بين نتفليكس وتسلا... من الأجدر بالانضمام إلى "السبعة العظماء"؟
شهدت وول ستريت في العقد الماضي تألق أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، لتتشكل ما عُرف بـ"السبعة العظماء". لكن مع تسارع التغيرات في السوق، حان وقت إعادة النظر في مكونات هذه المجموعة. Tesla (TSLA) التي تصدرت المشهد لسنوات، تواجه اليوم تحديات حادة تهدد بقائها بين الكبار، في حين تواصل Netflix (NFLX) حصد المكاسب وتثبيت أقدامها في قمة القطاع الرقمي. فهل آن أوان التغيير؟
تسلا: من قمة الابتكار إلى اختبار البقاء
لا جدال في أن تسلا بقيادة إيلون ماسك أحدثت ثورة في صناعة السيارات، وحققت عوائد خيالية للمستثمرين مع ارتفاع السهم بنسبة 1,810% خلال عشر سنوات.
لكن سلسلة من العوائق وضعت الشركة أمام منعطف صعب:
انخفاض إيرادات قطاع السيارات بنسبة 20% على أساس سنوي في الربع الأول.
أول تراجع سنوي في تسليم السيارات عام 2024.
انكماش هوامش الربحية بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وتصاعد المنافسة الشرسة.
اضطرابات في القيادة والرؤية الاستراتيجية مع دخول ماسك في صدامات سياسية، أبرزها مع الرئيس ترمب.
كل هذه العوامل جعلت من تسلا شركة تبحث عن مسار جديد للخروج من الزحام، بعد أن كانت السبّاقة في قطاعها.
نتفليكس: مسار نمو لا يتوقف وربحية متجددة
على الضفة الأخرى، ما تزال نتفليكس تثبت يومًا بعد يوم أنها قادرة على الابتكار والتوسع في سوق البث الرقمي رغم المنافسة الشرسة:
ارتفاع سهم نتفليكس بنسبة 1,200% خلال عشر سنوات.
إضافة 41 مليون مشترك جديد في 2024، ليصل إجمالي قاعدة المستخدمين إلى 302 مليون.
نمو الإيرادات الفصلية بنسبة 12.5% على أساس سنوي.
توقعات وول ستريت بنمو سنوي مركب للإيرادات بنسبة 12.3% حتى 2027.
وبالرغم من توقفها عن إعلان أرقام المشتركين منذ بداية هذا العام، تظل المؤشرات التشغيلية والمالية قوية، مع سيطرة على 7.5% من وقت المشاهدة في السوق الأميركية بحسب نيلسن، وتفوق واضح على كل المنصات المدفوعة الأخرى باستثناء يوتيوب.
وتملك نتفليكس قدرة مالية ضخمة (إيرادات سنوية 40 مليار دولار)، ما يمكنها من مواصلة الإنفاق على تطوير المحتوى وتحسين تجربة المستخدم.
أي سهم يستحق البقاء في "السبعة العظماء"؟
رغم أن مجموعة "السبعة العظماء" ليست مؤشرًا رسميًا، إلا أن استمرار نجاح نتفليكس يجعل حضورها أكثر من منطقي، مقابل التحديات الجسيمة التي تعصف بتسلا:
تسلا: مبيعات تتراجع، هوامش تنكمش، تحديات تنافسية وتنفيذية متزايدة، وقضايا تتعلق بالإدارة والقيادة.
نتفليكس: نمو مستمر مزدوج الرقم، قاعدة عملاء ضخمة، ابتكار في المحتوى، وتوسع عالمي مستدام.
الخلاصة
استحقاق نتفليكس مكانها بين نخبة التكنولوجيا الأميركية لم يعد موضع شك، بفضل نموذجها التشغيلي القوي ومرونتها العالية أمام تقلبات السوق. أما تسلا، فهي بحاجة لإعادة اختراع نفسها واستعادة الزخم لتبقى منافسًا حقيقيًا بين عمالقة وول ستريت.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet