بينما يعيش العالم ثورة الذكاء الاصطناعي غير المسبوقة، تتسابق كبرى شركات التكنولوجيا على ضخ المليارات في البنية التحتية والتقنيات الذكية. إلا أن هذه الطفرة تأتي بثمن اجتماعي باهظ: مراكز بيانات عملاقة تُشيّد، ووظائف تقليدية تتساقط على الطريق. هل أصبح الذكاء الاصطناعي مسارًا بلا عودة، أم أن كل موجة استغناء ستفتح فرصًا جديدة؟
إنفاق استثماري تاريخي على الذكاء الاصطناعي
رسم بياني لإنفاق عمالقة التكنولوجيا (Microsoft، Alphabet، Meta، Amazon) بين 2022 و2025
تصدّر Amazon للإنفاق الرأسمالي، مع قفزة متوقعة إلى 105 مليار دولار في 2025، مقابل 80 مليار دولار لمايكروسوفت، وأرقام ضخمة أقل قليلاً لدى Alphabet وMeta.
الرسوم تعكس سباقًا غير مسبوق لبناء بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي، خاصة في الحوسبة السحابية ومراكز البيانات.
الذكاء الاصطناعي يغيّر معادلة التوظيف... الاستغناء لم يعد استثناء
كشف آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لأمازون (AMZN)، أن الشركة ستواصل خفض عدد الموظفين مع توسع تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمليات الداخلية، من إدارة المخزون وحتى التنبؤ بالطلب.
Microsoft (MSFT) تخطط لتسريح آلاف الموظفين في أقسام المبيعات رغم الإنفاق الهائل على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، بعد تقليصها 3% من الموظفين في مايو.
أما Amazon فقد خفضت بالفعل أكثر من 27 ألف وظيفة بين 2022 و2023، وتسعى الآن لإعادة هيكلة الإدارة الوسطى وإدارة الشركة بمنطق "أكبر شركة ناشئة في العالم".
لماذا تتسابق الشركات على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي؟
Amazon تواصل قيادة السباق باستثمارات ضخمة في AWS، مع توقع وصول النفقات الاستثمارية إلى 105 مليار دولار في 2025، معظمها لتطوير الذكاء الاصطناعي.
Microsoft ترفع استثماراتها في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي إلى 80 مليار دولار في 2025.
Meta وAlphabet تواصلان ضخ استثمارات هائلة في تطوير التقنيات الذكية والبنية التحتية للحوسبة السحابية.
الذكاء الاصطناعي يقود لاستغناء واسع عن الوظائف... لكنه يخلق أبوابًا جديدة
بحسب تقرير Challenger, Gray & Christmas، أدت التحديثات التكنولوجية (خصوصًا الذكاء الاصطناعي) لفقدان 20 ألف وظيفة في الشركات الأمريكية بأول خمسة أشهر من 2025.
تقديرات Goldman Sachs: الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يؤدي لأتمتة 25% من الوظائف بمختلف القطاعات خلال السنوات المقبلة.
مع ذلك، يؤكد قادة الشركات أن الذكاء الاصطناعي سيوجّه القوى البشرية للابتكار وتحسين تجربة العملاء وخلق وظائف جديدة، رغم تصاعد الشكوك والمخاوف وسط تزايد المسرّحين.
الخلاصة
سباق الذكاء الاصطناعي يدفع عمالقة التكنولوجيا إلى استثمارات غير مسبوقة ويعيد تشكيل سوق العمل بوتيرة لم يشهدها العالم من قبل. الأرباح المستقبلية تتجمع في يد الشركات الأكثر سرعة وجرأة، بينما يتحتم على الموظفين مواكبة التحولات عبر إعادة التأهيل وتبني مهارات جديدة. من يواكب ثورة الأتمتة ينتصر، ومن يتخلف عنها يخرج من اللعبة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet