هل تصريحات ترامب عن الاقتصاد الأميركي مضللة؟ إليكم الحقيقة
تصريحات الرئيس الأميركي بين الواقع والمبالغة
في خطابه الأخير أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي، استعرض الرئيس دونالد ترامب رؤيته لفترة ولايته الثانية، على الرغم من مرور ستة أسابيع فقط على توليه المنصب. هذه الفترة شهدت بالفعل اضطرابات في القوى العاملة الفيدرالية، توترًا في العلاقات مع الحلفاء، وتصعيدًا في الحرب التجارية.
وبينما يدافع ترامب عن سياساته الاقتصادية، فإن العديد من تصريحاته عن التضخم، الرسوم الجمركية، والوظائف أثارت تساؤلات حول دقتها. فهل تعكس تصريحاته الواقع؟ أم أنها تحتوي على مبالغات أو مغالطات؟
هل بايدن هو سبب ارتفاع أسعار البيض؟
📢 ترامب: "جو بايدن سمح بخروج أسعار البيض عن السيطرة، ونحن نعمل بجد لإعادتها إلى الانخفاض."
الحقيقة:
صحيح أن أسعار البيض ارتفعت خلال فترة بايدن، لكنها لم تكن بسبب سياساته المباشرة. السبب الأساسي كان تفشي إنفلونزا الطيور، الذي أدى إلى إعدام ملايين الطيور في ولايات مثل أيوا، كاليفورنيا، ونورث كارولاينا، مما أدى إلى ارتفاع سعر البيض من 2.97 دولار إلى 8 دولارات للدستة في فبراير الماضي.
النتيجة: ليس لسياسات بايدن تأثير مباشر على هذه الزيادة، بل كان السبب الأساسي أزمة في العرض نتيجة العوامل البيئية.
هل التضخم كان الأسوأ في تاريخ أميركا؟
📢 ترامب: "عانينا من أسوأ تضخم خلال 48 عامًا، وربما في تاريخ بلادنا."
التصريح مضلل:
رغم أن التضخم في عهد بايدن كان الأعلى منذ 40 عامًا، لكنه ليس الأسوأ في التاريخ الأميركي. ففي السبعينيات، بلغ التضخم ذروته عند 14.6% بسبب أزمة النفط.
كما أن حزم التحفيز الاقتصادي التي أقرها ترامب خلال الجائحة، والتي بلغت 3.5 تريليون دولار، ساهمت في تسريع التضخم إلى 9.1% في يونيو 2022، قبل أن ينخفض لاحقًا إلى 3% في يناير الماضي.
هل الرسوم الجمركية ستجعل أميركا غنية؟
📢 ترامب: "سنحقق إيرادات بمليارات الدولارات ونخلق وظائف لم يسبق لنا رؤيتها من قبل."
الحقيقة:
الرسوم الجمركية توفر إيرادات للحكومة، لكنها ليست أموالًا تدفعها الدول الأجنبية، بل يدفعها المستوردون الأميركيون، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين.
دراسة أكاديمية في 2019 وجدت أن الشركات الأميركية والمستهلكين تحملوا معظم تكاليف التعريفات الجمركية، بينما عانى المزارعون والعمال الصناعيون من ردود الفعل الانتقامية من الدول الأخرى.
هل ستفيد الرسوم الجمركية الاقتصاد الأميركي؟
📢 ترامب: "الرسوم الجمركية تهدف إلى جعل أميركا غنية وعظيمة مرة أخرى، وقد يحدث بعض الاضطراب، لكننا بخير مع ذلك."
الواقع:
تقول إدارة ترامب إن الرسوم الجمركية ستساعد في تمويل التخفيضات الضريبية البالغة 4.5 تريليون دولار، لكن الحقيقة أن الإيرادات الجمركية شكلت أقل من 2% من إجمالي الإيرادات الفيدرالية منذ الحرب العالمية الثانية.
وفقًا لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، حتى لو تم رفع التعريفات إلى 50%، فإن العائدات ستصل إلى 780 مليار دولار فقط، لكنها ستلحق ضررًا بالنمو الاقتصادي.
استطلاع هاريس بول:
60% من الأميركيين يعتقدون أن الرسوم الجمركية ستزيد الأسعار.
44% يعتقدون أنها ستضر بالاقتصاد الأميركي.
صناعة السيارات: هل ستزدهر؟
📢 ترامب: "سنحقق نمواً في صناعة السيارات لم يسبق لأحد أن رآه."
الحقيقة:
الرؤساء التنفيذيون لشركات فورد وستيلانتيس حذروا من أن التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا ستضر بصناعة السيارات الأميركية، حيث ستؤدي إلى زيادة تكلفة التصنيع بأكثر من 4,000 دولار لكل سيارة.
كما نفت هوندا موتور إعلان أي خطط جديدة للتوسع في ولاية إنديانا، كما زعم ترامب.
النتيجة: التعريفات قد تؤدي إلى فقدان الوظائف في قطاع السيارات بدلاً من خلقها.
الهجرة والجريمة: هل هناك علاقة فعلًا؟
📢 ترامب: "تدفق 21 مليون شخص إلى البلاد، وكثير منهم كانوا قتلة ومهربي بشر وأفراد عصابات."
التصريح غير دقيق:
لم تقدم أي جهة رسمية دليلًا على أن دولًا أخرى ترسل مجرمين إلى الولايات المتحدة.
الدراسات أظهرت أن المهاجرين غير النظاميين يرتكبون جرائم بمعدلات أقل من المواطنين الأميركيين.
الخلاصة:
بعض تصريحات ترامب صحيحة جزئيًا لكنها تحتاج إلى سياق أوسع.
بعض الادعاءات الأخرى مضللة أو غير دقيقة، مثل تحميل بايدن مسؤولية ارتفاع الأسعار، أو الادعاء بأن التعريفات الجمركية ستجعل أميركا أكثر ازدهارًا دون تكلفة.
بينما يسعى ترامب إلى إعادة تشكيل الاقتصاد الأميركي وفق رؤيته، تظل البيانات والحقائق هي الحكم الفاصل بين السياسات الناجحة والمبالغات الخطابية.
📩 اشترك الآن في نشرتنا لمتابعة أحدث التحليلات الاقتصادية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني! 🚀
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet