انقسام الفيدرالي يحتدم... التضخم المرتفع يثير الجدل مجددًا حول خفض الفائدة
مع صدور أحدث بيانات التضخم في الولايات المتحدة، تجد السياسة النقدية نفسها في مفترق طرق شديد الحساسية، حيث يزداد الانقسام داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول توقيت خفض الفائدة المقبلة. وبين صقور يلوحون براية الخطر التضخمي و"حمائم" يحذرون من تباطؤ النمو الاستهلاكي، يواجه الفيدرالي ضغوطًا سياسية متزايدة من البيت الأبيض، لتتحول جلساته إلى ساحة شد وجذب غير مسبوقة في تاريخ السياسة النقدية الأميركية.
"A FED DIVIDED"
الانقسام العميق داخل الفيدرالي بين ثلاثة معسكرات رئيسية:
الصقور (Hawks):
يرفضون خفض الفائدة في الوقت الحالي، معتبرين أن استمرار ارتفاع التضخم—خاصة مع تصاعد الرسوم الجمركية الجديدة—يتطلب بقاء السياسة النقدية مشددة، ويحذرون من التسرع قبل اتضاح أثر الرسوم على الأسعار.المعتدلون (Neutral):
يدعون إلى اعتماد سياسة "الانتظار والمراقبة" دون اتخاذ قرارات متعجلة، ويرون أن الاقتصاد يحتاج وقتًا لرؤية نتائج السياسة التجارية الجديدة، خاصة وأن إشارات التباطؤ لم تتحول بعد إلى ركود فعلي.الحمائم (Doves):
يدفعون باتجاه خفض الفائدة قريبًا، مستندين إلى تراجع الإنفاق الاستهلاكي وبدء علامات التباطؤ الفعلي في الاقتصاد، ويعتبرون أن التضخم بات "معتدلًا بما يكفي" لبدء التيسير.
نقاط الجدل: التضخم يصرّ على البقاء فوق الهدف... لكن الإنفاق يتراجع
أحدث أرقام التضخم:
أظهر مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي (Core PCE)—المفضل لدى الفيدرالي—ارتفاعًا بنسبة 2.7% على أساس سنوي في مايو، متجاوزًا التوقعات (2.6%) وأعلى من قراءة الشهر الماضي. هذا يمنح "الصقور" الذريعة للتشدد، خصوصًا مع خطر انتقال عدوى الرسوم إلى أسعار المستهلك.أكبر تراجع في الإنفاق منذ بداية 2025:
في المقابل، كشف تقرير مكتب التحليل الاقتصادي عن انخفاض الإنفاق الشخصي بنسبة 0.3% في مايو، في أكبر تراجع شهري منذ بداية العام. هذا التحول يدعم موقف "الحمائم" القلقين من أن استمرار ضغوط الرسوم وارتفاع الفائدة سيدفع الاقتصاد نحو التباطؤ أو حتى الركود.خلاف علني يتصاعد داخل الفيدرالي:
في "خريطة النقاط" الأخيرة، برز انقسام واضح:10 مسؤولين يتوقعون خفضين أو أكثر للفائدة خلال 2025
7 مسؤولين يرجحون تثبيت الفائدة بالكامل، ارتفاعًا من 4 في الاجتماع السابق
باول يتمسّك بالتريث... وترمب يصعّد الهجوم
جيروم باول على خط الدفاع:
جدد رئيس الفيدرالي جيروم باول موقفه الحذر أمام الكونغرس، مؤكدًا أن البنك المركزي "في وضع جيد للانتظار" حتى تتضح آثار الرسوم الجمركية الجديدة على الأسعار والأسواق.تصريحات ترمب التصعيدية:
في الجهة المقابلة، رفع الرئيس ترمب من حدة ضغوطه السياسية، معبرًا عن نفاد صبره من "سياسة الانتظار" التي يتبعها باول، ومؤكدًا أنه اقترب من الإعلان عن اسم بديله لرئاسة الفيدرالي، في إشارة إلى تصاعد التدخل الرئاسي في استقلالية البنك المركزي.
خلاصة
تقرير التضخم الأخير لم يحسم المعركة داخل الفيدرالي، بل زادها تعقيدًا وسط توازن هش بين مخاوف التضخم وضغوط التباطؤ الاستهلاكي. وبينما يحتدم الجدل السياسي حول مصير القيادة النقدية، تبقى السياسة النقدية الأميركية معلقة بين مطرقة الأسعار وسندان النمو. وحتى تتضح الصورة الكاملة لتأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد، ستستمر جلسات الفيدرالي كساحة مواجهة مفتوحة بين دعاة التشدد ودعاة التيسير.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet