ماذا يعني أول اتفاق شامل مع لندن بعد 'يوم التحرير'؟
في تحوّل استراتيجي ضمن ملفه التجاري المتصاعد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب صباح الخميس عن أول اتفاق تجاري شامل لإدارته منذ إطلاق خطة "يوم التحرير التجاري" مطلع أبريل، التي فرضت رسومًا جمركية شاملة على جميع الشركاء التجاريين.
اتفاق ترمب البريطاني... أول اختراق بعد موجة الرسوم
في منشور على منصة "تروث سوشيال"، قال ترمب:
"الاتفاق مع المملكة المتحدة شامل وكامل وسيُكرّس العلاقة بين بلدينا لسنوات طويلة قادمة."
وأضاف أن بريطانيا ستكون:
"أول إعلان لنا... وستليها العديد من الاتفاقيات التي تمر بمراحل تفاوض متقدمة."
الاتفاق يأتي بعد فرض إدارة ترمب:
10% رسوم شاملة على جميع الواردات،
و25% رسوم إضافية على قطاعات محددة مثل الصلب، الألومنيوم، والسيارات من المملكة المتحدة.
التوقيع يُعتبر أول انفراجة تجارية بعد شهر من التصعيد العالمي، ما قد يُمهّد لاتفاقيات مشابهة في أوروبا وآسيا، بحسب مستشارين في البيت الأبيض.
الصين في الاتجاه المعاكس: لا تراجع... والضغوط تتصاعد
في المقابل، أكد ترمب أنه "لن يتراجع" عن الرسوم على الصين، والتي ارتفعت إلى 145%، رغم قرب انطلاق محادثات سويسرا بين وفد أميركي بقيادة وزير الخزانة سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون غرير، ونظرائهم الصينيين.
ترمب قال:
"الصين تستحق هذه الرسوم... ولسنا بحاجة لأي لقاء مع شي جين بينغ الآن."
في رد ضمني، قالت الصين إنها جمّدت مؤقتًا بعض الرسوم الانتقامية بنسبة 125%، في محاولة للتهدئة دون أن تُظهر تراجعًا سياسيًا واضحًا.
الاقتصاد الصناعي يتألم... والفيدرالي يترقب
رئيس الفيدرالي جيروم باول علّق أمس على الأوضاع التجارية، قائلًا إن:
"الأثر الكامل للرسوم لم يظهر بعد... لكن استمرارها قد يُبطئ النمو ويُعقّد خفض الفائدة المنتظر."
وفي مؤشر مبكر على الأثر المباشر، أعلنت تويوتا عن:
تراجع أرباح تشغيلية بنسبة 21%
خسائر متوقعة بقيمة 1.3 مليار دولار في شهري أبريل ومايو فقط، بسبب الرسوم الأميركية.
وقد خفّضت الشركة توقعاتها السنوية إلى 3.8 تريليون ين، مقارنةً بتقديرات المحللين البالغة 4.7 تريليون ين.
الرئيس التنفيذي كوجي ساتو أشار إلى أن:
"التقلبات الحالية تجعل اتخاذ قرارات استراتيجية أمرًا صعبًا... لكننا ندرس نقل مزيد من الإنتاج إلى الولايات المتحدة على المدى المتوسط."
هل هذا الاتفاق بداية لانفراج تجاري واسع؟
رغم الاحتفاء الإعلامي بالاتفاق، يشير بعض الخبراء إلى أن الإعلان مع بريطانيا يبدو أقرب إلى "إطار تفاهم" وليس اتفاقًا تجاريًا نهائيًا شاملاً.
المحلل السياسي تيري هاينز حذّر من أن:
"الأسواق يجب ألا تخلط بين إعلان نوايا وبين اتفاق ملزم... التفاصيل الجوهرية لم تُعلَن بعد."
لكن في المقابل، يرى آخرون أن ترمب بحاجة لاتفاقات رمزية سريعة لتهدئة الأسواق، مع بدء مؤشرات ثقة المستهلك والمستثمر في التراجع خلال الأسبوعين الماضيين، وسط حالة التوتر الجمركي العالمي.
الخلاصة
صفقة ترمب مع المملكة المتحدة تُعد أول خطوة نحو كسر الجمود التجاري العالمي، لكنها لا تُخفي واقعًا أكثر تعقيدًا على جبهات أخرى، خاصة الصين.
وبينما تنتظر الأسواق المزيد من "الصفقات الشاملة"، لا تزال الرسوم سارية، والتوتر مع الشركاء الآسيويين يتصاعد، والفيدرالي في وضع حرج بين دعم النمو وكبح التضخم.
المشهد الحالي يضع إدارة ترمب أمام مفترق طرق: إما الانفتاح الحقيقي... أو التصعيد المُهيمن.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات "مركب" — مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet