ترمب يُمهل أوروبا: خفّضوا الرسوم... أو استعدوا للمزيد من التعرفات
مع احتدام المواجهات التجارية على جبهات متعددة، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب سهامه نحو أوروبا، ملوّحًا بفرض رسوم جمركية جديدة في حال لم تستجب بروكسل لمطالبه بخفض الرسوم من طرف واحد. خطوة تُعيد إشعال جبهة التوتر بين واشنطن وبروكسل، وسط مفاوضات شاقة ومصالح اقتصادية مترابطة.
البيت الأبيض يرفع سقف المطالب… والاتحاد الأوروبي يُناور
وفق تقرير فايننشال تايمز، تضغط إدارة ترمب بشدة على الاتحاد الأوروبي لقبول تخفيضات جمركية أحادية الجانب، مهددةً برسوم إضافية تصل إلى 20% على واردات أوروبية رئيسية.
الممثل التجاري الأميركي جاميسون غرير صرّح بأن العرض الأوروبي الأخير "لا يُلبي الحد الأدنى من تطلعاتنا"، منتقدًا:
التركيز الأوروبي على تخفيضات متبادلة فقط
تجاهل ملف الضرائب الرقمية على شركات التكنولوجيا الأميركية
في المقابل، حذّر الاتحاد الأوروبي من أنه جاهز للرد برسوم انتقامية تصل قيمتها إلى 108 مليارات دولار، حال انهيار المحادثات، مع الإشارة إلى بادرة حسن نية بتمديد إعفاء استيراد الكركند الأميركي — في محاولة لتخفيف التوترات.
هدنة هشة بين واشنطن وبكين… وصراع مستتر على الرقائق
رغم التصعيد حول صادرات رقائق Huawei، أجرت واشنطن وبكين مكالمة رفيعة المستوى أكّدت على "الالتزام بالحوار"، في محاولة لحماية اتفاق الهدنة التجاري الممتد لـ90 يومًا منذ جنيف.
لكن التوتر لا يزال ملموسًا:
صادرات أجهزة Apple من الصين إلى أميركا سجلت أدنى مستوياتها منذ 2011
القلق يزداد من استخدام الحرب التكنولوجية كورقة ضغط سياسية
الهند تفتح أسواقها أمام واشنطن… والصفقات قد تصل إلى 50 مليار دولار
في تطور لافت، أعلنت مصادر حكومية هندية عن توجه لفتح المناقصات الحكومية أمام الشركات الأميركية. هذه الخطوة تأتي ضمن مفاوضات تجارية أوسع، بعد اتفاق مماثل مع بريطانيا.
وقد تمتد هذه المبادرة لتشمل شركاء آخرين مستقبلاً، ما يعزز الحضور الأميركي في واحدة من أسرع الأسواق نموًا بالعالم.
الأسواق بين نيران التضخم ورسوم ترمب
في ظل تشابك هذه الجبهات، أطلق جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ JPMorgan (JPM)، تحذيرًا صريحًا من خطر دخول الاقتصاد الأميركي في مرحلة ركود تضخمي، قائلاً:
"الجغرافيا السياسية والعجز المتفاقم تُشكلان ضغطًا مزدوجًا على النمو والتضخم."
من جهة أخرى، بدأت الشركات بالتحرك:
Nike (NKE) أعلنت رفع أسعار بعض المنتجات بـ10 دولارات بسبب الرسوم
في حين تواجه شركات مثل Walmart (WMT) ضغوطًا مباشرة من البيت الأبيض لعدم تمرير التكاليف إلى المستهلكين
المكسيك تطالب بخفض رسوم الصلب... لحماية نموها الهش
الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم أجرت مكالمة مباشرة مع ترمب، طالبت فيها بإلغاء أو تخفيض رسوم الصلب والألمنيوم التي تبلغ 25%، مشيرة إلى أن المكسيك بالكاد تفادت الركود في بداية 2025.
تُعد هذه الرسوم حجر عثرة رئيسي في العلاقات الاقتصادية الأميركية-المكسيكية رغم توقيع اتفاقية USMCA.
الخلاصة
الضغوط التي تمارسها إدارة ترمب على أوروبا جزء من إستراتيجية أوسع لإعادة رسم خريطة التجارة العالمية بشروط أميركية خالصة.
لكنّ هذا النهج يُقابل بتحفظات دولية واستعداد متزايد للمواجهة، بينما تدفع الشركات والمستهلكون الثمن على شكل تضخم وارتفاع في الأسعار.
وبينما تُراهن واشنطن على التنازلات، تلوح مؤشرات على أن حرب الرسوم لم تنتهِ بعد — بل إنها تدخل فصلاً جديدًا أكثر تعقيدًا، مع تحولات جيوسياسية تمتد من بروكسل إلى بكين... ومن نيودلهي إلى مكسيكو سيتي.
📬 اشترك الآن لتبقى على اطلاع بأحدث التحليلات وأبرز الأسهم الاستثمارية الواعدة — مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet