تيسلا تتراجع وبي واي دي تتقدّم: فصْل جديد في سباق السيارات الكهربائية
في لحظة مفصلية من تاريخها، تجد Tesla (TSLA) نفسها محاصرة بتحديات متزامنة: تباطؤ في المبيعات، تفوق متزايد من BYD الصينية، رسائل سلبية من الأسواق، وضغوط سياسية متفاقمة على رئيسها التنفيذي إيلون ماسك.
وقبيل إعلان نتائجها المالية، يتراجع سهم تسلا بنسبة 6.9% خلال تداولات الإثنين، ليفقد بذلك أكثر من 40% من قيمته منذ بداية العام — ما يعكس قلقًا متزايدًا من أن البيانات القادمة قد لا تحمل مفاجآت إيجابية.
BYD تتفوق من جديد… ومبيعات تسلا في أسوأ حالاتها منذ 2022
سجلت BYD الصينية تفوقًا واضحًا على تسلا في مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية (BEV) خلال الربع الأول من 2025، للربع الثاني على التوالي، في مؤشر على تغيير في موازين القوى العالمية.
تُظهر البيانات الفصلية تفوق BYD التي باعت أكثر من 600 ألف مركبة كهربائية، مقارنة بأقل من 500 ألف وحدة من تسلا في الربع الأول من 2025.
أما تسلا، فقد سلّمت 336,681 وحدة فقط، مقارنة بتقديرات بلغت نحو 390,342 وحدة، في أسوأ أداء ربعي للشركة منذ الربع الثاني من عام 2022.
نتائج مالية مرتقبة وسط توقعات باهتة
تشير تقديرات بلومبرغ إلى أن تسلا ستحقق إيرادات بنحو 21.43 مليار دولار في الربع الأول، بزيادة هامشية عن نفس الفترة من العام الماضي، وأرباحًا معدّلة للسهم بنحو 0.44 دولار، بإجمالي أرباح صافية 1.57 مليار دولار.
لكن السوق لا يترقب هذه الأرقام بقدر ما يترقب الرسائل المستقبلية حول الطلب والابتكار، خصوصًا في ظل التباطؤ الواضح في المبيعات.
الرسوم الجمركية تُربك المشهد… والمنافسة تشتد
ابتداءً من 2 أبريل، دخلت رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة حيز التنفيذ، ما دفع المستهلكين لتسريع قرارات الشراء قبل تطبيق الرسوم، وهو ما انعكس إيجابيًا على مبيعات بعض المنافسين وأضرّ بتسلا.
الضغوط تصاعدت مع تدهور الطلب العالمي، خاصة في الصين وأوروبا، بينما تزداد BYD قوة بدعم من الأسعار المنافسة، وسلاسل التوريد المحلية.
السياسة تُعقّد الصورة… وماسك في مرمى الانتقادات
ازداد ربط العلامة التجارية لتسلا بالمواقف السياسية لـ إيلون ماسك، سواء من خلال قربه من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أو دعمه العلني لتيارات يمينية في أوروبا. وقد تسبب ذلك بـ:
احتجاجات داخل صالات العرض في أميركا وأوروبا
أعمال تخريب استهدفت مركبات تسلا
تراجع التسجيلات في أسواق أوروبية خلال مارس
دان آيفز من Wedbush حذّر قائلًا:
"الوضع الحالي بمثابة إنذار أحمر... ماسك بحاجة إلى ترك السياسة والتركيز على إدارة تسلا."
ورغم احتفاظه بتوصية "أداء متفوق"، خفّض السعر المستهدف من 550 دولارًا إلى 315 دولارًا — أي انخفاض بنسبة 43%.
تأجيل سيارة الفئة الاقتصادية… وغموض حول الروبوتاكسي
من أبرز التحديات التي تواجهها تسلا أيضًا، تأجيل إطلاق النسخة الاقتصادية من Model Y حتى نهاية 2025، بحسب تقرير لرويترز، ما يثير تساؤلات حول قدرة الشركة على توسيع قاعدة عملائها.
وفيما يتعلق بخدمة الروبوتاكسي، حصلت تسلا على تصريح أولي في كاليفورنيا، إلا أن التفاصيل حول الجدول الزمني والتقنيات المستخدمة لا تزال ضبابية، ما يُضعف الزخم الاستثماري المرتبط بالمشروع.
الثقة على المحك… والسوق لم يعد متسامحًا
تسلا لم تعد تُقاس بأرقام الأرباح أو عدد السيارات المباعة فحسب، بل أصبحت تمثل مرآة لتوازن دقيق بين الابتكار، القيادة، والتفاعل مع التحولات السياسية والاقتصادية.
ومع فقدان الحصة السوقية لصالح BYD، وتصاعد الانتقادات ضد ماسك، فإن قدرة تسلا على استعادة الزخم تتطلب أكثر من مجرد تحديث منتج أو إطلاق سيارة جديدة.
الخلاصة:
ما تواجهه تسلا اليوم ليس أزمة عابرة، بل اختبار استراتيجي قد يُعيد تشكيل مستقبل الشركة بالكامل.
الفرص لا تزال قائمة، خاصة في الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة، لكن الأسواق أصبحت أقل صبرًا، وأشد قسوة في تقييم الأداء التنفيذي والمالي معًا.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet