مع تصاعد الرسوم الجمركية... هذه 4 أسئلة يجب ألا يتجاهلها المستثمرون
مع تصاعد الحرب التجارية في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تتسارع تساؤلات قادة الأعمال والمستثمرين حيال التداعيات الاقتصادية العميقة للرسوم الجمركية الجديدة. وفيما اجتاز العالم أزمات مالية وصحية خلال العقود الماضية، تبدو هذه الأزمة مختلفة بطبيعتها وسرعتها وغموض مآلاتها.
1. اضطرابات هيكلية: كيف تؤثر الرسوم على الشركات؟
قادة كبرى الشركات يعبرون عن قلق غير مسبوق من اضطرارهم لإعادة هندسة سلاسل التوريد التي بُنيت عبر عقود.
يقول كلاوس كلاينفيلد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Alcoa:
"إذا كان الهدف هو استعادة الصناعات الاستراتيجية، فلا يكفي فرض الحواجز. يجب توفير محفزات لجذبها."
يُظهر الرسم البياني أن إبرام وتنفيذ اتفاق تجاري أميركي يستغرق أكثر من خمس سنوات في المتوسط — مما يجعل الرهان على اتفاقيات سريعة لتخفيف أثر الرسوم أمرًا غير واقعي على المدى القريب.
2. هل تؤثر الرسوم على أرباح الشركات؟
الإجابة المباشرة: نعم، وبشكل ملحوظ.
PepsiCo اضطرت إلى خفض توقعاتها السنوية للنمو بسبب ارتفاع تكاليف الألمنيوم والمواد المستوردة.
Procter & Gamble تواجه تحديات في تأمين بدائل محلية للمواد الأساسية مثل قشور السيليوم.
Otis أوضحت أن بعض المكونات لا تزال تُصنع بكفاءة أعلى في الصين، ما يصعّب التحول الفوري إلى بدائل محلية.
هذه الحقائق تعكس أن أثر الرسوم يتغلغل في قلب سلاسل الإنتاج، مهددًا هوامش الربحية عبر الصناعات المختلفة.
3. كيف تضغط الرسوم على الاقتصاد الكلي؟
رغم أن الاقتصاد الأميركي لم يدخل بعد في حالة ركود رسمي، إلا أن الإشارات التحذيرية بدأت تظهر بوضوح:
Chipotle سجلت أول تراجع في مبيعاتها منذ جائحة كورونا.
تراجع متوسط الغسلات المنزلية الأسبوعية من 5 إلى 3.5 غسلة — مؤشر بسيط لكنه بالغ الدلالة على تقلص الاستهلاك.
الرسوم المفروضة على الخشب، والألمنيوم، والصلب تصل إلى 25%، مما ينذر بارتفاع تكاليف البناء والعقارات — وضغط إضافي على الاستهلاك.
4. هل تؤدي الرسوم إلى ارتفاع الأسعار؟
الإجابة الواضحة: نعم — والأسوأ قادم.
أسعار الأجهزة المنزلية، مثل الغسالات، تشهد زيادات ملموسة بفعل ارتفاع أسعار الصلب.
شركات الهواتف المحمولة مثل T-Mobile وVerizon وAT&T حذرت من احتمال رفع أسعار الهواتف إذا استمرت الرسوم على قطع الغيار.
مع تزايد هذه الضغوط، يُحذر الاقتصاديون من أن التضخم الناتج عن الرسوم قد يفوق ما شهده الاقتصاد الأميركي خلال أزمة "بايدنفلين" في عام 2022.
الخلاصة:
الرسوم الجمركية تحولت إلى سلاح مزدوج التأثير:
تضغط على سلاسل الإمداد، وترفع التكاليف على الشركات والمستهلكين.
تهدد بجر الاقتصاد إلى تباطؤ — وربما ركود — إذا استمرت لفترة أطول.
رغم محاولات الإدارة الأميركية تخفيف الأثر عبر مفاوضات متفرقة، تبقى الأسواق أكثر هشاشة مما كانت عليه منذ سنوات.
البقاء يقظًا، وفهم طبيعة التشوهات الجديدة في الأسواق، أصبح ضرورة لكل مستثمر يبحث عن الحفاظ على رأس المال أو اقتناص الفرص وسط هذه الفوضى.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet