أمازون تُمدّد "برايم ديي"... والمبيعات تتراجع 41% في اليوم الأول
موسم التخفيضات تحت المجهر وسط حرب الأسعار
دخلت Amazon (AMZN) هذا العام في مغامرة جديدة بتمديد مهرجان "برايم ديي" الصيفي إلى أربعة أيام بدلًا من يومين، سعيًا لزيادة الحماس وإتاحة وقت أطول للمتسوقين بين ملايين العروض. لكن النتائج الأولية جاءت صادمة: تراجعت مبيعات أول يوم بنسبة 41% مقارنة ببداية المهرجان في العام الماضي، ما يضع إدارة الشركة أمام اختبار صعب حول جدوى الاستراتيجية الجديدة وسط منافسة مشتعلة وظروف اقتصادية ضبابية فرضتها حروب الرسوم الجمركية والضغوط التضخمية.
تفاصيل التراجع: التسوق بلا قرار والبحث عن "الكنز المفقود"
بحسب بيانات Momentum Commerce، وهي شركة تدير مبيعات 50 علامة تجارية كبرى عبر أمازون وتبلغ مبيعاتها السنوية نحو 7 مليارات دولار، تراجعت المبيعات بشكل حاد في اليوم الأول من برايم ديي. يوضح المؤسس والمدير التنفيذي جون شيا أن تمديد المهرجان دفع المستهلكين لاتباع سلوك "صيد العروض": التصفح وإضافة المنتجات إلى عربات الشراء بانتظار صفقات أفضل في الأيام التالية بدل اتخاذ قرار الشراء الفوري، عكس ما كان يحدث في المهرجانات الأقصر.
ورغم ذلك، إذا تحول المتسوقون إلى الشراء في الأيام الأخيرة، فقد ترتفع المبيعات الإجمالية على مدى الأربعة أيام بنسبة 9.1% مقارنة بالحدث ذي اليومين في 2024.
مناظرة البيانات بين أمازون والاستشاريين
أثارت أرقام Momentum Commerce جدلًا واسعًا. فبينما امتنعت أمازون بداية عن التعليق، أصدرت لاحقًا بيانًا أكدت فيه أن "هذه الأرقام غير دقيقة للغاية"، لكنها لم توضح سبب عدم الدقة أو تقدم أرقامًا بديلة.
ملامح موسم التسوق الجديد
تغير في سلوك المستهلك:
اتجه المتسوقون إلى السلع الأساسية اليومية مثل مستلزمات التنظيف ومشروبات البروتين بدل المنتجات الإلكترونية الكبرى، حيث شكلت السلع الأقل من 20 دولارًا قرابة ثلثي المشتريات في اليوم الأول، بينما لم تتجاوز نسبة المشتريات التي تفوق 100 دولار حاجز الـ3%.انخفاض متوسط الإنفاق:
بلغ متوسط ما أنفقته كل أسرة 106 دولارات فقط، مقارنة بـ110 دولارات في بداية مهرجان العام الماضي، في حين تراجع متوسط سعر المنتج الواحد إلى 25.46 دولار، بعد أن كان 28 دولارًا العام الفائت.
السياق الاقتصادي: حرب رسوم جمركية وضبابية في السوق
يشهد موسم التخفيضات الحالي حالة ارتباك في سوق التجزئة الأميركي، في ظل تهديدات متكررة بفرض رسوم جمركية تصل إلى 145% على بعض الواردات الأجنبية قبل أن يتم تأجيلها بهدف إتاحة مزيد من الوقت للمفاوضات التجارية. أدت هذه الأجواء الضبابية إلى إحجام بعض التجار عن المشاركة في التخفيضات أو تقليص العروض.
وتقول أمازون إن تمديد الحدث جاء استجابة لرغبات العملاء في الحصول على وقت أطول لاستكشاف العروض، إلا أن التحليل المبدئي يكشف تراجع الزخم مقارنة بالسنوات السابقة، خاصة مع تراجع حصة الإلكترونيات أمام السلع الاستهلاكية اليومية.
المنافسة تزداد شراسة: وولمارت وتارجت في المشهد
لم تعد "برايم ديي" حكرًا على أمازون، فقد أطلقت Walmart (WMT) وTarget (TGT) حملاتهما الترويجية المتزامنة، ما صنع "حالة من الجنون الشرائي" على الإنترنت، بحسب المحللين. واستفادت Walmart بشكل خاص من حالة الحذر الاستهلاكي، مع استمرار تراجع مبيعات التجزئة الأميركية بنسبة 0.9% في مايو، وهو ما دفع المستهلكين للبحث عن أرخص العروض ومقارنة الأسعار قبل الشراء.
أرقام قياسية رغم التراجع
بحسب Adobe Inc، أنفق الأميركيون 7.9 مليار دولار عبر جميع منصات البيع الإلكترونية في اليوم الأول، بزيادة 9.9% عن اليوم الأول من برايم ديي 2024. وتتوقع الشركة أن يصل إجمالي الإنفاق خلال الأيام الأربعة إلى 23.8 مليار دولار.
الخلاصة
تواجه أمازون اختبارًا استراتيجيًا مع تمديد برايم ديي؛ إذ كشف اليوم الأول عن تحول عميق في سلوك المستهلكين لصالح التسوق المدروس بدل العشوائي، وسط تزايد شراسة المنافسة من Walmart وTarget وتراجع الثقة في السوق بفعل حروب الرسوم الجمركية. النتائج النهائية ستحدد ما إذا كان الرهان على المدى الطويل سيبرر التضحية بزخم البداية.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet