تقرير الوظائف القوي يطيح بآمال خفض الفائدة في يوليو.. الاحتياطي الفيدرالي يثبت على موقفه رغم ضغوط البيت الأبيض
خيّب تقرير الوظائف الأميركي لشهر يونيو آمال المستثمرين ببدء دورة خفض الفائدة في يوليو، بعدما كشف عن متانة غير متوقعة لسوق العمل، رغم كل التحديات. وبينما تتكثف الضغوط السياسية من البيت الأبيض على الفيدرالي، جاءت الأرقام لتمنح جيروم باول غطاءً جديدًا للتمهل، وإبعاد شبح التسرع في تغيير السياسة النقدية.
الفيدرالي يُخرج يوليو من دائرة خفض الفائدة
هبوط احتمالات الخفض: فور صدور تقرير الوظائف، تراجعت احتمالية خفض الفائدة في اجتماع يوليو إلى 5% فقط، بعد أن كانت قرابة 25% مطلع الأسبوع (بحسب CME FedWatch).
تصريحات حاسمة: كبار الاقتصاديين في وول ستريت أكدوا أن سيناريو الخفض "خارج الحسابات" في ظل استمرار قوة سوق العمل، وغياب علامات التباطؤ الحاد.
جوي بروسويلاس، كبير الاقتصاديين في RSM:
"لن تحصل على خفض في يوليو—هذا السيناريو انتهى تمامًا."
موقف الأسواق: ستيف سوسنيك من Interactive Brokers:
"الأسواق تتكلم بوضوح... احتمالية الخفض تتبخر بعد صدور بيانات الوظائف القوية."
تقرير الوظائف يُعزز موقف باول: الاقتصاد لا يزال متماسكًا
أرقام تفوق التوقعات: الاقتصاد الأميركي أضاف 147 ألف وظيفة في يونيو، مع تراجع البطالة إلى 4.1% بدلًا من ارتفاع متوقع إلى 4.3%.
دعم للاستراتيجية الحالية: هذه النتائج عززت قناعة باول بضرورة التمهل قبل اتخاذ أي قرار بتغيير السياسة النقدية، لا سيما مع استمرار قوة الاقتصاد وتحسن المؤشرات.
جيروم باول:
"قوة الاقتصاد تعطينا الوقت لتقييم أثر الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب، وما إذا كانت ستدفع التضخم فعلًا للأعلى خلال الصيف."
البيت الأبيض يضاعف الضغوط... وترمب يطالب باستقالة باول
تصعيد سياسي: لم تمنع الأرقام الإيجابية الرئيس ترمب من شن هجوم جديد على باول، مطالبًا باستقالته الفورية عبر Truth Social، وملقيًا اللوم على مجلس الإدارة كاملًا.
"المجلس فقط يجلس ويشاهد، لذا هم أيضًا يتحملون اللوم."
أبعاد سياسية: يواصل ترمب تحميل الفيدرالي مسؤولية "ثمن باهظ" للاقتصاد الأميركي نتيجة تأخير خفض الفائدة.
انقسام داخل الفيدرالي: بين دعاة التيسير ودعاة الانتظار
تباين في وجهات النظر:
عضوا الفيدرالي كريستوفر والر وميشيل بومان يؤيدان الخفض في يوليو، معتبرين أن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم سيكون مؤقتًا.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافاييل بوستيك، يدعو إلى التريث وجمع المزيد من البيانات قبل أي تحرك، مع التركيز على متانة سوق العمل.
إجماع على التمهل: الأعضاء الأكثر تحفظًا يرون أن الوضع الحالي لا يستدعي إجراءات متسرعة.
الخلاصة
تظهر معطيات السوق أن الفيدرالي بات أكثر ارتياحًا لمواصلة سياسة "الانتظار والترقب"، مدعومًا بقوة سوق العمل ومحدودية الضغوط التضخمية الفورية. وبينما تتجه الأسواق للتأقلم مع فكرة تأجيل الخفض لفترة أطول من المتوقع، يبقى الصبر سلاح الفيدرالي في مواجهة ضغوط البيت الأبيض وصدمات الاقتصاد الكلي.
اشترك الآن ليصلك أحدث التحليلات والتقارير الاستثمارية من مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet