ترمب يفرض رسومًا جمركية 50% على النحاس ويهدد أدوية العالم بتعرفة %200
عصر جديد من التصعيد التجاري
في تصعيد جديد للحرب التجارية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فرض رسوم جمركية بقيمة 50% على واردات النحاس، ملوّحًا في الوقت نفسه بفرض رسوم تصل إلى 200% على الأدوية المستوردة. هذا التحول يضع أسواق المعادن والأدوية أمام اختبار غير مسبوق، ويؤجج المخاوف بشأن استقرار سلاسل الإمداد العالمية وتكلفة الإنتاج في الصناعات الحساسة مثل الرقائق والإلكترونيات والسيارات.
خريطة صناعة النحاس العالمية
حجم إنتاج النحاس وتكريره حسب الدول الكبرى في 2024، حيث تتصدر تشيلي (Chile) والصين (China) القائمة بفارق شاسع، يليهما الكونغو والولايات المتحدة. هذه الخريطة تكشف مدى هشاشة سلاسل الإمداد، إذ يعتمد العالم بشكل أساسي على عدد محدود من المنتجين والمكررين، ما يجعل القطاع عرضة لصدمات الأسعار والسياسات الحمائية.
تفاصيل القرار: 50% على النحاس و200% على الأدوية
النحاس:
أعلن ترمب أن التحقيق المستمر بشأن واردات النحاس سينتهي بفرض رسوم 50%، ليطابق بذلك المعدلات المفروضة مسبقًا على الصلب والألمنيوم.
ارتفعت أسعار النحاس فور الإعلان بنسبة تجاوزت 10% قبل أن تتراجع لاحقًا. ومن المتوقع دخول القرار حيز التنفيذ بنهاية يوليو.الأدوية:
الرئيس الأميركي هدد أيضًا بفرض تعرفة تصل إلى 200% على الأدوية المستوردة، مع منح المصنعين فترة انتقالية سنة إلى سنة ونصف لتكييف أوضاعهم قبل تنفيذ العقوبات الجمركية الضخمة.
هذا التهديد يهدد سلاسل توريد الأدوية حول العالم، وقد يدفع العديد من الشركات إلى إعادة التفكير في استراتيجيات الإنتاج العالمية.
من المتأثرون؟
تشيلي والصين:
أكبر الخاسرين من الرسوم الجديدة، حيث يسيطران على أكبر حصص الإنتاج والتكرير عالميًا.صناعة الرقائق والسيارات:
النحاس عنصر أساسي في تصنيع الرقائق الإلكترونية وأسلاك السيارات والطاقة المتجددة، مما يعني أن الرسوم ستزيد من تكلفة الإنتاج وتدفع بارتفاع أسعار المنتجات النهائية للمستهلكين.القطاع الدوائي:
رغم أن تنفيذ الرسوم على الأدوية لن يكون فوريًا، فإن مجرد التهديد بنسبة 200% يخلق حالة من الذعر في أوساط الشركات والمستوردين، خصوصًا أن جزءًا كبيرًا من الأدوية والمكوّنات الدوائية يأتي من الخارج.
لماذا الآن؟
يأتي هذا التصعيد في ظل أسبوع حافل من التهديدات الجمركية شمل آسيا وأوروبا (25% على اليابان وكوريا، 50% على السيارات الأوروبية...)، في عودة لنبرة المواجهة التجارية الحادة، بهدف الضغط على الشركاء لإبرام اتفاقات "متوازنة" وفق رؤية ترمب.
الخلاصة
فرض رسوم ضخمة على النحاس والأدوية يعيد رسم خريطة التجارة العالمية ويزيد حالة عدم اليقين في الأسواق. فكلما ضيّقت واشنطن الخناق على سلاسل الإمداد العالمية، كلما أصبح التفاوض أصعب وارتفعت كلفة الإنتاج عالميًا. لكن في المقابل، قد يدفع هذا الواقع شركات التقنية والطاقة والدواء لتسريع الاستثمار محليًا وإعادة هندسة خطوط الإنتاج بعيدًا عن الموردين الأساسيين مثل الصين وتشيلي.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet