ثورة نووية بقيادة ترمب: خارطة طريق رباعية تُحرّك الأسهم وتُغيّر قواعد الكهرباء
في إعلان يُعدّ الأضخم في تاريخ الطاقة النووية الأميركية، وقع الرئيس دونالد ترمب أوامر تنفيذية تهدف إلى مضاعفة إنتاج الطاقة النووية أربع مرات بحلول عام 2050 — من 100 إلى 400 غيغاواط.
القرار أعاد إشعال الزخم في سوق الأسهم النووية، وفتح الباب لتحوّل استراتيجي قد يُغيّر مستقبل الكهرباء في الولايات المتحدة، مدفوعًا بتسارع الطلب من مراكز الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمّية.
الطاقة النووية تعود إلى الواجهة… معادلة القوة تتغيّر
بحسب توقعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تتراوح السيناريوهات المستقبلية بين مسار طموح يتجاوز فيه إنتاج الطاقة النووية في أميركا الشمالية 2000 تيراواط/ساعة بحلول 2050، وسيناريو متشائم يُظهر تراجعًا بنسبة 15% مقارنة بمستويات 2023.
المصدر: IAEA / Yahoo Finance
الفجوة بين المسار المتفائل والمتشائم في نمو إنتاج الطاقة النووية خلال الـ25 عامًا القادمة.
موجة ارتفاعات غير مسبوقة في أسهم الطاقة النووية
قرار ترمب لم يكن رمزيًا فقط، بل فعّل موجة شرائية قوية في السوق:
Oklo (OKLO) المدعومة من سام ألتمان قفزت +8%، مع مكاسب تتجاوز 145% منذ بداية 2025
Centrus Energy (LEU) صعدت +11% مسجلة أعلى مستوياتها على الإطلاق
NuScale Power (SMR)، Vistra (VST)، وConstellation Energy (CEG) ارتفعت كلها بأكثر من +3%
شركات اليورانيوم مثل Uranium Energy (UEC) وEnergy Fuels (UUUU) حققت مكاسب إضافية
صناديق المؤشرات:
مؤشر VanEck Uranium and Nuclear ETF (NLR) ارتفع بنسبة 20% منذ بداية 2025، مسجلًا أعلى مستوى في 52 أسبوعًا.
ترمب يزيل العقبات… وتسريع المفاعلات الصغيرة
أحد أبرز التحديات التي عانت منها الصناعة النووية لعقود كان التأخير التنظيمي.
وقد صرّح جو دومينغيز، الرئيس التنفيذي لشركة Constellation Energy:
"إذا لم تتمكن من تشغيل المحطة، فلن تستطيع توليد الإيرادات، وفوائد التمويل تكون قاتلة."
الأوامر الجديدة تُبسّط عمليات التصاريح، التقييمات البيئية، والموافقات، وتُسرّع تطوير المفاعلات النووية الصغيرة (SMRs) — والتي تُنتج في مصانع، ثم تُركّب بسهولة في المواقع، مما يُقلل التكاليف ويُسرّع التنفيذ.
عمالقة التكنولوجيا يدخلون على الخط: طاقة للذكاء الاصطناعي
مع تضاعف الطلب على الطاقة من قبل مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، باتت الشركات التكنولوجية الكبرى تبحث عن مصادر طاقة مستقرة، ونظيفة، وطويلة الأجل. وقد أعلنت عدة شركات خطوات ملموسة:
Google شراكة مع Elementl Power لمشاريع نووية
Microsoft اتفاقيات طويلة الأجل مع Constellation Energy
Amazon استحوذت على مجمّع بيانات يعمل بالطاقة النووية
Oracle خطط لبناء مركز بيانات يعمل بمفاعلات SMR
"بدون الطاقة النووية، سيكون من الصعب جدًا تلبية الطلب الأساسي للذكاء الاصطناعي."
– جاي جيانغ يو، مؤسس Nano Nuclear Energy
صعود غير مسبوق… وفرصة هيكلية للأسواق
البيئة الاقتصادية والسياسية باتت مهيأة لدورة نمو جديدة في الطاقة النووية، بدعم من:
تخفيف الأعباء التنظيمية
زخم سياسي غير مسبوق
دعم من القطاع التكنولوجي
حاجة الأسواق إلى طاقة موثوقة وسط تقلبات الجغرافيا السياسية والطاقة الأحفورية
الخلاصة
خطة ترمب الرباعية ليست مجرد رؤية بيئية أو رغبة في تحوّل الطاقة، بل تمثل استراتيجية متكاملة تهدف لتأمين الريادة الأميركية في عصر تُحدده مراكز البيانات والخوارزميات والذكاء الاصطناعي.
الطاقة النووية تعود لتكون في قلب المعادلة، لا في هامشها — مدفوعة بتقنيات جديدة، عطش استهلاكي هائل، وقرار سياسي واضح.
ومع صعود أسهم القطاع، وتحوّل النظرة إليه من "مخاطرة" إلى "فرصة"، يبدو أن السوق النووية تدخل فصلًا جديدًا تمامًا… قد يُغيّر خريطة الاستثمار العالمية خلال العقد القادم.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet