إس أند بي 500 يُحلّق إلى قمة تاريخية جديدة… هل لا يزال السوق الأميركي “رخيصًا” رغم الزخم القياسي؟
بينما تعود الثقة بقوة إلى الأسواق الأميركية، يُسجّل مؤشر S&P 500 أعلى إغلاق له منذ فبراير، في لحظة مفصلية أعادت النقاش حول تقييمات الأسهم المرتفعة وما إذا كانت الأسعار وصلت إلى منطقة الخطر. لكن نظرة أعمق إلى الأرقام تُظهر أن الأسواق اليوم، رغم قفزاتها القوية، لا تزال أقل تكلفة بكثير من ذروة "جنون" عام 2021. فهل بدأنا بالفعل موجة صعود جديدة… أم أن علامات التشبع تلوح في الأفق؟
الأسهم اليوم أرخص من فقاعة 2021:
متوسط مضاعف السعر إلى الأرباح (Forward P/E) في جميع شرائح S&P 500 اليوم أدنى بكثير من الذروة المسجلة عام 2021.
في الشريحة الأعلى تكلفة، انخفض المضاعف من 104 أضعاف في 2021 إلى 63 فقط حاليًا.
بيانات Exhibit A وBloomberg تؤكد أن حتى أغلى الأسهم تقييمًا تتداول اليوم عند مستويات أقل من فقاعة 2021، رغم العودة إلى قمم تاريخية جديدة.
هذا الواقع يثبت أن السوق حاليًا أكثر اتزانًا في التقييم مقارنة بالفترة التي سبقت الانهيار السريع آنذاك، ما يمنح المستثمرين هامش أمان نسبي حتى مع استمرار موجة الصعود.
لماذا لا تعني التقييمات المرتفعة نهاية موجة الصعود؟
يرى نيكولاس كولاس من DataTrek أن "مضاعفات السعر إلى الأرباح هي انعكاس مباشر لثقة المستثمر، وهي متغيّر لا يخضع لأي حدود طبيعية على الصعود أو الهبوط."
هذا يعني أن ارتفاع التقييمات لا يُعد مؤشرًا فوريًا على قمة السوق.
طالما أن التوقعات الاقتصادية إيجابية وثقة المستثمرين قوية، يمكن أن تبقى المضاعفات مرتفعة بل وتصعد أكثر، خاصة في ظل موجة الابتكارات التقنية وزخم الذكاء الاصطناعي.
زخم جديد بعد تلاشي مخاوف الرسوم الجمركية
جاء الصعود الأخير بعد ارتفاع مؤشر S&P 500 بأكثر من 23% منذ قاع أبريل، مدعومًا بتراجع المخاوف حول الرسوم الجمركية وتحسن التوقعات الاقتصادية.
المحللون يشيرون إلى أن "أكبر رياح معاكسة" أصبحت خلفنا، مع عودة تقديرات أرباح الشركات للصعود مجددًا.
تدفقات السيولة وتراجع حدة الذعر عززت فرص استمرار الزخم الحالي.
موجة مراجعات صاعدة لأهداف السوق
عقب موجة البيع في أبريل، خفّضت 11 شركة في وول ستريت توقعاتها لمؤشر S&P 500، لكن 8 منها عادت لترفع تقديراتها مرة أخرى مع استمرار موجة الصعود.
أبرز هذه التعديلات: براين بيلسكي كبير استراتيجيي BMO رفع هدفه للمؤشر إلى 6,700 نقطة لنهاية 2025، بدلًا من 6,100.
يؤكد بيلسكي أن "السوق يتحول تدريجيًا من مرحلة الخوف إلى مرحلة المطالبة بإثبات الأداء."
الخلاصة
رغم القلق التقليدي من موجات الارتفاع الكبيرة، تكشف البيانات أن الزخم الحالي مدعوم بتقييمات أكثر واقعية مقارنة بفترات الذروة السابقة.
ومع تحسن التوقعات الاقتصادية، وتراجع المخاوف حول الرسوم الجمركية، وتحوّل المستثمرين إلى قراءة أكثر هدوءًا وموضوعية لنتائج الشركات، تزداد احتمالات استمرار الموجة الصاعدة للمؤشر في الأفق المنظور.