موجة التكنولوجيا الكبرى تعود… لماذا لم تنتهِ انتفاضة الأسهم العملاقة بعد؟
عادت أسهم التكنولوجيا العملاقة لتتصدّر مشهد الأسواق الأميركية، في انتفاضة جديدة تتحدى المخاوف وتثبت أن وول ستريت لا تزال تؤمن بقوة الشركات الكبرى في قيادة موجات النمو المقبلة. تضافرت أرباح قوية، وطفرة الذكاء الاصطناعي، وتبدد شبح الركود، ليعود المستثمرون بقوة إلى أسهم "السبعة الكبار" (MAG7)، في وقت تشير فيه تقييمات كبار الاستراتيجيين إلى أن هذه الموجة لم تبلغ ذروتها بعد، بل ما زال أمامها الكثير لتقدمه.
أداء MAG7 يتفوق من جديد: انتعاش لم ينتهِ بعد
قادت أسهم MAG7 (Apple, Amazon, Alphabet/Google, Meta, Microsoft, Nvidia, Tesla) قافلة الصعود في الأسواق منذ أواخر 2022 حتى يونيو 2025، محققة عوائد تراكمية تتجاوز 150%، مقابل 60% فقط لمؤشر S&P 500. هذا الأداء المتفوق عكس عودة قوية للثقة بعد هزات الرسوم الجمركية وتبدد المخاوف الاقتصادية.
"السبعة الكبار" تتعافى مجددًا بعد هزة الرسوم الجمركية
رحلة التقلبات التي مرّت بها أسهم MAG7 في 2025:
مع بدء تفعيل الرسوم الجمركية في أبريل، هبطت الأسهم بقوة، ثم عادت للصعود مع إعلان هدنة الرسوم وارتفاع آمال خفض الفائدة. من اللافت أن شركات مثل Meta وMicrosoft وNvidia وصلت إلى قمم جديدة، بينما لا تزال تسلا وآبل دون مستويات بداية العام، بفعل شراسة المنافسة الصينية وأزمات الإمداد.
لماذا تستمر موجة التكنولوجيا؟ (تحليلات وول ستريت)
التحليل الأساسي:
رغم بلوغ مؤشرات مثل ناسداك 100 قممًا تاريخية، إلا أن محللي Capital Economics وMizuho وWedbush يرون أن معظم أسهم التكنولوجيا ما تزال أقل من ذروة العام الحالي، وما زال أمامها مساحات كبيرة للنمو.
النمو والابتكار:
المحرك الأساسي هو ثورة الذكاء الاصطناعي واستخداماته المتسارعة في التطبيقات اليومية، الروبوتات، والتقنيات الذاتية. محللو Wedbush يتوقعون وصول قيمة Nvidia السوقية إلى 5 أو حتى 6 تريليونات دولار في حال استمرار الموجة.
تدفق السيولة:
بيانات بنك أوف أمريكا أوضحت أن التدفقات النقدية للقطاع التقني الأسبوع الماضي هي الأعلى منذ يونيو 2024، ما يؤكد عودة شهية المخاطرة للأسهم القيادية.
التقييمات المالية:
بعض شركات MAG7 لا تزال "رخيصة نسبيًا" بحسب المحللين، مقارنة بإمكانات النمو المستقبلي، مع تأكيد خاص على أمازون وميتا وألفابت.
قوة السوق تتوسع: ليس التكنولوجيا وحدها
موجة الصعود لم تقتصر على قطاع التكنولوجيا؛ إذ شهدت قطاعات الصناعة، الخدمات المالية، النقل، والسلع الاستهلاكية انتعاشًا موازيًا، ما يعكس مشاركة أوسع ويعزز متانة الاتجاه الصاعد في السوق.
ماذا عن المخاطر؟
رغم استمرار المخاوف بشأن الرسوم وأسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية، أظهر السوق قدرة عالية على "تسعير الصدمات" بسرعة والتأقلم معها. وكما يؤكد محللو Fundstrat: "فترات الهبوط القوية كثيرًا ما تفسح الطريق أمام صعود جديد، وينبغي للمستثمرين التركيز على الاتجاهات الكبرى وتجنب التقلبات اللحظية."
الخلاصة
عودة أسهم التكنولوجيا العملاقة ليست مجرّد موجة مؤقتة، بل تعكس تحوّلًا استثماريًا طويل الأمد تقوده قوى الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي. ومع تقييمات مالية متوازنة، وتدفقات سيولة قوية، وتوسع المشاركة القطاعية، تظل الفرصة قائمة للاستفادة من ديناميكية السوق بشرط إدارة المخاطر بحكمة وعدم الانجرار وراء عناوين الضجيج المؤقتة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet