بعد صعوده الأسطوري... كيف يبدو مستقبل سهم إنفيديا على مدى 4 سنوات؟
في عالمٍ تحكمه البيانات والتقنيات الفائقة، يبرز سهم Nvidia (NVDA) كأحد أعمدة الثورة الصناعية الرابعة. ومع التراجعات الأخيرة التي شهدها السهم — بانخفاضٍ يتراوح بين 25% و30% من أعلى مستوياته في صيف 2024 — يعود السؤال الأساسي ليطرح نفسه مجددًا: هل لا تزال Nvidia رهانًا رابحًا حتى عام 2028، أم أن المنافسة بدأت تكتب فصلاً جديدًا في هذه القصة الاستثمارية؟
الزعامة لم تعد مطلقة… والمنافسة تدخل الملعب
منذ أن غيّرت وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) قواعد اللعبة — من مجرد أدوات لعشاق الألعاب إلى محركات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي — أحكمت Nvidia قبضتها على السوق، لتستحوذ على أكثر من 90% من سوق وحدات المعالجة في مراكز البيانات.
لكن هذه الهيمنة لم تمرّ دون تكلفة؛ فارتفاع هوامش الربح الكبيرة دفع العملاء الكبار نحو حلول أقل تكلفة وأكثر تخصيصًا. وهنا تدخل Broadcom (AVGO) كمنافس جديد بخط إنتاج المسرّعات الخاصة، وهي شرائح مُصممة خصيصًا لمهام محددة بأعلى كفاءة ممكنة. ورغم أنها أقل مرونة من منتجات Nvidia، إلا أنها توفر أداءً مرتفعًا وسعرًا منافسًا.
سوقٌ يتوسّع بوتيرة قياسية
الفرصة أمام Nvidia لا تزال ضخمة. فبحسب تقديراتها، من المتوقع أن يرتفع الإنفاق العالمي على مراكز البيانات من 400 مليار دولار في 2024 إلى تريليون دولار بحلول 2028.
وبهذا المسار، وإذا حافظت الشركة على حصتها الحالية، فقد تقفز إيراداتها من 115 مليار دولار إلى 288 مليار دولار خلال أربع سنوات فقط.
لكن في المقابل، تشير توقعات Broadcom إلى أن المسرّعات الخاصة وحدها قد تصل إلى حجم سوق يبلغ 90 مليار دولار من ثلاث عملاء رئيسيين فقط بحلول 2027. وهذا ما يجعل سيناريو الحفاظ على الهيمنة الكاملة موضع شك.
التحدي الأكبر: تنوّع المعماريات
المستقبل لا ينتمي فقط إلى وحدات GPU، بل إلى مزيج أكثر تعقيدًا من حلول الذكاء الاصطناعي، يشمل:
وحدات GPU التقليدية من Nvidia.
مسرّعات مخصصة من شركات مثل Broadcom.
معالجات ذكاء اصطناعي متخصصة تطورها شركات كبرى داخليًا.
هذا التنوع يعني أن Nvidia لن تنهار — لكنها أيضًا قد لا تحافظ على النمو الصاروخي نفسه. ما يجعل السهم أقل "حتمية" مما كان عليه في الأعوام الماضية، وأكثر "تحفظًا" كمكوّن في محفظة طويلة الأجل.
تقييم أقل... لكنه لا يُغري الجميع
السهم اليوم يُتداول عند مستويات أدنى من ذروته في 2024، ما يجعله جذابًا للبعض. لكن السوق لم تعد تتسامح مع أي تباطؤ. وفي ظل الضغوط التنافسية والقيود المحتملة على التصدير، فإن تحقيق النمو المُتوقّع يتطلب تنفيذًا دقيقًا ومتانة استراتيجية غير مسبوقة.
الخلاصة
Nvidia لا تزال في قلب سباق الذكاء الاصطناعي، لكن السباق بات أطول وأكثر ازدحامًا. الأرباح لا تزال قوية، والتكنولوجيا لا تزال متفوقة، لكن الرهان الآن يحتاج إلى أعصاب باردة.
قد لا يكون السهم قفزة مضاعفة مثل السنوات الماضية، لكنه بلا شك ركيزة موثوقة للاستثمار في المستقبل التكنولوجي العالمي... بشرط أن تُدار المخاطر بعناية، وتُقرأ المتغيرات بذكاء.
📩 هل تتابع مستقبل الرقائق والذكاء الاصطناعي؟
اشترك في "مركب" لتصلك تحليلاتنا المتعمقة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني — وابقَ دائمًا في الطليعة الاستثمارية.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet