الصراع الأميركي الإيراني؟
لم تعد أسواق المال تتفاعل مع أحداث الشرق الأوسط كالمعتاد، بل دخلت في طور جديد من التحوط مع تصاعد التوترات إثر الضربة الأميركية المباشرة لمواقع إيران النووية. رسم بياني حديث من بلومبرغ يُظهر أن النفط أصبح الملاذ الأول للمستثمرين منذ لحظة التصعيد، متفوقًا بشكل واضح على الأسهم والعملات وحتى السندات، ليعكس حجم التحوّل في شهية المخاطرة عالمياً، والخوف من تعطّل الإمدادات الحيوية للطاقة.
النفط يقود السباق... مكاسب مزدوجة وتراجع شهية المخاطر
قفزة عقود خام برنت بأكثر من 11% منذ 13 يونيو، في حين تراجع مؤشر MSCI ACWI للأسهم العالمية، واستقرت عوائد السندات، وسجل مؤشر الدولار ارتفاعًا طفيفًا فقط. هذه الصورة تؤكد انتقال السيولة بقوة نحو السلع الأساسية على حساب الأصول الخطرة، مع ترقب المستثمرين لأسوأ السيناريوهات.
الأسواق في وضع "الهروب إلى الأمان"
الأسهم العالمية:
تراجعت المؤشرات الكبرى عالميًا وسط تحفّز المستثمرين لجولة تصحيح جديدة، خاصة إذا جاء رد إيران عنيفًا أو شهد العالم إغلاقًا لمضيق هرمز. مؤشر MSCI العالمي خسر 1.5% منذ بداية التصعيد، ما يعكس زيادة الحذر والابتعاد عن المخاطر.
الدولار والسندات:
رغم انتعاش الدولار مؤخرًا، تبقى الصورة ضبابية مع تصاعد ضغوط الديون الأميركية وعدم اليقين حول مسار الفيدرالي. عوائد السندات الأميركية لم تشهد تغييرات كبيرة، مع تفضيل المستثمرين الانتظار والترقب.
الذهب:
توقعات الاستراتيجيين تشير إلى احتمالية انطلاقة جديدة للذهب، مع زيادة الطلب على الأصول الآمنة كخيار دفاعي أمام التصعيد الجيوسياسي.
مخاطر هرمز تشعل أسعار النفط... ورد إيران مفتاح اللعبة
الجميع يترقب الآن كيف سترد إيران بعد تهديداتها بـ"عواقب أبدية"، في ظل تقديرات بأن أسعار النفط سترتفع فور افتتاح الأسواق الأسبوع المقبل بين 3 و5 دولارات للبرميل.
القلق الأكبر يتمحور حول احتمالية إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20% من تجارة النفط العالمي. أي إغلاق فعلي للممر البحري سيقلب الأسواق رأسًا على عقب ويدفع الأسعار لمستويات تاريخية.
آراء الاستراتيجيين: ماذا ينتظر المستثمرون؟
باركليز: يرى أن أثر الصدمة قد يكون محدودًا إذا لم يُغلق هرمز ولم تُستهدف أصول الطاقة بشكل مباشر.
مورغان ستانلي: يؤكد أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى مزيد من صعود النفط، بينما الحلول الدبلوماسية السريعة وحدها كفيلة بتهدئة السوق.
UBS: يعتقد أن تأثير التصعيد على الأسهم قد يكون قصيرًا إذا لم تتأثر الإمدادات.
ساكسو بنك وVanda Research: يحذران من سيناريو التصعيد المباشر أو إغلاق المضيق، مؤكدين أن ذلك سيشعل أسعار النفط والدولار ويفرض ضغوطًا كبيرة على الأسهم العالمية.
الخلاصة
تقف الأسواق العالمية اليوم على مفترق حاسم: النفط بات المؤشر الأوضح لمخاطر التصعيد، وكل تحرك عسكري أو سياسي جديد قد يقلب خارطة الأسواق خلال أيام. حتى اللحظة، الجميع يترقب… كل خبر قد يحمل موجة تقلبات جديدة أو ربما فرصة لارتداد سريع إذا أُتيح مجال للتهدئة.
لا تدع أي خبر يفوتك... اشترك الآن لتبقى دائمًا في قلب الحدث مع رؤية تحليلية لأبرز الفرص الاستثمارية في الأسواق الأميركية والعالمية!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet