🔥 الذهب والفضة يتراجعان بعد موجة مكاسب قياسية… تصحيح أم بداية انعكاس؟
بعد عام من الارتفاعات التاريخية، شهدت أسعار الذهب (Gold – GC=F) والفضة (Silver – SI=F) تراجعًا حادًا هذا الأسبوع، لتسجلا أكبر خسائرهما منذ بداية العام، مع قيام المستثمرين بعمليات جني أرباح واسعة عقب ارتفاعات تجاوزت 60% خلال 2025.
📊 أداء المعادن عند الإغلاق
خسر صندوق SPDR Gold Shares (GLD) أكثر من 6% خلال جلسة الثلاثاء، بينما انخفض صندوق iShares Silver Trust (SLV) بنحو 7.9%، لتستمر موجة التصحيح التي بدأت قبل أسبوع حيث تراجع الذهب بنسبة 2% والفضة بنسبة 5%.
رغم ذلك، يبقى الأداء السنوي لافتًا: فقد ارتفع الذهب 56% خلال آخر 12 شهرًا و60% منذ بداية العام، بينما قفزت الفضة 62.6% سنويًا و78.4% منذ يناير، ما يعكس ضخامة المسار الصاعد الذي سبق التراجع الحالي.
⚙️ ما الذي حدث هذا الأسبوع؟
المحللة دانييلا سابين هاثورن (Daniela Sabin Hathorn) من Capital.com أوضحت أن “الزخم في تداولات الذهب والفضة بدأ يفقد قوته مع بداية الأسبوع، بعد أن أصبحت التجارة مزدحمة ومبالغًا فيها بالنظر إلى المستويات السعرية المرتفعة التي وصلتها المعادن”.
وأضافت أن “كلا السوقين كانا مهيئين لتصحيح طبيعي بسبب عمليات جني الأرباح، فالمتغيرات الأساسية لم تتغير، لكن قوة الصعود الأخيرة لم تكن مبررة بالكامل، خاصة بعد الأنباء الإيجابية حول تحسن التجارة العالمية”.
🏦 عوامل الهبوط الرئيسية
أشار خبراء السلع إلى ثلاثة عوامل أساسية وراء هذا التراجع المفاجئ في أسعار المعادن الثمينة:
1️⃣ مفاجأة شنغهاي:
قامت بورصة شنغهاي (Shanghai Exchange) الأسبوع الماضي برفع متطلبات الهامش على عقود الذهب والفضة، مما أجبر العديد من المتداولين على البيع الإجباري لتغطية المراكز.
المحلل بريت إليوت (Brett Elliott) من American Precious Metals Exchange (APMEX) قال إن “حدة التراجع تشير إلى أن جزءًا كبيرًا من الارتفاع الأخير كان مدفوعًا بالمضاربات القصيرة الأجل”.
2️⃣ تشديد في سوق العرض الفعلي:
رغم الانخفاض السعري، لا تزال الإمدادات الفعلية من الفضة محدودة، ما أدى إلى اهتزاز ثقة بعض المستثمرين قصيري الأجل.
يضيف إليوت: “لن يكون مستغربًا أن نشهد بيعًا حادًا من قبل المضاربين الضعفاء، لكن ذلك لا يعني بالضرورة توقف الاتجاه الصاعد، فالنقص في المعروض المادي قد يُبقي الأسعار مرتفعة على المدى المتوسط، كما حدث مع البلاتين (Platinum).”
3️⃣ القلق الجيوسياسي الأميركي-الصيني:
بحسب وايت ماكدونالد (Wyatt McDonald) رئيس شركة Coinfully، فإن أحد أسباب ارتفاع الذهب سابقًا كان التحول الصيني بعيدًا عن سندات الخزانة الأمريكية نحو الذهب كملاذ آمن.
لكن مع ظهور مؤشرات على انفراج نسبي في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، بدأ المستثمرون إعادة تسعير توقعاتهم بشأن الفائدة والدولار، مما دفع المعادن الثمينة للتراجع.
💬 وجهات نظر السوق
يقول ماكدونالد: “الأسواق لا تتحرك بناءً على ما حدث، بل على ما يُتوقع أن يحدث. ومع تغير المعطيات، يعيد المستثمرون توازن مراكزهم سريعًا.
الذهب أصبح تجارة مزدحمة للغاية، ولم يتطلب الأمر سوى بضع إشارات لبدء جني الأرباح.”
ويضيف أن “الارتفاع السابق كان مدفوعًا بمزيج من الخوف الجيوسياسي، وانخفاض العوائد الحقيقية، والبحث عن الأمان، وكلها ما تزال قائمة، لكن المضاربة الزائدة فرضت تصحيحًا مؤقتًا.”
⚖️ تقييم المخاطر للمستثمرين
يحذر المحللون من أن تقلبات أسعار المعادن ستبقى مرتفعة خلال الفترة المقبلة.
يقول ماكدونالد: “إذا كانت هذه التذبذبات تزعج المستثمرين، فعليهم إعادة النظر في حجم مراكزهم في المعادن الثمينة.
لكن من يملك قناعة طويلة الأجل بأن الذهب والفضة سيواصلان الصعود، فهذه التراجعات قد تمثل فرص شراء جديدة.”
🔮 النظرة المستقبلية
رغم موجة البيع الأخيرة، تبقى الأساسيات الداعمة قوية: استمرار الطلب المؤسسي، ضعف الدولار الحقيقي، وتنامي مخاوف التباطؤ الاقتصادي.
ويُرجح أن يستعيد الذهب والفضة زخمهما بمجرد استقرار الأسواق في آسيا وعودة المستثمرين طويلَي الأجل إلى بناء المراكز.
💡 خلاصة مُركّب
الهبوط الحالي في أسعار الذهب والفضة ليس انهيارًا، بل تصحيح صحي بعد مكاسب مفرطة.
المضاربون خرجوا، لكن المستثمرين الاستراتيجيين ما زالوا يثقون في المعادن كتحوط من التضخم واضطراب الأسواق.
الذهب لا يفقد بريقه، بل يلتقط أنفاسه قبل الموجة التالية.
🔍 للمستثمر الذكي فقط
في مركّب+، لا نقرأ السوق بعين العاطفة، بل بالعقل والميزان.
نميز بين تصحيح عابر وانعكاس حقيقي عبر فلاتر الجودة التي تفصل الضجيج عن الاتجاه البنيوي،
ونستخدم فلاتر الشريعة لضمان أن قراراتك الاستثمارية نظيفة ومستدامة.
📊 لأن الاستثمار الذكي لا يقوم على الخوف،
بل على الانضباط، والتحليل، والقدرة على رؤية ما وراء العناوين.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتعرف متى تكون الموجة القادمة للذهب في صالحك… لا ضدك.