بعد أشهر من التقلبات العنيفة، بدأت أسواق الأسهم الأميركية تظهر إشارات استقرار وتفاؤل حذر. فمع تراجع حدة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، بدأ كبار الاستراتيجيين في وول ستريت يراهنون على عودة الزخم الإيجابي إلى السوق الأميركية، رغم بقاء التوقعات أدنى من مستويات ما قبل أزمة الرسوم الجمركية. هل دخلنا فعلًا مرحلة استعادة الثقة، أم أن المخاطر لا تزال كامنة تحت السطح؟
توقعات وول ستريت لم تتعافَ بالكامل من اضطرابات الرسوم
توقعات كبرى المؤسسات المالية لنهاية عام 2025 لمؤشر S&P 500. يظهر أن معظم التوقعات انخفضت بشكل ملحوظ بعد موجة الرسوم الجمركية، ولم تعد إلا جزئيًا إلى مستوياتها السابقة، مع بقاء Wells Fargo الأكثر تفاؤلًا عند 7007 نقطة واستقرار أغلب المؤسسات بين 5600 و6550 نقطة — (المصدر: Yahoo Finance – 9 يونيو 2025)
لماذا لم يعد الاستراتيجيون في وول ستريت يخشون التباطؤ الصيفي؟
في الأسابيع الأخيرة، ثبت كبار الاستراتيجيين أهدافهم لمؤشر S&P 500 عند مستويات تتراوح بين 6300 و6500 نقطة حتى نهاية 2025.
يعود ذلك إلى تراجع السيناريوهات المتشائمة بعد اتفاق التهدئة التجاري بين أميركا والصين، وعودة المؤشر إلى مستويات قريبة من قمته التاريخية (6010 نقاط).
مايك ويلسون، كبير مسؤولي الاستثمار في Morgan Stanley، لخص الوضع:
"تباطؤ النمو المعتدل تم تسعيره فعليًا في الأسواق حين هبط متوسط الأسهم 30% مطلع العام... الأسواق تتحرك دائمًا قبل المؤشرات الاقتصادية المتأخرة."
البيانات الاقتصادية: مؤشرات تراجع... ولكن!
رغم هذا التفاؤل، ما زالت بيانات سوق العمل تظهر تباطؤًا ملحوظًا:
القطاع الخاص أضاف 37 ألف وظيفة فقط في مايو (أدنى مستوى منذ عامين)
طلبات إعانة البطالة عند أعلى مستوياتها منذ أكتوبر 2024
مراجعة بيانات الوظائف كشفت عن 95 ألف وظيفة أقل في مارس وأبريل مقارنة بالأرقام الأولية
مع ذلك، تشير Goldman Sachs إلى أن البيانات النفسية (مثل ثقة المستهلك) غالبًا ما تتعافى قبل الأرقام الصلبة للناتج أو الإنتاج، وتساعد على رفع المؤشر حتى مع ضعف النمو أو التوظيف.
استقرار التوقعات بدعم من تهدئة الرسوم الجمركية
رفع كبير استراتيجيي الأسهم في Citi، سكوت كرونرت، هدفه لمؤشر S&P 500 إلى 6300 نقطة، مستندًا إلى أن ذروة المخاوف من الرسوم أصبحت خلفنا.
توقف تراجع تقديرات نمو الاقتصاد الأميركي عند مستوى 1.4% سنويًا في 2025.
يتفق محللو Citi وMorgan Stanley على نقطة محورية: الخطر الأكبر حاليًا هو حدوث تباطؤ اقتصادي أقوى من المتوقع، بينما تبقى أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مرشحة للاستفادة من زخم الذكاء الاصطناعي، حتى مع معدلات الفائدة المرتفعة والتقييمات العالية.
الرهان على بيانات "الثقة" بدل البيانات الصلبة
الأسواق أصبحت تتابع مؤشرات التفاؤل مثل ثقة المستهلك وتنتظر ترجمتها لأداء أقوى في الأسهم.
فريق Goldman يشير إلى أن السوق كثيرًا ما يرتفع مع تحسن المزاج العام حتى لو بقيت أرقام التوظيف أو الناتج ضعيفة مؤقتًا.
توقعات نمو الاقتصاد الأميركي تتوقف عن الهبوط
تقديرات الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025. يوضح كيف توقفت التوقعات عن الانخفاض خلال يونيو عند مستوى +1.4%، بعد هبوط متواصل منذ بداية العام بفعل مخاوف الرسوم الجمركية وبيانات التوظيف — (المصدر: Bloomberg – 9 يونيو 2025)
الخلاصة
تتزايد رهانات وول ستريت على أن أسوأ تداعيات الرسوم الجمركية صارت خلفنا، وأن عودة الثقة النفسية ستدعم الزخم في النصف الثاني من 2025. المخاطر لم تختفِ تمامًا، لكن الرسالة الأساسية اليوم: "لا تراهن ضد الزخم طالما لم تتغير المعطيات".
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet