مضيق هرمز… شريان الطاقة العالمي الذي يُرعب الأسواق: لماذا يخشاه الجميع؟
في ظل تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط بعد الهجمات الأميركية على منشآت إيران النووية، بات العالم يترقب مصير مضيق هرمز—أحد أهم شرايين الاقتصاد العالمي. فمجرد التلويح بإغلاق هذا الممر المائي قادر على قلب موازين الطاقة والاقتصاد في ساعات، مع قفزات حادة في أسعار النفط وارتباك في سلاسل الإمداد العالمية.
أين يقع مضيق هرمز؟ ولماذا يتحكم في أمن الطاقة العالمي؟
الموقع الجغرافي:
يمثل مضيق هرمز الرابط الوحيد بين الخليج العربي وخليج عُمان، ويبلغ عرضه عند أضيق نقطة 21 ميلاً فقط (حوالي 34 كم). تقع إيران على الشاطئ الشمالي، بينما تُشرف سلطنة عُمان على الجانب الجنوبي.الأهمية النفطية:
يمر عبر المضيق يوميًا نحو 20 مليون برميل نفط، أي قرابة 20% من الاستهلاك العالمي، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA). لهذا السبب يُوصف بأنه "أخطر عنق زجاجة نفطي" في العالم.
كيف تتحرك ناقلات النفط في المضيق؟ ولماذا يتضاعف الخطر؟
الممرات الملاحية الفعلية داخل المضيق ضيقة للغاية (2 ميل لكل اتجاه)، ما يفرض على الناقلات المرور بمحاذاة مناطق النفوذ الإيراني والعُماني معًا.
هذه الجغرافيا تُعقّد أي عمليات إغلاق أو استهداف، وتضاعف من المخاطر الجيوسياسية.
لماذا تُرعب فكرة إغلاق مضيق هرمز الأسواق؟
منذ بداية التصعيد الأخير، ارتفعت أسعار النفط العالمية 10% فور الحديث عن تهديدات إيران بإغلاق المضيق.
أي قرار فعلي بالإغلاق—even ليوم واحد—قد يدفع الأسعار فوق 100 دولار للبرميل، وفق تقديرات مديري الصناديق العالمية، بسبب ضخامة الكميات المعرضة للخطر.
من هم أكبر المتضررين؟
الصين: تعتمد على 5.4 مليون برميل يوميًا من نفط المضيق.
الهند: تستورد 2.1 مليون برميل يوميًا.
كوريا الجنوبية: 1.7 مليون برميل يوميًا.
بينما أوروبا وأميركا الشمالية أقل تأثرًا (< مليون برميل يوميًا).
السيناريوهات: هل تقدم إيران فعلاً على إغلاق المضيق؟
تهديدات رسمية:
صرّح مستشار المرشد الإيراني بإمكانية الإغلاق بعد الهجمات الأميركية، ووافق البرلمان على الاقتراح، لكن القرار النهائي يبقى بيد المجلس الأعلى للأمن القومي والمرشد الأعلى خامنئي.رد فعل الأسواق:
سارعت ناقلات النفط لتغيير مسارها وتكدست السفن قرب دبي وجنوب عُمان في انتظار التعليمات، بينما أطلقت شركات النقل البحري الكبرى خطط طوارئ.
ردود الفعل الدولية:
الولايات المتحدة: حذرت إيران بصرامة من الإقدام على هذه الخطوة.
الصين والهند: طالبتا بالتهدئة مع التركيز على تنويع مصادر الطاقة.
شركات النقل الكبرى (مثل Maersk): استمرت في العبور لكنها رفعت درجة التأهب.
مخاطر الإغلاق على إيران نفسها
خبراء الطاقة يؤكدون أن أي إغلاق سيضر إيران أكثر مما ينفعها:
تهديد مصالح الحلفاء (الخليج، الصين)
خسارة عائدات النفط الحيوية
خطر رد عسكري مباشر من واشنطن وحلفائها
تفاقم الضغوط الاقتصادية الداخلية وسط العقوبات
الخلاصة
مضيق هرمز ليس مجرد ممر مائي بل هو نقطة التحكم الأولى في أمن الطاقة العالمي—"الزر النووي" الذي تمتلكه إيران. لكن هذا الزر محفوف بالمخاطر، فإغلاقه قد يدفع إيران نفسها نحو عزلة اقتصادية ومواجهة عسكرية غير مسبوقة. طالما بقيت التهديدات في إطار التصريحات والحرب النفسية، سيظل سعر النفط متقلبًا وحساسًا لأي تطور. أما إذا تحولت التهديدات إلى فعل، فستنزلق الأسواق سريعًا إلى "منطقة الخطر" اقتصادياً وجيوسياسيًا.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet