بيركشاير تُحدّد مستقبلها بعد بافيت... والأزمات المناخية تُهدد استقرارها المالي
في لحظة تاريخية خلال الاجتماع السنوي الستين لشركة بيركشاير هاثاواي (BRK.A)، كشف وارن بافيت عن موعد رسمي لتسليم القيادة إلى خليفته المُنتظر، في وقت تواجه فيه الشركة تحديًا غير مسبوق بسبب أزمة قانونية ومالية تضرب وحدة الطاقة التابعة لها PacifiCorp نتيجة حرائق مدمّرة في الساحل الغربي.
قيادة جديدة... لكن الروح ذاتها
أكد بافيت (94 عامًا) خلال الاجتماع المنعقد في أوماها أن جريج آبل، نائب الرئيس والمسؤول عن العمليات التشغيلية، سيتولّى منصب الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي بحلول نهاية عام 2025.
هذا الإعلان يُنهي سنوات من الترقّب منذ تعيين آبل كخليفة محتمل عام 2021، ويُعزز ثقة المستثمرين بخطة انتقال قيادة سلسة ومدروسة في واحدة من أكبر شركات العالم.
"آبل ليس مجرد مدير تنفيذي جديد... إنه استمرار لنهج بيركشاير الطويل في الانضباط المالي والتشغيلي." – حسب وصف الصحافة الأميركية.
PacifiCorp في مرمى النيران
ورغم الأجواء الاحتفالية، تعيش بيركشاير لحظة صعبة خلف الكواليس.
فقد واجهت PacifiCorp، وحدة المرافق التابعة للشركة، اتهامات شديدة بالتسبب بحرائق ضخمة اجتاحت ولايتي أوريغون وشمال كاليفورنيا في عطلة عيد العمال عام 2020.
قال آبل بصراحة لافتة:
"أدركنا أننا بحاجة لإيقاف الطاقة مؤقتًا لحماية الأرواح، حتى لو عنى ذلك إطفاء الأضواء."
البيانات المالية الكارثية حتى نهاية مارس 2025:
خسائر ما قبل الضرائب: 2.75 مليار دولار
دعاوى مرفوعة: أكثر من 48 مليار دولار
مطالب حكومية: 900 مليون دولار من الحكومة الفيدرالية وولاية أوريغون
خسائر تأمينية مباشرة على بيركشاير: 1.1 مليار دولار في الربع الأول
وقد علّق بافيت خلال الاجتماع قائلًا:
"لم نحصّن PacifiCorp كما ينبغي... هناك ولايات بات من غير المنطقي أن تعمل فيها شركات مرافق عامة."
مراجعة استراتيجية الطاقة... بين السلامة والمساءلة
بعد الكارثة، تبنّت PacifiCorp سياسة أكثر حذرًا تقوم على تقييم المخاطر قبل تزويد الطاقة.
حتى المستشفيات والهيئات الحيوية قد تُفصل عنها الكهرباء مؤقتًا إذا كان خطر الحرائق مرتفعًا.
"لسنا شركة تأمين لكل ما يحدث... نُبلغ الزبائن مسبقًا، لكن لا نستطيع تحمّل كل المسؤولية وحدنا." – جريج آبل.
تشريعات جديدة تحاول الحد من المخاطر القانونية
تعمل PacifiCorp حاليًا مع مشرعين في ولايات:
أوريغون
أيداهو
واشنطن
لتمرير قوانين تقلّل المسؤولية عن شركات المرافق بشرط وجود خطط وقائية معتمدة.
كما أقرت ولاية يوتا قانونًا يسمح بجمع رسوم إضافية من المشتركين لتكوين صناديق تعويضات مخصصة لحرائق الغابات، في خطوة تُعيد توزيع العبء بين الشركات والمستهلكين.
الخلاصة
في اللحظة التي يُسلّم فيها وارن بافيت دفة القيادة، يُواجه تلميذه وخليفته جريج آبل أول اختبار حقيقي على مستوى السمعة والاستراتيجية.
بيركشاير هاثاواي أثبتت أنها لا تعتمد على شخص، بل على مؤسسات عميقة الجذور ومنظومة متكاملة من الانضباط.
لكن ما كشفته حرائق الساحل الغربي يُثبت أن التحديات المستقبلية ليست فقط مالية أو إدارية... بل بيئية وتنظيمية وقانونية معقّدة تتطلب جيلًا جديدًا من القيادة.
📬 اشترك الآن في نشرة مركب الاقتصادية لتصلك تحليلاتنا الحصرية حول الشركات الكبرى، وأخبار الأسواق.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet