ترمب يُصعّد ضد باول... والفيدرالي يثبت الفائدة رغم الضغوط
في لحظة حرجة من التصعيد السياسي والتجاري، اختار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تثبيت أسعار الفائدة عند 4.5% خلال اجتماع مايو، متّبعًا سياسة "الانتظار والترقب"، فيما صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجماته العلنية عليه، واصفًا إياه بـ"الأحمق الذي لا يفقه شيئًا".
الفيدرالي يثبت الفائدة... ولكن المخاطر تتزايد
خلال المؤتمر الصحفي، أوضح باول:
"نرى أن من المناسب الآن التحلّي بالصبر وانتظار المزيد من البيانات."
الرسم البياني المرفق من Yahoo Finance يُظهر كيف بدأت أسعار الفائدة بالتراجع تدريجيًا منذ ذروتها في منتصف 2023، لتستقر اليوم عند 4.5%.
تطور سعر الفائدة الفيدرالية من بداية 2022 حتى مايو 2025، مع ذروة عند 5.5% منتصف 2023، قبل أن تتراجع تدريجيًا حتى قرار التثبيت الأخير.
ترمب يصعّد: "باول لا يفقه شيئًا"
في منشور على "تروث سوشيال"، قال ترمب:
"جيروم باول المتأخر دائمًا هو أحمق لا يفقه شيئًا. بخلاف ذلك، أنا أحبه كثيرًا!"
وأضاف أن التضخم "غير موجود فعليًا"، معتبرًا أن الأسعار في انخفاض، وأن عائدات الرسوم الجمركية تُغني عن أي سياسة نقدية متحفظة.
وليست هذه المرة الأولى، فقد وصف ترمب باول سابقًا بـ"الخاسر الكبير" ودعاه مرارًا إلى خفض الفائدة بشكل استباقي لتفادي الركود.
الأسواق تؤجّل رهاناتها... والحذر يسيطر
بعد إعلان الفيدرالي، أجّلت الأسواق توقعات أول خفض للفائدة إلى يوليو، بعدما كانت التقديرات تُرجّح خفضًا في يونيو.
احتمالية الخفض في يوليو: 50%
عدد التخفيضات المتوقعة هذا العام: 3 مرات × 25 نقطة أساس
لكن العديد من الاقتصاديين يشكّكون في تحقّق هذا السيناريو، ما دام التضخم لم يتراجع إلى مستوى مريح للفيدرالي.
البنوك العالمية تبدأ التحرك... والفيدرالي يتريث
فيما بدأت بعض البنوك المركزية الأخرى خفض الفائدة، مثل بنك إنجلترا الذي خفّضها بمقدار ربع نقطة يوم الخميس، ما يزال الفيدرالي الأميركي يفضل الانتظار.
باول قال بوضوح:
"لا نعرف ما هو التصرف الصحيح حتى نرى مزيدًا من البيانات."
وأشار إلى أن الرسوم الجمركية الجديدة تُمثل عنصرًا مجهولًا قد يُعيد التضخم إلى الواجهة، رغم تباطؤ النمو الاقتصادي.
توتر مستمر بين البيت الأبيض والفيدرالي
ردًا على سؤال من Yahoo Finance حول لقاءاته مع ترمب، قال باول:
"لم أطلب يومًا لقاء أي رئيس، ولن أفعل ذلك أبدًا."
كما شدّد على أن الضغوط السياسية من البيت الأبيض "لا تؤثر إطلاقًا" على قرارات الفيدرالي.
لكن هذه الرسائل لم تُقنع السوق تمامًا، خصوصًا وسط تصاعد انتقادات ترمب وملف الرسوم الجمركية الشائك.
هل يتأخر الفيدرالي في التحرك؟
يُحذّر بعض الاقتصاديين من أن تأجيل التخفيض الأول قد يُجبر الفيدرالي لاحقًا على سلسلة خفض سريعة ومؤلمة، وهو سيناريو قد يُربك الأسواق ويُضعف فعالية السياسة النقدية.
الجدل مستمر:
هل يُفضَّل التحرك الوقائي الآن؟ أم الانتظار حتى تتضح الصورة بالكامل؟
الخلاصة
الفيدرالي يُثبّت الفائدة... وترمب يُهاجم، فيما الأسواق تُعيد ترتيب رهاناتها وسط ضبابية اقتصادية متصاعدة.
وفي الوقت الذي تسعى فيه البنوك العالمية لدعم النمو، يواصل باول مسار الحذر، متمسكًا بالبيانات لا بالضغوط.
لكن مع تصاعد التوترات السياسية والجمركية، قد يجد الفيدرالي نفسه مجبرًا قريبًا على اتخاذ قرارات أكثر جرأة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet