🔥 عمالقة التكنولوجيا تحت ضغط “فقاعة الذكاء الاصطناعي”... الأرباح في الواجهة وسط إنفاق ضخم ومخاوف متزايدة
تستعد شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى — مايكروسوفت (Microsoft)، ألفابت (Alphabet)، أمازون (Amazon)، وميتا بلاتفورمز (Meta Platforms) — لإعلان نتائجها الفصلية هذا الأسبوع، وسط قلق متزايد من احتمال دخول سوق الذكاء الاصطناعي في مرحلة فقاعة مالية جديدة، بعد ارتفاعات قياسية في التقييمات منذ عام 2022.
⚙️ الذكاء الاصطناعي بين الواقع والمبالغة
وفقًا لبيانات LSEG، من المتوقع أن تُظهر نتائج الشركات الأربعة نموًا قويًا في الإيرادات خلال الربع الممتد من يوليو إلى سبتمبر، مدفوعًا بزيادة الطلب على خدمات الحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
لكن في المقابل، حذّر كبار قادة الأعمال — من بينهم سام ألتمان (Sam Altman) الرئيس التنفيذي لـ أوبن إيه آي (OpenAI)، وجيف بيزوس (Jeff Bezos) مؤسس أمازون (Amazon)، وديفيد سولومون (David Solomon) الرئيس التنفيذي لـ غولدمان ساكس (Goldman Sachs) — من أن الحماس المفرط حول الذكاء الاصطناعي سبق الحقائق الاقتصادية.
بعض المستثمرين بدأوا بالفعل باتباع استراتيجيات شبيهة بعصر فقاعة الإنترنت في التسعينات، عبر التحوّط من الأسهم المبالغ في قيمتها لتفادي “الانفجار المحتمل”.
🔮 نظرة مُركّب: الأسواق منقسمة بين من يرى في الذكاء الاصطناعي ثورة إنتاجية حقيقية، ومن يخشى تكرار سيناريو “فقاعة الدوت كوم”.
💸 إنفاق هائل... وعوائد محدودة حتى الآن
تقديرات الخبراء تشير إلى أن شركات التكنولوجيا الكبرى مجتمعة — إلى جانب مزوّدي الحوسبة السحابية — ستنفق هذا العام أكثر من 400 مليار دولار على بنية تحتية مخصصة للذكاء الاصطناعي.
لكن دراسة حديثة من معهد MIT أظهرت أن فقط 5% من أكثر من 300 مشروع ذكاء اصطناعي حقق نتائج قابلة للقياس، بينما تعثرت أغلب المشاريع في مرحلة الاختبار بسبب ضعف الدمج في العمليات التشغيلية وصعوبة توسيع النماذج.
قال أندريه كارباثي (Andrej Karpathy)، الشريك المؤسس في أوبن إيه آي (OpenAI) والرئيس السابق لقسم الذكاء الاصطناعي في تسلا (Tesla):
“النماذج الحالية ليست جاهزة بعد… الصناعة تقفز بسرعة كبيرة وتتظاهر بأن كل شيء مذهل، لكنه في الحقيقة غير ناضج.”
🔮 نظرة مُركّب: الاستثمارات الضخمة تُبنى على وعود مستقبلية أكثر من نتائج حالية، مما يجعل التقييمات الحالية عرضة للتصحيح إن تباطأ الزخم.
🔁 صفقات دائرية تثير القلق
تزايدت المخاوف من شبكة صفقات متداخلة بين الشركات العملاقة، تذكّر بأسلوب تمويل “الفقاعة التقنية” في التسعينات.
من أبرز الأمثلة:
• استثمار محتمل بقيمة 100 مليار دولار من إنفيديا (Nvidia) في أوبن إيه آي (OpenAI)، رغم كون الأخيرة أحد أكبر عملائها.
• اتفاق بقيمة 300 مليار دولار بين أوبن إيه آي (OpenAI) وأوراكل (Oracle) لتوفير قدرات حوسبة سحابية ضخمة.
• صفقة تمويل بـ 27 مليار دولار بين ميتا (Meta) وشركة التمويل الخاصة بلو أول كابيتال (Blue Owl Capital) لبناء أكبر مركز بيانات في تاريخها.وقال أحمد بنافا (Ahmed Banafa)، أستاذ الهندسة في جامعة سان خوسيه (San Jose State University):
“حين تبدأ الشركات بتمويل بعضها البعض وفي الوقت ذاته تعتمد على منتجات بعضها، فإن القرارات لم تعد نابعة من الطلب الفعلي، بل من رغبة جماعية في تضخيم النمو… وهذا ما يرفع المخاطر النظامية.”
🔮 نظرة مُركّب: تمويل الذكاء الاصطناعي أصبح دائرة مغلقة من الاستثمارات المتبادلة، ما يجعل السوق أكثر هشاشة أمام أي تباطؤ مفاجئ.
💹 النتائج المتوقعة للأربعة الكبار
رغم الضبابية، ما زال المستثمرون يتوقعون نموًا قويًا في المبيعات خلال الربع الأخير:
• مايكروسوفت (Microsoft): نمو الإيرادات بنسبة 14.9% بفضل قوة Azure التي يتوقع أن ترتفع مبيعاتها بـ 38.4%.
• ألفابت (Alphabet): نمو الإيرادات بـ 13.2% بفضل الزخم في Google Cloud (+30%).
• أمازون (Amazon): نمو المبيعات بـ 11.9% رغم تباطؤ وحدة AWS (18%).
• ميتا (Meta Platforms): نمو قياسي في الإيرادات بـ 21.7%، لكن أرباحها تواجه ضغطًا من الإنفاق على مراكز البيانات وتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي.
🔮 نظرة مُركّب: الأرقام تبقى مثيرة للإعجاب، لكنها مدفوعة بتكاليف رأسمالية هائلة قد تؤثر على الهوامش خلال 2026.
💬 وجهات نظر السوق: هل هناك فقاعة فعلًا؟
يرى إريك شيفر (Eric Schiffer)، الرئيس التنفيذي لشركة Patriarch Organization — التي تمتلك حصصًا في معظم “السبعة العظام” — أن الحديث عن فقاعة مبالغ فيه:
“التبني لا يزال منخفضًا، لكنه ليس مؤشرًا سلبيًا… فكل زيادة في الإنفاق تعني ابتكارًا أكبر، وبالتالي نموًا في الاعتماد مستقبلاً.”
في المقابل، يحذر بعض الاقتصاديين من أن “الإنفاق على الذكاء الاصطناعي أصبح أحد أعمدة الاقتصاد الأمريكي حاليًا”، مما يعني أن أي تباطؤ في القطاع قد يكشف هشاشة النمو الإجمالي.
🔮 نظرة مُركّب: التفاؤل بالذكاء الاصطناعي مشروع، لكن تجاهل الفجوة بين الإنفاق والعائد الحقيقي قد يقود إلى فقاعة غير تقليدية، مالية وتقنية في آنٍ واحد.
🔮 النظرة المستقبلية
تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو نتائج الأرباح المنتظرة يوم الأربعاء من مايكروسوفت، ألفابت، وميتا، ثم أمازون يوم الخميس.
التركيز سيكون على هوامش الأرباح وإجمالي الإنفاق الرأسمالي، أكثر من الأرقام الخام للمبيعات.
ففي بيئة يغلي فيها السوق بتوقعات الذكاء الاصطناعي، سيحدد الانضباط المالي من الفائز الحقيقي في سباق التقنية.
💡 خلاصة مُركّب:
الذكاء الاصطناعي هو العنوان العريض، لكن تحت السطح تتصاعد علامات الإنهاك المالي.
إن استمر الإنفاق على هذا النحو دون تحقيق عائدات ملموسة، فقد نشهد أول فقاعة ذكية في التاريخ، تكنولوجية في شكلها، مالية في جوهرها.
الرهان الآن على من ينجح في تحويل الخيال إلى أرباح… قبل أن تتبخر الثقة.
🔍 للمستثمر الذكي في مُركَّب+:
راقب توازن الإنفاق والعائد في الشركات التقنية الكبرى — من مايكروسوفت إلى أمازون — وكن حذرًا من الانجرار وراء العناوين البرّاقة.
🎯 اشترك الآن في مُركَّب+ ، لنحلل “أين ينتهي الابتكار… وأين تبدأ الفقاعة”، لأن الذكاء الحقيقي ليس في الخوارزميات فقط، بل في استثمارها بذكاء.



