🔥 الفيدرالي يستعد لخفض الفائدة مجددًا… التضخم يهدأ ومخاوف التوظيف تتصاعد
يستعد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Federal Reserve) هذا الأربعاء لاتخاذ قراره المرتقب بشأن أسعار الفائدة، في وقتٍ تشهد فيه البلاد توقفًا شبه كامل لتدفق البيانات الاقتصادية نتيجة الإغلاق الحكومي المستمر.
لكن وزارة العمل نجحت يوم الجمعة في إصدار تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الذي أظهر أن التضخم ارتفع بنسبة 3% فقط الشهر الماضي، وهو مستوى أهدأ من التوقعات، ما عزز رهان الأسواق على خفض جديد للفائدة.
التضخم أهدأ من المتوقع
تقرير CPI الأخير أشار إلى أن تأثير الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها ترامب كان أقل من المتوقع، إذ لم ينعكس بوضوح على معظم فئات الأسعار.
وقال سكوت هلفستاين (Scott Helfstein)، رئيس استراتيجية الاستثمار في Global X:
“القلق من ارتفاع الأسعار بسبب الرسوم ما زال غير ظاهر في معظم القطاعات. لا شيء في بيانات التضخم يمنع الفيدرالي من خفض الفائدة الأسبوع القادم. الأسعار مرتفعة قليلًا، لكنها ليست كافية لإيقاف دعم الاقتصاد.”
🔮 نظرة مُركّب: قراءة التضخم الهادئة تعني أن الباب مفتوح على مصراعيه أمام الفيدرالي للخفض دون مقاومة من السوق.
توقع شبه مؤكد لخفض الفائدة
بحسب أداة CME FedWatch، تبلغ احتمالات خفض الفائدة 96.7% بخفض مقداره 0.25 نقطة مئوية، مما سيهبط بالنطاق المستهدف إلى 3.75%–4.00% بدلًا من 4.00%–4.25%.
هذا القرار سيمثل ثاني خفض للفائدة خلال 2025، بعد أول خفض في سبتمبر، ضمن مسار واضح من التحول من التشديد إلى التيسير.
🔮 نظرة مُركّب: الأسواق ترى خفض أكتوبر تحصيل حاصل، لكن “نبرة باول” بعد القرار ستكون الأهم للأسواق.
لماذا يخفض الفيدرالي الفائدة؟
يتّبع الفيدرالي ما يُعرف بـ التفويض المزدوج (Dual Mandate) الهادف إلى استقرار الأسعار وخفض البطالة.
فعندما يرتفع التضخم، يرفع الفيدرالي الفائدة لتقليص الاقتراض والإنفاق، كما حدث في يونيو 2022 حين بلغ التضخم 9.1%، أعلى مستوى في 40 عامًا.
أما عندما يتراجع التوظيف، فيلجأ إلى خفض الفائدة لتسهيل الاقتراض وتحفيز النمو والتوظيف.رئيس الفيدرالي جيروم باول (Jerome Powell) قال في سبتمبر عند أول خفض للفائدة هذا العام:
“في سوق عمل أقل ديناميكية وأكثر ليونة، المخاطر على التوظيف باتت أعلى مما كانت عليه.”
🔮 نظرة مُركّب: التحول من مقاومة التضخم إلى إنقاذ الوظائف أصبح الموجّه الجديد للسياسة النقدية.
غياب بيانات الوظائف يزيد الغموض
لم يُصدر مكتب الإحصاءات تقرير الوظائف الشهري لشهر سبتمبر بسبب الإغلاق الحكومي، لكن باول أكد في خطاب بتاريخ Oct 14 أن البنك يستخدم بيانات من القطاعين العام والخاص المتاحة لديه.
وقال: “آفاق التوظيف والتضخم لم تتغير كثيرًا منذ اجتماع سبتمبر.”
وذكر محللو بنك أوف أمريكا (Bank of America) في تقريرهم يوم الجمعة أن “غياب بيانات الوظائف يجعل الفيدرالي أكثر اعتمادًا على مؤشرات الأسعار وسوق العمل الخاصة، وأن خفض أكتوبر يبدو محسومًا.”
🔮 نظرة مُركّب: رغم التعتيم الإحصائي، إشارات السوق كافية لتأكيد أن الفيدرالي يرى خطر التباطؤ حقيقيًا.
التأثير المتوقع على المستهلكين
خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة قد يبدو بسيطًا، لكنه يتراكم مع خفض سبتمبر، ومع توقع خفض ثالث في ديسمبر، ما يعني أن الفائدة بنهاية 2025 ستكون أقل بنحو 0.75 نقطة مئوية عن مستويات يناير.
وهذا سيؤدي إلى تراجع تكاليف الاقتراض على بطاقات الائتمان وقروض المنازل مثل HELOCs، التي تعتمد على سعر الفائدة الأساسي (Prime Rate) المرتبط مباشرة بالفيدرالي.
أما معدلات الرهن العقاري (Mortgage Rates) فقد بدأت بالفعل بالانخفاض قبل القرار، إذ هبط المتوسط الثابت لـ 30 عامًا إلى 6.19% بتاريخ Oct 23، وهو الأدنى خلال عام، بحسب Freddie Mac.
لكن الاقتصاديين يتوقعون أن أثر الخفض على القروض المستقبلية سيكون محدودًا لأن الأسواق استبقت القرار مسبقًا.
وقالت دانييل هيل (Danielle Hale)، كبيرة الاقتصاديين في Realtor.com:
“معدلات الرهن العقاري تراجعت بوضوح قبل اجتماع الفيدرالي إلى أدنى مستوى في أكثر من عام، لكن أي انخفاض إضافي سيعتمد على التطورات القادمة. الأسواق استوعبت بالفعل قرارات الخفض الحالية والمقبلة.”
🔮 نظرة مُركّب: أثر الخفض بدأ ينعكس في الائتمان العقاري والاستهلاكي، لكن التيسير الكامل سيظهر مع خفض ديسمبر.
الرؤية المستقبلية والسياسة القادمة
يتوقع الاقتصاديون أن يستمر الفيدرالي في نهج الخفض البطيء خلال الأشهر المقبلة، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام تعديل المسار إذا استقرت العمالة واستمر التضخم في التراجع.
ومع احتمال خفض ثالث في ديسمبر، قد تُختتم 2025 بمستوى فائدة أقل بمقدار 0.75 نقطة مئوية مقارنة ببداية العام، ما يمنح دفعة إضافية للأسواق الائتمانية والقطاعات الحساسة للفائدة.
🔮 نظرة مُركّب: السياسة النقدية تدخل مرحلة “المرونة المتحكم بها” حيث كل خفض محسوب بدقة لتجنب ركود غير ضروري.
خلاصة مُركّب
يبدو أن الفيدرالي حسم قراره بالفعل بخفض جديد هذا الأسبوع، مدفوعًا ببيانات تضخم هادئة وضعف التوظيف وغياب المؤشرات الحكومية.
لكن التحدي الأكبر سيكون في الموازنة بين دعم النمو ومنع عودة التضخم.
الأسواق تنتظر إشارات جيروم باول يوم الأربعاء لتحديد ما إذا كانت هذه بداية دورة خفض طويلة أم خطوة محدودة لتثبيت الاستقرار.
للمستثمر الذكي
خفض الفائدة يعني بيئة أكثر دعمًا لأسواق الأسهم والعقارات والذهب، لكنه لا يلغي المخاطر قصيرة الأجل الناتجة عن ضباب البيانات الحكومية.
الاستثمار الذكي الآن لا يكون بملاحقة العناوين، بل بفهم ديناميكية السيولة وكيفية توجيهها نحو القطاعات المستفيدة من الفائدة المنخفضة.
📊 الاستثمار الحقيقي لا يقوم على الحظ أو التسرّع، بل على الرؤية والتحليل والانضباط المالي.
🎯 اشترك في مُركّب+ لتصلك تحليلات دقيقة تربط بين قرارات الفيدرالي وحركة الأصول، وتمنحك أدوات الفهم التي تسبق السوق بخطوة.



