من التصعيد إلى الهدوء: الأسواق تترقب خفض الرسوم الجمركية
التصريحات تتغيّر... والأسواق تنتظر الفعل لا القول
في مشهد متقلب يتأرجح بين التطمينات السياسية والمخاوف التجارية، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتغيير نبرته تجاه الرسوم الجمركية المفروضة ضمن خطة "يوم التحرير التجاري". وبينما احتفت الأسواق بأي إشارة للتهدئة، لا تزال التفاصيل الحاسمة غائبة، ما يُبقي مستقبل السياسة التجارية الأميركية في حالة من الترقب الحذر.
الأسواق تُرحّب بالتفاؤل... لكن دون دليل ملموس
قال ترامب خلال تصريحاته الأخيرة:
"نحن نُبلِي بلاءً حسنًا مع كل الدول... السوق ترتفع بشكل جيد."
وبالفعل، ارتفعت المؤشرات الأميركية في بداية الأسبوع، مدفوعة بآمال خفض الرسوم على الصين وغيرها. لكن هذه النشوة لم تدم طويلًا.
الخميس تغيّر المزاج العام بعد تصريحات حذرة من وزير الخزانة سكوت بيسينت، قال فيها:
"يجب خفض الرسوم أولًا قبل بدء المحادثات."
هذا التناقض بين النبرة الرئاسية المتفائلة والتشكيك الوزاري خلق حالة من الضبابية أضعفت ثقة الأسواق في حصول اختراق قريب.
الصورة التوضيحية: خريطة "يوم التحرير التجاري"
خريطة الرسوم الجمركية المفروضة ضمن خطة "يوم التحرير التجاري"، وتشير إلى استهداف 185 دولة حول العالم برسوم تتراوح بين 10% و145%، مع فرض أعلى نسبة على الصين.
من الحديث إلى الفعل: أين الاتفاقات التجارية؟
ورغم التصريحات المتكررة من ترامب ونوّابه حول "تحقيق تقدم"، لم يتم حتى الآن الإعلان عن أي اتفاق فعلي.
لا جديد يُذكر:
البيت الأبيض أكد استلام 18 اقتراحًا رسميًا من حكومات أجنبية.
لكن لم يُكشف عن قبول أي منها أو جدولة أي مفاوضات حقيقية.
نائب الرئيس جي دي فانس تحدث عن "تقدم مع الهند"، لكن من دون تفاصيل أو جدول زمني.
وقال كين ماهوني من Mahoney Asset Management:
"يجب على ترامب إتمام اتفاق... وإلا فسيستمر هذا في الانهيار."
فجوة بين اللغة السياسية والواقع
رغم تصريح ترامب أن الرسوم على الصين "ستنخفض بشكل كبير"، إلا أنه لم يُقدّم أي إطار زمني أو خطة تنفيذ.
وفي المقابل، شدد بيسينت على أن:
لا توجد مبادرة أحادية لخفض الرسوم
أي تخفيض مشروط برد مماثل من الجانب الصيني
وهنا يبرز تناقض واضح، كما أشار المحلل براد سيتسر من مجلس العلاقات الخارجية:
"هناك فجوة بين خطابات البيت الأبيض والتقدم الفعلي... الأسواق قد لا تصبر كثيرًا على وعود دون خطوات تنفيذية."
الخلاصة
بينما تُغني الأسواق على لحن التفاؤل، تظل الحقائق على الأرض تُشير إلى عكس ذلك.
تصريحات ترامب وبيسينت تُظهر نية خفض التصعيد، لكنها تفتقر إلى خطة تنفيذية واضحة أو نتائج تفاوضية ملموسة.
وفي ظل هذا التباين، فإن مستقبل المفاوضات التجارية مع الصين — ومع 184 دولة أخرى متضررة من الرسوم — يبقى معلقًا على قدرة البيت الأبيض على ترجمة التفاؤل إلى اتفاقات واقعية.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet