هل بلغت موجة بيع الدولار الأميركي ذروتها؟ إتش إس بي سي يحذّر من انفجار فقاعة المضاربة العكسية
بعد سلسلة من التراجعات الحادة للدولار الأميركي منذ بداية عام 2025، بدأت علامات الاستفهام تتزايد حول استمرارية موجة البيع الجماعي التي يشهدها السوق. محللو HSBC Holdings (HSBC) يعتقدون أن ما يجري أمامنا ليس مجرد تصحيح تقني، بل حالة شبيهة بـ"فقاعة عكسية"، ما ينذر بأن القاع قد يكون أقرب مما يتصور كثيرون.
البيع المفرط للدولار... هل دخلنا مرحلة الفقاعة العكسية بالفعل؟
يشير تقرير حديث صادر عن HSBC بقيادة المحلل بول ماكل إلى أن المستثمرين تحولوا من موجة شراء قوية للدولار العام الماضي إلى موجة بيع حادة ومفرطة هذا العام، متجاهلين الأساسيات الاقتصادية طويلة الأجل. يصف التقرير هذا السلوك بـ"الفقاعة العكسية" (anti bubble)، حيث تتبدل معايير التقييم وتسيطر النزعة النفسية على القرار الاستثماري.
"قبل فترة وجيزة فقط، كانت الأسواق أسيرة فقاعة قوة الدولار، أما الآن فنحن نشهد صورة معكوسة تتمتع بنفس سمات الفقاعات التقليدية، وهو ما يعد إنذارًا بقرب وصول الدولار إلى القاع."
(تقرير HSBC، يوليو 2025)
وسجل مؤشر Bloomberg Dollar Spot تراجعًا بأكثر من 8% منذ مطلع 2025، متأثرًا بتداعيات الرسوم الجمركية الأميركية والفوضى المصاحبة لها، مما زاد من الشكوك حول مستقبل العملة الاحتياطية الأولى عالميًا.
قاع الدولار... حقيقة قريبة أم وهم جديد؟
يرى محللو HSBC أن هناك مبالغة في رهان الأسواق على استمرار ضعف الدولار. فعلى الرغم من أن الغموض السياسي في واشنطن والتقلبات الناتجة عن الرسوم الجمركية أضعفا جاذبية الدولار كملاذ آمن، إلا أن "مبررات استمرار الهبوط أصبحت محدودة ومبالغًا فيها"، خاصة مع ميل المتعاملين إلى التحليل أحادي الاتجاه.
ولفت التقرير إلى أن المؤشرات بدأت تظهر على استعادة الارتباط التقليدي بين الدولار الأميركي وعوائد السندات، في وقت سجلت فيه الأسهم الأميركية نفس النمط، وهو ما يمكن اعتباره إشارة على اقتراب نهاية دوامة الهبوط الأخيرة.
السيناريو المتفائل: عودة التوازن وارتباط الدولار بالعوائد الأميركية
وفق تحليل HSBC، فإن أي عودة واضحة للارتباط بين الدولار الأميركي وعوائد السندات قد تشكل نقطة التحوّل، لتتحول موجة البيع الحالية إلى استقرار نسبي وربما انتعاش تدريجي للعملة. ويُعتبر هذا السيناريو المرجح لدى البنك، مع تحذير من الإفراط في التشاؤم إزاء مستقبل الدولار.
المخاطر البديلة: هل هناك سيناريوهات لهبوط أعمق؟
ورغم التفاؤل النسبي، يحذّر محللو HSBC من أن المشهد يبقى عرضة لتقلبات سريعة إذا تجددت حالة الغموض في السياسات الأميركية أو حدثت مفاجآت في النمو الاقتصادي العالمي. أبرز المخاطر المحتملة التي قد تدفع الدولار لمزيد من التراجع:
استبدال رئيس الفيدرالي جيروم باول.
تفوق أداء اليورو على الدولار.
تصاعد الاضطراب السياسي في واشنطن.
ورغم أن هذه السيناريوهات ليست أساسية في تقديرات البنك، إلا أن التحوّط والمرونة في الاستراتيجيات الاستثمارية يبقيان ضروريين.
الخلاصة
تبدو الأسواق اليوم وكأنها أسيرة "فقاعة بيعية عكسية" للدولار الأميركي، بحسب توصيف HSBC، مع اقتراب موجة البيع من ذروتها وتراجع الزخم وراء مزيد من الانخفاض. ويُوصي البنك المستثمرين بتجنب الانجراف وراء التوقعات الهبوطية المبالغ بها، والترقب لمؤشرات عودة العلاقة بين الدولار والعوائد الأميركية كعلامة على اقتراب انتهاء فترة الضعف الراهنة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet